سياسة عربية

الحكومة اللبنانية تتوصل لحل مؤقت لأزمة النفايات في لبنان

النفايات تكدست بسبب انتهاء عقد شركة "سوكلين" لجمع النفايات - عربي21
بدأت طواقم البلديات في العاصمة اللبنانية بيروت ومحافظة جبل لبنان وطواقم تابعة لشركة "سوكلين" الخاصة بإزالة أكوام النفايات التي تكدست لعدة أيام في مختلف الأحياء بسبب الخلاف الحكومي حول ما بات يعرف بـ"أزمة النفايات"، حيث انتهى عقد شركة "سوكلين" لجمع النفايات ويتواصل الخلاف بشأن مكان تجميعها بعد رفض أهالي عدة مناطق تضم مكبات للنفايات بنقلها إلى مناطقهم.

ورصدت "عربي21" طواقم البلديات وهي تجمع أكوام النفايات على الرغم من إقدام الأهالي على إحراقها ليلا بعد تكدسها، في عملية قد تستمر لأيام، حيث تقدر وزارة البيئة أكوام النفايات المتكدسة بأكثر من ثلاثين ألف طن.

حلحلة مؤقتة

وكان مكتب رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أعلن في ساعة متأخرة من مساء السبت أنه جرى التوصل إلى "صيغة حل مرحلي فوري وموقت لمعضلة النفايات في بيروت وضاحيتها ومناطق في جبل لبنان تقضي برفع النفايات من هذه المناطق فورا، إلى مواقع تم تحديدها من قبل وزارة البيئة".

وأعلن مكتب رئيس الحكومة في بيان للإعلام أن هذا الاتفاق تم بعد تواصل سلام مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري.

قطع طريق رئيس

وبالتزامن مع بدء طواقم البلديات برفع أكوام النفايات، فقد أقدم أهالي إقليم الخروب عموما وبلدة برجا خصوصا على قطع الطريق الرئيس الرابط بين بيروت وجنوب البلاد بعد حديث الحكومة عن نقل كميات من النفايات إلى "مكب سبلين" القريب من البلدة التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 30 ألف نسمة.

ورفض الأهالي الخطوة بسبب ما يقولون إنها أضرار بيئية وصحية كارثية لأهالي البلدة وجوارها ستسببها النفايات إذا ما نقلت إلى مناطقهم، ستضاف إلى الأضرار التي يسببها أصلا معمل الأسمنت الموجود في منطقة سبلين.

وأعلنت قوى الأمن الداخلي اللبناني في بينا لها أن الطريق السريع الرابط بين بيروت والجنوب مقطوع بالاتجاهين بالإضافة إلى الطريق البحرية، مطالبة المواطنين بعدم سلوكه، حيث بدأ الأهالي اعتصاما في الطريق ناصبين الخيم، رافضين عبور الآليات التي تحمل النفايات إلى مكب سبلين.

الاعتصام مستمر


وفي هذا الخصوص، يقول الناشط محمد سرور وأحد منظمي الاعتصام، إن الأهالي مصرون على منع مرور أي آلية تحمل النفايات إلى مكب سبلين، مشددا على أنهم لن يتراجعوا عن اعتصامهم حتى تعود الحكومة ووزارة البيئة عن قرارهما بنقل النفايات إلى منطقة إقليم الخروب.

وفي حديث لـ"عربي21" لفت سرور إلى أن ضغوطا سياسية وأمنية هائلة تمارس عليهم منذ الصباح لفض اعتصامهم أو السماح بدخول بضع شاحنات إلى المكب، وأن من بين من يمارسون الضغوط ممثلون عن تيار المستقبل وآخرون عن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

وأشار سرور إلى أن الأهالي مصرون على اعتصامهم رغم التهديدات التي وصلت لحد التحذير من استهدافهم بالرصاص ولسان حالهم "أن نموت بالرصاص أشرف من أن نموت بسبب الأمراض التي تسببها النفايات".