قال كل من رئيس حركة التوحيد والإصلاح
المغربية عبد الرحيم الشيخي ورئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح الموريتاني محمد جميل ولد منصور إن الحركات الإسلامية في
المغرب الكبير تختلف عن نظيراتها في المشرق وتتميز في عمومها بالوسطية والسلمية والانفتاح، واختيار منهج المشاركة الإيجابية والتأثير في الواقع، كما أنها ميزت بين الدعوي والسياسي.
وبين رئيس حركة التوحيد المقربة من حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المغربية، أن حركته وحزب العدالة والتنمية نجحا في التمييز بين الدعوي والسياسي، ليس على المستوى النظري والفكري فقط، وإنما على المستوى التنظيمي من خلال حزمة من الآليات والإجراءات، وهو ما أكده ولد منصور حين قال إنها "تجاوزت الخلط بين الدعوي والسياسي، بعد أن بالغت في ذلك الخلط لمواجهة العلمانيين".
وأضاف الشيخي، الذي كان يتحدث في ندوة حول "الحركات الإسلامية في المغرب.. مسارات ومقاربات" نظمتها شبيبة حزب العدالة والتنمية الثلاثاء الماضي بمراكش (جنوب المغرب)، بأن حركة التوحيد والإصلاح متمسكة بمنهج التجديد، إذ قدمت مراجعات نظرية ترجمتها على مستوى الممارسة.
وأوضح أن الحركات الإسلامية بالمغرب الكبير "تتميز في عمومها بالوسطية والسلمية والانفتاح، واختيار منهج المشاركة الإيجابية بدل المقاطعة السلبية". وأشار إلى أن الوحدة الاندماجية التي تمت بين مكونات مختلفة للحركة الإسلامية في المغرب، ميزت الحركة الإسلامية في المغرب عن نظيراتها في دول الجوار، في إشارة لاندماج الإصلاح والتجديد مع رابطة المستقبل الإسلامي لتشكيل حركة التوحيد والإصلاح.
من جهته قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح الموريتاني محمد جميل ولد منصور في الندوة ذاتها إن الحركات الإسلامية في المغرب الكبير "مؤثرة في الواقع، وأصبح لها جهد معتبر في هذه البلدان"، رغم تعرضها "للحصار والتضييق في بعض الأحيان، وللاحتواء من قبل الأنظمة في أحايين أخرى".
وميز ولد منصور بين مدرستين في الحركات الإسلامية من حيث المنهج؛ الأولى حركة "تعتمد المنهج التغييري الإحلالي، وتهدف إلى تغيير الواقع، وإحلال واقع آخر محله"، وأخرى حركة إسلامية تعتمد المنهج "الإصلاحي المرن الذي يقوم على توظيف الفرص المتاحة، وفهم الواقع والإصلاح التدريجي، ومحاولة مواجهة السلبيات".
وبخصوص الربيع العربي في
موريتانيا قال ولد منصور، إن الحالة الموريتانية لم تجتمع فيها الشروط الموضوعية لتنجز الثورة الشعبية؛ مثل ما حصل في كل من مصر وتونس وغيرهما بغض النظر عن "سلبيات النظام الموريتاني التي لا تحصى".
وحول سعي بعض مكونات الحركة الإسلامية لتأسيس ما يسمونه بـ "الخلافة الإسلامية" استشهد المتحدث بأجوبة العالم المقاصدي المغربي ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني، الذي اعتبر أن المهم من هذه المصطلحات هو المقاصد العامة، وعدم الجمود على بعض المصطلحات الموروثة.
وختم ولد منصور مشاركته، بالقول: إن الحركة الإسلامية ليست ضد الحريات، وهذه الأخيرة في موريتانيا إن استمرت كتجربة فسيكون لها إضافة نوعية داخل البلد وفي المنطقة ككل.