انطلقت دعوات فلسطينية إلى "ثورة غضب" ردا على جريمة حرق مستوطنين متطرفين لمنزل فلسطيني أسفر عن استشهاد رضيع في جريمة استنكرتها الأطراف الفلسطينية، داعين إلى أن يكون الرد عن طريق المقاومة.
من جهته، دعا المتحدث باسم "لجان المقاومة في فلسطين"، محمد البريم، إلى "ثورة غضب" تعمّ كل المدن والقرى الفلسطينية تنديدا بجرائم المستوطنين اليهود، التي شهدت تصعيدا ملحوظا خلال الفترة الماضية".
وقال في بيان صحفي إن إحراق الطفل الرضيع علي دوابشة، وإصابة أفراد عائلته في هجوم للمستوطنين اليهود في قرية دوما قضاء
نابلس، فجر الجمعة، يعدّ "جريمة ضد الإنسانية، تكشف عن حجم الحقد والكراهية التي يحملها الصهاينة لأطفال شعبنا الفلسطيني"، بحسب تعبيره.
وحثّ البريم أبناء الشعب الفلسطيني على تصعيد الفعل المقاوم بكل وسائله في
الضفة الغربية المحتلة، مشددا على أن "العدو ومستوطنيه لا يردعهم إلا القوة، ورد الصاع صاعين على جريمتهم النكراء، بإحراق الطفل دوابشة".
وأكد أن الخيار الذي خلّفته اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة بحق الفلسطينيين، هو "استعادة زخم المقاومة وفعلها المؤثر، ورفع كل المعوقات أمامها، ودعم أبطالها في استرداد حالة الردع ضد المستوطنين المنزرعين بقوة السلاح على أرضنا في الضفة المستباحة".
دعوات لاحتجاجات في الـ 48
ودعا نشطاء داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إلى تنظيم وقفات احتجاجية في البلدات العربية، تنديدا بإرهاب المستوطنين.
وناشد النشطاء جميع الفلسطينيين في بلدات الداخل في مناطق الجليل والمثلث والنقب والساحل، التجمهر وتنظيم وقفات احتجاجية على المفارق الرئيسية في بلداتهم، تنديدا بإرهاب المستوطنين.
وشدد النشطاء في دعواتهم على أن "إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وما شهدته القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك من اعتداءات من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي، يستوجب الخروج إلى الشوارع للتعبير عن الغضب إزاء هذه الاعتداءات والجرائم".
ومن المتوقع أن تنظم وقفات احتجاجية وتظاهرات غاضبة، بعد صلاة الجمعة، في أم الفحم والناصرة وسخنين وكفر كنا والطيرة وحيفا.
حماس تتوعد بتصعيد المقاومة ردا على الجريمة
من جانبها، حمّلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية مقتل
الرضيع الفلسطيني، في بلدة دوما، قرب مدينة نابلس.
وأضافت أن "هذه الجريمة النكراء تجعل جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنيين أهدافا مشروعة للمقاومة في أي مكان"، بحسب البيان.
وطالبت حماس "المقاومة الفلسطينية بالرد المناسب مع حجم الجريمة، لردع المستوطنين القتلة، عن جرائمهم".
"إعلان الحرب" على المستوطنين
بدورها، دعت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، إلى تصعيد المقاومة و"إعلان الحرب" على المستوطنين اليهود الذين يواصلون ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين.
وقالت الجبهة إن هذه الجريمة هي بمنزلة "تطور خطير وتصعيد غير مسبوق، وجريمة يندى لها الجبين تتحمّل مسؤوليتها حكومة الإرهاب والقتلة، وهو ما يستدعي منّا جميعا تصعيد المقاومة، وإعلان الحرب على المستوطنين والمستوطنات"، وفق البيان.
وأضافت أن "هذه الجرائم البشعة التي تستهدف الأطفال هي جزء لا يتجزأ من الإرهاب الصهيوني المتواصل والمجازر البشعة بحق شعبنا، التي لم تتوقف يوما، وهي جزء من الاستراتيجية الصهيونية الهادفة لزج قطعان المستوطنين في الحرب التي تشنها ضدنا".
ودعت "الشعبية"، الجماهير الفلسطينية إلى "إعلان الغضب العارم، والرد بكل قوة على هذه الجريمة بتصعيد المقاومة في وجه الاحتلال وقطعان المستوطنين، عبر المواجهة الجماعية والمُنظمة، وتشكيل اللجان الشعبية في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في الضفة للتصدي للمستوطنين وجرائمهم، وذلك بعد فشل أجهزة أمن السلطة في حماية أبناء الشعب الفلسطيني"، وفق ما جاء في البيان.
وطالبت الجبهة، القيادة الفلسطينية إلى إعلان حالة الطوارئ، والتحرك العاجل على كل المستويات، ووضع العالم أمام صورة هذه الجريمة البشعة والجرائم الأخرى المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني.
ودعت إلى اعتبار استهداف الأطفال وحرقهم مبررا كافيا لقطع الارتباط كاملا مع الاحتلال، ووقف
التنسيق الأمني، والذهاب إلى المجتمع الدولي لنزع الشرعية عن الاحتلال وملاحقة قادته السياسيين والعسكريين والمستوطنين في المحاكم الدولية.
وأكدت الجبهة أن تصاعد الجرائم الإسرائيلية تتطلب وحدة ميدانية فلسطينية حقيقية على المستويات كافة، وهو ما يدعو الفلسطينيين إلى إنجاز المصالحة واستعادة الوحدة، وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية الفئوية.
وطالبت "الشعبية" أحرار العالم والقوى المساندة للشعب الفلسطيني بالمساهمة في فضح جرائم الاحتلال وتعزيز المقاطعة الشاملة له في المحافل كافة.
الجماعات الاستيطانية "إرهابية"
رفضت وزارة الخارجية الفلسطينية، اقتصار الموقف الإسرائيلي الرسمي إزاء الجريمة التي نفذّها
مستوطنون يهود في قرية دوما الفلسطينية قضاء نابلس، فجر الجمعة، على إطلاق البيانات والتصريحات المُدينة والمستنكرة لهذا العمل، مطالبة باعتبار هذه المجموعات الاستيطانية "إرهابية خارجة عن القانون"، وإدراجها على "لائحة الإرهاب".
وقالت الوزراة في بيان صحفي تلقته إن "جريمة قتل الرضيع دوابشة هي وصمة عار على المجتمع الدولي، الذي تجاهل مرارا هذا الإرهاب المنظم من المستوطنين بحق المدنيين الفلسطينيين".
الإدانة الإسرائيلية غير مقبولة
وأكدت الخارجية الفلسطينية، رفضها أي إدانة رسمية إسرائيلية لهذه العملية الإرهابية، قائلة إن "الحكومة الإسرائيلية تتحمّل المسؤولية المباشرة عن تلك العملية الإرهابية، بسكوتها المتواصل وبتجاهلها المتعمد، وبرفضها اعتبار تلك المجموعات مجموعات إرهابية خارجة عن القانون وبحمايتها لهم عند الاعتداء وبعده"، كما قالت.
وشدّدت على أن "الإدانة لم تعد كافية أو حتى مقبولة كرد فعل المجتمع الدولي، فهذا الموقف الضعيف والهزيل من المجتمع الدولي لم يمنع ولن يمنع من استمرار مثل هذه الاعتداءات، التي تحظى بحماية وتعاطف العديد من المؤسسات الرسمية الإسرائيلية، وحتى المسؤولون أنفسهم من وزراء ونواب برلمانيين"، بحسب البيان.
وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ خطوات سريعة لـ "تبرئة ذاته من هذه الجريمة وهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل"، إلى جانب التفكير جديا بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وكذلك اعتبار هذه المجموعات الاستيطانية التي تتحرك تحت مسميات "دفع الثمن" أو "شبيبة التلال" وغيرها مجموعات "إرهابية خارجة عن القانون".
دعوة لوقف التنسيق الأمني
في سياق متصل، طالب "حزب الشعب الفلسطيني" قيادة السلطة في الضفة الغربية المحتلة، بالإسراع في تطبيق القرارات الأخيرة لـ"المجلس المركزي الفلسطيني" فيما يتعلّق بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، ردا على جريمة حرق المستوطنين اليهود لمنزل في قرية دوما جنوب نابلس، فجر الجمعة، أسفر عنه استشهاد طفل رضيع، وإصابة أفراد عائلته بجروح وإصابات خطرة.
ودعا الحزب، المستوى الرسمي الفلسطيني إلى "مغادرة حالة التردد والإسراع بتطبيق قرارات المجلس المركزي وفي مقدمتها وقف التنسيق الأمني، علاوة على التحرك العاجل على مختلف الأصعدة ووضع المجتمع الدولي أمام هذه الجريمة البشعة، بما في ذلك التحرك في محكمة الجنايات الدولية".
وقال "حزب الشعب" في بيان صحفي إن "الجرائم الوحشية التي تستهدف الأطفال هي جزء لا يتجزأ من جرائم الاحتلال المستمرة بحق شعبنا، وهي تستدعي من كل شعبنا الفلسطيني وقواه الحية إعلان الغضب العارم على الاحتلال وسياساته العدوانية، والرد على هذه الجريمة بكل عزيمة وإصرار، بتصعيد المقاومة الشعبية، والإسراع بتشكيل لجان الحماية الشعبية في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية، التي تتعرض دوما لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه"، على حد قوله.
ودعا "حزب الشعب الفلسطيني" المؤسسات الدولية والإنسانية وأحرار العالم كافة إلى المساهمة في فضح جرائم الاحتلال، ومقاطعته على مختلف الأصعدة جراء جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
يشار إلى أن مجموعة من المستوطنين هاجمت فجر الجمعة منازل الفلسطينيين بالزجاجات الحارقة في قرية دوما قرب نابلس، ما أدى لاشتعال النار فيها، واستشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة (عام ونصف) حرقا، وإصابة ثلاثة من أفراد عائلته بجراح خطيرة.
وتعيد جريمة حرق الرضيع الفلسطيني إلى الأذهان جريمة إحراق المستوطنين اليهود للطفل المقدسي محمد أبو خضير وهو على قيد الحياة، في الثاني من تموز/ يوليو العام الماضي. حيث إنه على الرغم من القبض على منفذيها الثلاثة واعترافهم بفعلتهم، إلا أن القضاء الإسرائيلي لم ينزل بهم أي عقوبة أو حكم حتى اللحظة.