أكد مصدر مقرب من المؤتمر الوطني العام، بأن لقاء الجزائر الذي جمع أمس مبعوث الأمم المتحدة
برناردينو ليون ووفدا من المؤتمر الوطني يرأسه رئيس المؤتمر نوري
أبوسهمين قد أسفر عن موافقة المؤتمر العام، الالتحاق بالصخيرات في المغرب الأسبوع المقبل، للتوقيع على المسودة دون الإعلان عن ذلك، مع التأكيد على المشاركة في مناقشات الملاحق وكل ما يتعلق بالحكومة التوافقية المرتقبة.
غير أن آخرين هم أيضا مقربون من المؤتمر الوطني، قالوا بأن المؤتمر مصمم على موقفه السابق إزاء التوقيع بالحرف على الأولى، وذلك لأن وفد المؤتمر تشاور مع ليون بخصوص ضرورة التعامل مع التعديلات المقدمة من المؤتمر العام. كما أكد مراقبون أن بعض أعضاء المؤتمر أكدوا أن ليون لم يأت بجديد وبالتالي فلن يكون هناك اتفاق قبل الموافقة على تعديل المسودة الخيرة. بينما قال ليون في مؤتمر صحافي عقده أمس، بعد لقائه بوفد المؤتمر، أنه من الممكن أن يستأنف
الحوار الليبي الأسبوع المقبل.
وقد اعتبر ليون مشاوراته مع وفد المؤتمر؛ بكونها تهدف إلى إقناع من يعارض مسار الخروج من الأزمة". من ناحية أخرى أكد رئيس الوزراء البريطاني، دايفيد كاميرون أن بلاده تستعد لمكافحة الإرهاب في أي مكان من العالم، وحسب صنداي تيليغراف ستبدأ في تنفيذ مخطط للتدخل من جديد في ليبيا، التي يعتبرها كاميرون ملاذا للإرهاب، خصوصا أن التونسي الذي قام بالهجوم على شاطئ في مدينة سوسة التونسية وأسفر عن مقتل 30 سائحا بريطانيا، قد تلقى تدريبا في ليبيا.
وقد أشار من قبل كاميرون، إلى ضرورة أن يجلس الليبيون للحوار، حتى يتمكنوا من تشكيل حكومة يمكن مساعدتها لتواجه الإرهاب الذي صار يتمدد ويتسع في ليبيا. ويرى مراقبون أن هذه التصريحات الحكومية في بريطانيا تشير إلى أن الأمر في يد الليبيين فعلا، فهم بإمكانهم الجلوس والتحاور والوصول إلى توافق على حكومة، حتى يتمكنوا فعلا من محاربة الإرهاب وسيساعدهم العالم، أو أن الحل الذي سيتبعه الغرب منهم بريطانيا، هو تجاوز الليبيين فعلا والتدخل لضرب الإرهاب المتمثل في تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك لحماية مصالحهم ومواطنيهم من أن يتعرضوا إلى نوع من أنواع الإرهاب. وحسب الصحيفة، تعتقد مصادر أمنية غربية بأن بريطانيا تحتاج إلى مساعدة لهزيمة التهديدات الإرهابية.
وتذكر صحيفة التايمز البريطانية أن مئات من الجنود البريطانيين يستعدون للذهاب إلى ليبيا في سياق عملية دولية تهدف محاربة تنظيم الدولة، وتشترك دول من الاتحاد الأوربي وأمريكا فور تشكيل حكومة توافقية في ليبيا. وستكون المساعدة في شكل دعم سياسي وبناء مؤسسات الدولة وتدريب القوات الامنية.
يذكر أن تنظيم الدولة يستعد للإعلان عن إمارة جديدة توسع رقعت، والإمارة التي يتحدث عنها التنظيم هي مدينة صبراتة التي تقع على بعد 60 كيلومترا غربي طرابلس، غير أن ما يجعلهم يؤجلون ذلك هو تعيين أمير للمدينة قبل كل شيء.
وتبقى الأسئلة القائمة كثيرة، منها، هل سينجح الليبيون فعلا في الخروج من عنق الزجاجة والتوقيع على المسودة ليتحولوا بعد ذلك إلى التوافق على حكومة؟ وفي حال التوقيع والتوافق السياسي، هل سيتم تشكيل حكومة توافقية بسهولة أم أنها ستأخذ جولات وأخذ ورد هي كذلك؟ وفي حال تم ذلك وأنجز، ماذا عن الحوار الأمني المقبل الذي يعتبر المرحلة التالية لتشكيل الحكومة، خصوصا أن الحوارات السياسية أخذت ما يزيد على تسعة أشهر، فكم ستأخذ الحوارات الأمنية مع عمق الإختلافات بين الجبهات المتقاتلة في ليبيا؟ أين تقع مدينة بنغازي مما تعانيه من دمار وخراب على خارطة الحوار؟ وكذلك مدينة درنة التي بدأت فعلا حربا على تنظيم الدولة، التي حققت انتصارات على يد مجلس شورى مجاهدي درنة مدعومة من كتيبة عمر المختار، التي تساند المجلس من خارج المدينة؟