قال وزير الخارجية الأمريكي، جون
كيري، إنه لا يوجد حل عسكري للوضع في سوريا، مؤكدا في الوقت ذاته، أن نظام الأسد فقد شرعيته منذ وقت طويل.
وأضاف كيري، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره
القطري، خالد بن محمد العطية في الدوحة، الاثنين، أنه لا بد من التوصل إلى حل سياسي في سوريا، قائلا إن بلاده ستواصل دعمها للمعارضة "المعتدلة" في سوريا.
وجاء المؤتمر الصحفي، بعد اجتماع كيري مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، في العاصمة القطرية، لبحث عدد من القضايا، والملفات المهمة في المنطقة، أبرزها الاتفاق النووي، الذي أبرمته طهران مع مجموعة (5+1)، (
روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وألمانيا)، في 14 تموز/ يوليو الماضي، بالعاصمة النمساوية فيينا.
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي، قال كيري "إن وزراء خارجية مجلس التعاون، يوافقون على أنه في حال تطبيق الاتفاق، سيحول دون امتلاك إيران للسلاح النووي".
وقال كيري بخصوص الاتفاق: "ما يمكننا القيام به هو ضمان تنفيذ الاتفاقية بشكل كامل، والحيلولة دون امتلاك إيران للسلاح النووي... لا نعرف ما إذا كانت المواقف الإيرانية ستتغير بعد الاتفاق، وجميعنا يعلم الدعم الذي تقدمه إيران لحزب الله والمليشيات الشيعية والحوثيين، وتدخلاتها الأخرى في المنطقة، ودعمها التاريخي للإرهاب. يأمل الجميع في فتح صفحة جديدة، إلا أن علينا جميعا أن نقوم باستعداداتنا كما لو أن تلك الصفحة لن تفتح".
وقال وزير الخارجية الأمريكي، إنه بحث مع الوزراء الخليجيين التعاون في مواجهة الإرهاب، ومكافحة تنظيم الدولة والقاعدة، وغيرها من المجموعات المتطرفة، ومكافحة الفعاليات الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، إضافة إلى دمج أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي بدول الخليج، وتسريع مبيعات بعض الأسلحة الأمريكية لدول الخليج، والأمن الإلكتروني، وأمن البحار.
واعتبر كيري أن مجلس التعاون الخليجي يلعب دورا هاما في العراق، وجدد موقف بلاده من الناحية العسكرية، بالعمل على إيقاف تنظيم الدولة، ومن الناحية السياسية بدعم حكومة متعددة المذاهب.
بدوره قال العطية، إن "الاجتماع تناول العديد من المسائل، التي تهم الولايات المتحدة ودول الخليج، واستمع خلاله وزراء خارجية مجلس التعاون، إلى تفاصيل الاتفاق النووي مع إيران".
واعتبر العطية الاتفاق أفضل الخيارات المتاحة، لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، معلنا ترحيب دول مجلس التعاون به.
وأشار إلى اتفاق وجهات النظر بشكل عام بين الوزراء الخليجيين وكيري، حول العراق وسوريا واليمن ومسائل إقليمية أخرى، معربا عن أمله في أن تتم إزالة الأسلحة النووية من كامل منطقة الشرق الأوسط.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التقى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ووزير الخارجية الروسي سيرغي
لافروف، ووزراء مجلس التعاون الخليجي، كل على حدة، بالديوان الأميري، في وقت سابق الاثنين.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، إن اجتماعا سيعقد في وقت لاحق، بين لافروف، وكيري، ووزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، لبحث الأزمة السورية.
لافروف: استهداف الأسد يساعد تنظيم الدولة
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاثنين إن الغارات التي يشنها الجيش الأمريكي على الجيش النظامي ستعقد جهود القتال ضد تنظيم الدولة ومجموعات أخرى.
ويوم الأحد، قالت الولايات المتحدة إنها قررت السماح بشن غارات جوية للدفاع عن قوات سورية معارضة دربها الجيش الأمريكي ضد أي مهاجمين.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي مع نظيره القطري خالد العطية، إن "هذا الوضع مخالف للقانون الدولي، ويمثل عقبة في طريق تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب الذي يشمل الدولة الإسلامية وجبهة النصرة."
ولعبت روسيا دورا رائدا في دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب الدائرة منذ أربع سنوات فقدمت له إمدادات عسكرية ودعما دبلوماسيا.
وقال لافروف، الذي يزور الدوحة للقاء وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والسعودي عادل الجبير، الاثنين، إن تسوية الأوضاع في سوريا تحتاج إلى محادثات تشمل كافة الأطراف، وإنه لابد من وقف جميع أشكال التدخل الخارجي فيها.
لكنه أضاف أن تنظيم الدولة هو الخطر الأساسي في سوريا والعراق، وأن هذا هو السبب في دعم موسكو لحكومتي البلدين.
وسعت روسيا مرارا لتقريب وجهات النظر بين الحكومة السورية ودول إقليمية بينها السعودية وتركيا لتشكيل تحالف لقتال الدولة الإسلامية التي تسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي السورية.