وقعت
مواجهات مسلحة في مدينة
سرت الليبية الخميس، بين بعض الأهالي وعناصر من
تنظيم الدولة الإسلامية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في منطقة الحي الثالث، وأفاد شهود عيان في المدينة بأن عناصر التنظيم تضرب الحي الثالث الآهل بالسكان بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ومن محاور عدة، بعد أن أحكمت الحصار عليه من جميع المداخل والمخارج ومنعت النساء والأطفال من مغادرة الحي.
وتتصاعد المواجهات بين تنظيم الدولة الإسلامية وسكان المدينة، بحسب أخبار ترد من هناك؛ حيث انطلقت انتفاضة الثلاثاء ضد التنظيم لطرده من المدينة.
الجدير بالذكر أن قوات تابعة لحكومة الإنقاذ بطرابلس ساندت الانتفاضة بغارات جوية شنتها على مواقع للتنظيم، وقامت قوات جوية تابعة للحكومة المؤقتة بطبرق بشن غارات مماثلة على التنظيم؛ وهو ما يفسره مراقبون بكونه نوعا من التوافق بين طرفي النزاع العسكري في ليبيا على مواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية المتمركز في مدينة سرت وما حولها، مهددا بالتمدد والتوسع.
وكان مسلحو التنظيم قد أقدموا على قصف الميناء التجاري بمدينة سرت، منطلقين من مناطق تمركزهم في جزيرة أبو هادي ومجمع قاعات واغادوغو.
وتحولت الاشتباكات في مدينة سرت بين مسلحي التنظيم والأهالي إلى حرب مفتوحة تساندهم طائرات سلاح الجو التابعة لحكومتي طبرق وطرابلس. وبحسب مصادر مقربة من غرفة عمليات، أسسها مسلحوا المنطقة لمحاربة التنظيم بإشراف ضباط في الجيش، قام شباب الحي بإغلاق طريق تؤدي إلى أحيائهم، وتمكنوا بعد اشتباكات عنيفة من طرد عناصر التنظيم من مواقع مهمة بالمدينة.
وعلمت "
عربي21" من مصدر مقرب من البعثة الأممية، وعلى علاقة بقيادات كتائب تابعة لقوات فجر ليبيا، بأن اجتماعا قد انعقد في طرابلس الأربعاء حضرته جميع الكتائب التي كانت تابعة لعملية فجر ليبيا، وذلك في مطالبة شبه جماعية بضم هذه الكتائب إلى
الحوار، وذلك استعدادا للخطوة التالية في الحوار، التي ستكون حول الترتيبات الأمنية لحماية مدينة طرابلس ومؤسسات الدولة فيها، كخطوة على طريق ضم جميع فصائل النزاع المسلح إلى العملية الحوارية.
وبحسب المصدر نفسه، فإن ثلاث كتائب مازالت مترددة في المشاركة في عملية الحوار بطرابلس، غير أن الحوار بينهم وبين قيادات الكتائب الأخرى، التي هي أكثر عددا وتأثيرا، مازال مستمرا، في محاولات لإقناع هذه الكتائب الثلاثة بالمشاركة والخروج من مرحلة المواجهات المسلحة بين أبناء البلد الواحد.
وعلى صعيد متصل، أعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن تفاؤلها إزاء مجريات الحوار بعد لقاء أطراف النزاع في جنيف الأربعاء، وأكد بيان صدر عن البعثة أن المتحاورين يصرون على الانتهاء من الحوار باعتماد تسوية سياسية نهائية بعد المصادقة على الاتفاق أواخر أيلول/ سبتمبر القادم.
ووصف رئيس البعثة برناردينو ليون المباحثات بالإيجابية، مشيرا إلى أن المتحاورين أكدوا على وضع المصالح الضيقة جانبا وتقديم المصلحة الوطنية العليا. وعبر جميع المتحاورين عن إيمانهم الراسخ بعدم وجود بديل للسلام في ليبيا وأنه يجب أن يتم وضع أسس سياسية شاملة تحقق التوافق.