تحتضن العاصمة
المصرية القاهرة الإثنين المقبل المؤتمر العالمي للإفتاء الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية، تحت
رعاية قائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح
السيسي.
وقال مفتي مصر شوقي علام، إن "مؤتمر الإفتاء العالمي، المزمع عقده الإثنين المقبل، والذي تنظمه دار الإفتاء المصرية، يسعى لتفكيك الفكر التكفيري، والحد من عمليات القتل والترويع والعنف".
وكان مقررا أن يفتتح المؤتمر بكلمة من قائد الانقلاب، إلا أن السيسي كلف عضو المجلس المتخصص في التنمية المجتمعية التابع لرئاسة الجمهورية بإلقاء كلمته بالمؤتمر، التي جاءت بعنوان "الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل" وتضمنت توجيهات تؤكد على أن الدين الإسلامي الحنيف دين سماحة وسلام، يدافع عن القيم الإنسانية وحق الإنسان في الحياة، ويرفض العنف والإرهاب والقتل باسم الدين.
وأضاف علام، في تصريحات صحفية الخميس، أنه "سيتم الإعلان خلال المؤتمر عن إنشاء أمانة عامة للإفتاء في العالم يكون مقرها القاهرة، تعقد لقاءات دورية للمفتين، ليتم فيها تبادل الرؤى العلمية وإصدار كلمة واحدة بشأن القضايا المشتركة التي تستحق إصدار فتوى موحدة بشأنها".
وأكد مفتي الجمهورية المقرب من الانقلاب، أن "المؤتمر العالمي للإفتاء يعد خطوة جديدة على طريق مواجهة الفكر بالفكر" مشيرا إلى أن دار الإفتاء المصرية تتبنى وسطية منهجية معتدلة تتصدى للتشدد وتواجه المرجعيات الدينية المتطرفة التي تكتوي بها الأمة الإسلامية".
وأوضح المفتي -الذي وافق على إعدام عشرات المعارضين للانقلاب العسكري في مصر- أن "المؤتمر يأتي كمحاولة لاسترجاع ما وصفها بـ"المرجعية المصرية المعتدلة في الدين" واصفا مصر بـ"بلد التدين المعتدل".
ويأتي هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه مصر احتقانا سياسيا يوازيه انفلات أمني على عدة جبهات، خاصة في شبه جزيرة سيناء التي تشهد تناميا مطردا للجماعات المسلحة، وأبرزها ولاية سيناء ذراع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر.
وأشار مفتي مصر إلى أن "مكافحة الإرهاب تكون عبر المؤسسات الدعوية والتعليمية ووسائل الإعلام، وأن الأفكار التي أدت للإرهاب بعيدة كل البعد عن منطق العقل والتشريع الإسلامي".
وشدد على "أهمية دراسة عوامل تبني الفكر المتطرف حتى يمكن اجتثاثه من جذوره، بالتعاون على المستوى الدولي، وتعاون العلماء والدعاة لبيان حقيقة أن الإسلام ينبذ العنف والتشدد ويدعو إلى التسامح".
وأضاف علام أن مؤتمر الإفتاء سيساهم في "المضى قدما لتفكيك الفكر التكفيرى، وما أسماه فكر التفجير"، مشيرا إلى أن "دار الإفتاء المصرية استشعرت الخطر من انتشار الأفكار والفتاوى الشاذة، وأخذت على عاتقها تصحيحها بشكل علمي دقيق، وأنه سيتم خلال المؤتمر عقد ورش عمل وحلقات نقاشية، لإيجاد صيغة مشتركة لمواجهة قضايا التكفير والتشدد، الذي يواجه العالم كله وليس مصر فقط".
من جانبه، قال مستشار مفتي الجمهورية إبراهيم نجم، إن "الفتوى أصبحت سلاحا مشرعا في تبرير العنف وإراقة الدماء وزعزعة استقرار المجتمعات، وهي ظاهرة خطيرة لها آثار سلبية على الأفراد والمجتمعات"، منوها بأن "المؤتمر يهدف إلى التعاون مع الجهات والهيئات والمؤسسات العلمية الدولية التي تعمل في مجال الإفتاء لتوحيد الرؤى والجهود في هذا المجال بهدف ضبط إيقاع الفتوى والتصدي لفتاوى التكفير والتفجير".
وأعرب عن أمله بأن "يكون المؤتمر حدا فاصلا بين عصر فوضى الفتاوى الذي تسبب في زعزعة استقرار المجتمعات، وأدى إلى التطرف، وعصر الفهم الدقيق لطبيعة الدور الإفتائي، وما يكتنفه من ضوابط يمكنها مع التطبيق أن ترتقي به إلى أعلى مستوياته وتسهم في عجلة البناء والتنمية".
ويعقد المؤتمر على مدار يومين بحضور شيخ
الأزهر أحمد الطيب المقرب من السيسي، وعدد كبير من علماء المملكة العربية السعودية والإمارات والأردن وفلسطين والمغرب والجزائر وموريتانيا ولبنان والعراق وسلطنة عمان وأندونيسيا وماليزيا وباكستان والهند وروسيا وكازاخستان، كما يضم المؤتمر عددا من المفتين الرسميين بالدول.