بدأ مئات الجنود من القوات الكورية الجنوبية والأميركية الاثنين،
مناورات عسكرية لصد هجوم وهمي شامل من
كوريا الشمالية في حين استأنفت بيونغ يانغ وسول حربهما الدعائية بمكبرات الصوت عبر حدودهما.
والتدريبات العسكرية السنوية التي أطلق عليها اسم "أولشي فريدوم" وتستمر حتى 28 آب/أغسطس، تجرى أساسا بمحاكاة عبر الكمبيوتر على الرغم من مشاركة خمسين ألف جندي كوري جنوبي وثلاثين ألف جندي أمريكي.
وتشمل التدريبات سيناريو الغزو الشامل من قبل كوريا الشمالية، رغم تأكيد واشنطن وسول أن المناورات دفاعية بحتة.
وتعتبر بيونغ يانغ هذه المناورات إضافة إلى تدريبات مشتركة أخرى سنوية كورية جنوبية أميركية، استفزازية وهددت بـ"عمل عسكري مضاد عنيف" في حال تم إجراؤها.
والأسبوع الماضي أعلنت لجنة كوريا الشمالية لتوحيد شبه الجزيرة الكورية سلميا أن "مثل هذه التدريبات العسكرية المشتركة إعلان حرب". وحذرت من أن هذه التدريبات قد تفضي إلى مواجهة عسكرية ستتحول إلى "نزاع شامل".
والتوتر العسكري في أوجه أصلا في شبه الجزيرة الكورية بعد اتهام
كوريا الجنوبية بيونغ يانغ بزرع ألغام انفجرت وأدت إلى بتر أطراف اثنين من عناصر حرس الحدود الشهر الماضي.
وردت سول باستئناف حربها الدعائية باستخدام مكبرات الصوت على الحدود بعد أن توقفت عن ذلك لأكثر من عقد.
ونفت كوريا الشمالية تورطها في زرع الألغام، وهددت بتوجيه ضربات "عشوائية" على وحدات حرس الحدود الكورية الجنوبية في حال لم تتوقف هذه الحملة الدعائية فورا.
لكن الاثنين أعلن وزير دفاع كوريا الجنوبية أن بيونغ يانغ استأنفت حملاتها عبر مكبرات الصوت في موقع على القسم الشرقي من الحدود.
وتبادلت الكوريتان الحرب الدعائية لسنوات قبل التوقف عن ذلك باتفاق متبادل تم التوصل إليه في 2004 خلال فترة التقارب.
وكان تصاعد حدة التوتر على رأس جدول أعمال اجتماع مجلس الأمن القومي الذي ترأسته صباح الاثنين رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون هي. وقالت خلال اجتماع للحكومة عقد لاحقا: "علينا أن نكون على أهبة الاستعداد عسكريا لحماية شعبنا وممتلكاته من الاستفزازات الكورية الشمالية".
ولأن الهدنة التي وضعت حدا للنزاع في شبه الجزيرة الكورية (1950- 1953) لم تستبدل بمعاهدة سلام فإن الكوريتين لا تزالان تقنيا في حالة حرب.
والسبت الماضي أحيا البلدان الذكرى السبعين لتحرير شبه الجزيرة الكورية في 1945 من الاستعمار الياباني، وكانت هناك آمال في أن تكون هذه المناسبة فرصة لتحسين الأوضاع بين البلدين. إلا أن الأشهر الاخيرة شهدت تدهورا للاوضاع على الحدود بين البلدين مع اتهامات مضادة من الجانبين.
ولم توفر بيونغ يانغ واشنطن من تصعيد لهجتها حيالها وذكرت أنها تملك ترسانة نووية وسط تهديدات بالرد على المناورات العسكرية.
وشددت لجنة الدفاع الوطنية على أن كوريا الشمالية تجاوزت حدود الحرب بالأسلحة التقليدية. وقالت اللجنة: "باتت الآن قوة لا تقهر مجهزة بأسلحة متطورة هجومية ودفاعية (...) بما فيها الردع النووي".