كشف مصدر رفيع المستوى في حركة
حماس عن تفاصيل ما أسماه "مبادرة
بلير" واللقاءات التي تمت بين رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير ورئيس المكتب السياسي لحرك حماس خالد
مشعل، ليتبين من التفاصيل أنه "لا ذكر مطلقا ولا بحث في تهدئة طويلة المدى"، مؤكدا أن ما يتم تداوله في وسائل الاعلام عن تهدئة طويلة المدى عار تماما عن الصحة.
ونفى المصدر الذي تحدث لــ"
عربي21" بشدة أن تكون اللقاءات التي عقدها بلير مع مشعل في الدوحة سرية، مؤكدا أن "حماس حرصت على إطلاع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة على تطورات ما يمكن تسميته "مبادرة بلير" منذ البداية، رغم أنها كانت مجرد حديث، ولا زالت لم تتبلور حتى الآن ولم تتحول إلى مشروع اتفاق.
وبحسب المصدر فإن "تحركات بلير ليست سوى استكمال لشروط وقف إطلاق النار الذي أعقب الحرب الإسرائيلية على غزة العام الماضي 2014"، مشيرا إلى أن "جوهر المبادرة هو حل مشاكل غزة في ظل احترام وقف إطلاق النار المبرم".
وكشف المصدر في حديثه لـ"
عربي21" أن أربعة لقاءات عقدت بين بلير ومشعل في الدوحة، اثنان منها عندما كان مبعوثا للرباعية الدولية، والاثنان الآخران بعد استقالته من منصبه في شهر أيار/ مايو الماضي.
ويقول المصدر إن "ما دفع بلير للتحرك هو صمود الشعب الفلسطيني في المعركة الأخيرة، وقدرة صواريخ المقاومة على الوصول إلى كل المدن في الداخل الفلسطيني وخشية الاحتلال من حرب جديدة"، مؤكدا أن "تحرك بلير يعني اعتراف المجتمع الدولي بعجزه وعجز شروطه عن تركيع المقاومة، وكسر إرادة شعبنا في قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي يتراجع فيها المجتمع الدولي عن شروطه المجحفة بحق شعبنا".
وبحسب المصدر فإن التقديرات لدى حماس هو أن "مبادرة بلير تعني كسر الحصار السياسي المفروض على المقاومة وعلى حركة حماس، وخاصة أن بلير نفسه وحكومته هم من بادروا إلى وضع حركة حماس على لوائح الارهاب".
وردا على سؤال لـ"
عربي21" قال المصدر إن تحركات بلير مدعومة إقليميا ودوليا؛ حيث كان الرجل قد التقى بقادة في المنطقة، ومن بينهم قيادات عربية، قبل أن يلتقي بمشعل، أما بالنسبة لكل من قطر وتركيا فيؤكد المصدر أن "لا دور لهما في المباحثات"، إلا أنه يستدرك بالقول إن حركة حماس أطلعت أصدقاءها في الدوحة وأنقرة على ما يجري، وهي حريصة على وضعهم في صورة التطورات السياسية.
ورغم مرور عدة شهور على بدء المحادثات السرية بين بلير ومشعل فإن المصدر الحمساوي أكد لــ"
عربي21" أن "من المبكر الحديث عن نجاح مباردة بلير وذلك لوجود أطراف كثيرة متضررة في الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني، وبعض الأطراف العربية التي تريد لغزة وحماس أن يبقوا تحت الحصار".
ويفسر المصدر سبب الهجوم الشرس على المباحثات من قبل السلطة الفلسطينية، وبعض الفصائل بأنه "ليس من باب الحرص على المقاومة أو المشروع الوطني، لكن بسبب الخوف من نجاح نهج المقاومة مقابل فشل نهج الاستسلام والتنسيق الأمني". ويضيف: "بعض الذين يتحدثون اليوم عن المقاومة ويزاودون بها هجروها منذ عشرات السنين، وتحولوا إلى التنسيق الأمني ومحاربة المقاومة وسجن وتعذيب المقاومين".
وأكد المصدر أن "حركة حماس لا يمكن أن تتخلى عن المقاومة، وحتى إذا تم الاتفاق على وقف إطلاق النار فسوف تكون استراحة محارب كما هو الحال في غزة، كما ستبقى القدس المحتلة والضفة الغربية وكل فلسطين ساحات للجهاد والمقاومة".
وانتهى المصدر إلى طمأنة الشعب الفلسطيني بالتأكيد على أن "الحديث عن دولة مؤقتة أو فصل الضفة عن غزة هي خيارات مستحيلة، ولا يمكن القبول لها، والوطن عندنا هو فلسطين من البحر إلى النهر".