لقد كنت أول من انتقد الإخوان منذ عام، وحذرتُ من بوادر أزمه وانشقاق داخل الجماعة، والنقد كان لتلافي المشكلة قبل حدوثها، والآن بعد ما ظهرت المشكلة على السطح لم يعد بأيدينا إلا الدعاء لهم ومساندتهم، وأنا لا ألوم من لامني وقتها لأنه لا يشاهد ما أشاهد ولم يكن داخل المعمل السياسي ليعرف ما أعرف ولم يكن يحضر الاجتماعات السياسية حتى يرى بوادر تلك المشكلة، أما الآن فمن اللاأخلاقي الشماتة أو التشفي أو زيادة هذا الجرح وهذه المشكلة حتى تتفاقم ويحدث ما لا يحمد عقباه.
يا سادة إن جماعة الإخوان هي صمام الأمان للوطن، فإن انشقت الجماعة قبل سقوط السيسي سقط الوطن بأكمله لأن التعامل مع 800 ألف عضو ظُلموا وقُهروا من السيسي سيجعل هناك 800 ألف مسلح يأكلون الأخضر واليابس فينتهي الوطن، وإن انشقت الجماعة بعد السيسي ضاع الوطن فلن تجد لا كيان ولا مجموعة منظمة يعتمد عليها كركيزة لبناء الوطن الذي هدمه السيسي ورفاقه، جماعة الإخوان لها في كل حارة أسرة وفي كل زقاق شبل وفي كل حي مجموعة (مكتب إداري)، فحافظوا عليها كحرصكم على الحفاظ على جيشكم ومؤسساتكم، أما أخلاق الفرسان فتدعوا الجميع إلى الوقوف بجانب الجماعة فالوقوف بجانبها واجب وطني، ولا أعني هنا الوقوف مع فريق أو أشخاص من المختلفين فنحن الآن نتعامل مع التغييرات التي نتجت عن انتخابات 2014 وإن تم الاتفاق بينهم على شيء أخر سنقره، والمهم أن تظل الجماعة واحدة وعلى قلب رجل واحد.
ولعلي أخاطب في السطور التالية هنا من نسوا المبادئ في طريق المنفعة والجباية سواء كانوا من الجماعة وخرجوا عليها أو لازالوا في الجماعة ويتصيدوا وينتظروا لحظة الانقضاض عليها أو حتى ليسوا من الجماعة أصلا، فهؤلاء قد حشدوا ضد الجماعة في 30 يونيه بقصد أو دون قصد بحجة التكويش والأخونة وحينما أتت لهم الفرصة في الصعود وامتلاك كشك سارعوا في انتداب أنصارهم وزوجاتهم وأولادهم، فمن امتلك موقعا أحضر أنصاره من الإكس إخوان، والذي امتلك قناة قام بإقصاء الموجود واستقطاب الأخر المعادي للإخوان ومن لم يمتلك قناة ذهب إلى الإخوان ليتوسطوا لتعيين زوجاتهم وأقربائهم وبمجرد تعيينهم استخدموا واستثمروا وجودهم في تشويه الإخوان بطرق خبيثة (سأتناولها في مقال منفصل) ملتوية لا يفهمها بعض الإخوان قليلي الخبرة الذين لم تلوثهم مقتضيات الحياة، أما هؤلاء فأسألهم ما ردكم إذا تتهمون الإخوان بالأخونة وقمتم أنتم في ظل تلك الأزمة بأقزمة الأكشاك التي تطلون منها !! برغم أنكم نلتموها بحجة معارضة الانقلاب، وبحجة مناصرة الإخوان في أحيان أخرى وأنتم أكثر حقدا وغلا على الإخوان من السيسي ورفاقه!!!
وفي ظني لا اختلاف بينكم وبين السيسي فكلاكما يريد الإخوان ووجود الإخوان في حياته مهم للحصول على تذكرة عبور، فالسيسي يريد الإخوان ليختلق عدو ويروج لحربه المزعومة على الإرهاب وحينما يذهب هو أو اللوبي اليهودي إلى دول أمريكا وأوروبا لا يجد إثبات على الإخوان إلا هؤلاء الذين يقولون إننا سنشنق أخر مسيحي بأمعاء أخر جندي وما إلى ذلك من كلام مضحك يدغدغ مشاعر أنصار ينقصهم الوعي ولا تفيد إلا السيسي الذي سيغلق احد القنوات قريبا ولا مفر إلا بخروجها باسم آخر.
أما أنتم يا أصحاب المبادئ المتأرجحة فتريدون الإخوان للصعود على أكتافهم، سواء بعلاقاتهم أو تمويلاتهم أو قضيتهم التي كنتم أنتم البطل الأول فيها وجعلتم الإخوان ضحية حينا حشدتم للانقلاب، لقد تركت بني أيدولوجيتي قبل 30 يونيو؛ لأنهم ضربوا الديموقراطية في مقتل وحشدوا إلى الانقلاب وانحزْت إلى الدكتور محمد مرسي، والآن أحاول أن أكون فاعلا في معركة الوعي والبناء لا الهدم والتضليل، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم {وإذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وإن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُب مُّسَنَّدَة يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَة عَلَيْهِمْ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون آية 4].