طالب زعيم الانقلاب
المصري عبد الفتاح
السيسي طلاب
الكلية الحربية بـ "المشاركة في حروب الجيل الرابع"، وكيفية استخدامها والتعامل معها.
وأكد السيسي أن "طلبة الكليات العسكرية هم أمل مصر ومستقبلها لدعم قدرات القوات المسلحة، وأن ما نواجهه من مخاطر وتحديات تتطلب إعدادا غير تقليدي للفرد المقاتل، وبذل أقصى جهد لبنائه بدنيا وعلميا، وتطوير مناهج الإعداد العلمي والمهاري لتتماشى مع ما تواجهه المنطقة من تحديات"، بحسب قوله.
وأشار السيسي إلى أن "حرب المعلومات والحرب النفسية تدمر شعوبا ودولا ، ولابد من دراستها ومواجهة آثارها على شباب مصر، وأنها كعلم لابد من توعية المجتمع المصري ضد مخاطرها وتحويلها لخدمة أهدافنا القومية"، بحسب قوله.
وحضر الأنشطة القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي صدقي صبحي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة محمود حجازي.
"ربع قرن من الأساطير"
في سياق متصل، سخر الكاتب المصري أحمد عبد ربه من نظرية "الجيل الرابع" في الحروب، التي تحدث عنها السيسي أكثر من مرة، ويتم تداولها بشكل مكثف في الأوساط السياسية والإعلامية المصرية.
وفي مقالة لعبد ربه في بوابة "الشروق" المصرية، بعنوان: "حروب الجيل الرابع .. ربع قرن من الأساطير"، قال الكاتب إنه سمع بنظرية "حروب الجيل الرابع" قبل شهور أثناء دعوته لبرنامج تلفزيوني، ولم يكن يعرفها من قبل، لكن تداولها المكثف إعلاميا وسياسيا بشكل جدي في مصر دعاه للبحث عنها.
ووجد الكاتب، الذي يعمل أستاذا للعلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن هذه النظرية أمريكية في الأصل، وأن معظم البحث الجاري عنها هو عبارة عن "نقد النظرية لدرجة هدمها، وليس الترويج لها كما هو الحال في مصر"، وكان أبرز هذه الانتقادات، دراسة مطولة لكاتب عسكري أمريكي هو: أنطوليو ايشافاريا، بعنوان "حرب الجيل الرابع وأساطير أخرى"، تم نشرها فى 2005، مع الإشارة أن إيشافاريا هو خريج الأكاديمية العسكرية الأمريكية وتقلد العديد من المناصب الرفيعة فى القيادة العسكرية الأمريكية فى الداخل الأمريكي، وكذلك فى ألمانيا، وكان رئيس قسم الإستراتيجية والتخطيط الاقليمي فى مؤسسة الدراسات الاستراتيجية بالولايات المتحدة عند كتابة الدراسة، أما الآن فهو رئيس تحرير الدورية الرئيسية للكلية الحربية الملحقة بالجيش الأمريكي.
وبعد عرض مطول، نقل الكاتب عن إيشافاريا في ورقته أن "نظرية الجيل الرابع ما هي إلا تبرير للفشل المخابراتي والعسكرى الأمريكي وتعبير عن عدم الاعتراف بحقيقة تطور الفاعلين من غير الدول وضعف قدرة الدولة على احتكار وسائل العنف التقليدية وغير التقليدية، أمام عالم متعولم وشبكات علاقات بين فاعلين قادرة على تخطي الحدود التقليدية"، داعيا العسكريين الأمريكيين إلى التخلي عن وهم النظرية والاعتراف بدلا من ذلك أن ثمة أمرا واقعا جديدا على الدولة القومية الاعتراف به، والبحث عن وسائل غير تقليدية لمواجهته، محذرا من الأضرار الجسيمة على الأمن القومي الأمريكي خاصة في حال تبني المثقفين والأكاديميين للأفكار التآمرية بديلا عن الفكر التحليلي النقدي، على حد قوله.
واعتبر الكاتب أن النظرية بنسختها المصرية أسوأ من ذلك بكثير، إذ أنها "سحبت من سياقها الأصلي كنظرية عسكرية أمريكية تبرر فشل مواجهة الحركات المسلحة غير التقليدية، إلى سياق سياسي مصري لتبرير وقوع الثورات والإضرابات والتظاهرات"، مضيفا بقوله: "أن النظرية التي استخدمت سياسيا بالأساس للتعامل مع حركات الإسلام السياسي؛ تم ترديدها كما هي للتخلص من أي مظاهر تعددية وديمقراطية والتخلص من الخصوم السياسيين والحركات الثورية".
ودعا عبد ربه في نهاية مقاله إلى "عدم ترديد أسطورة تم اختراعها منذ ربع قرن للتحايل على فشلنا السياسي وللتغطية على حقائقنا المؤلمة، أو لتبرير تحول مواقف بعضنا السياسية 180 درجة"، موضحا أن الثورة لم تقم "لأن جيلا رابعا من الحروب يتم شنه علينا بواسطة أعداء، لكنها قامت لأن هناك حقوقا مهدرة وقوانين معطلة وشبابا مقموعا وطبقات مدقعة الفقر ومؤسسات محصنة وشبكات سياسية عميقة غير شفافة تدير دولتنا".