تناقلت الصحف التركية، في عددها الصادر صباح الثلاثاء، مقتل عناصر من الشرطة التركية في هجوم مسلح، شنه متمردو حزب العمال الكردستاني "
بي كا كا" على حافلة للشرطة في شرق
تركيا صباح اليوم.
ونقلت الصحف عن الرئيس التركي، رجب طيب
أردوغان، قوله إن الهجمات
الإرهابية الرامية إلى القضاء على وحدة الشعب وأخوّته ومستقبله، لن تحقق هدفها أبدا.
"بي كا كا" يقتل 12 شرطيا.. والمقاتلات التركية ترد
ذكرت صحيفة "يني عقد" أن 12 من عناصر الشرطة التركية لقوا حتفهم، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة، في هجوم مسلح، شنه متمردو حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" على حافلة للشرطة في شرق تركيا صباح اليوم الثلاثاء.
وبحسب الصحيفة فإن متمردي "بي كا كا" تبنوا عملية قتل الـ16 جنديا في الهجوم الذي استهدف الجيش التركي جنوب شرق البلاد.
وفي السياق ذاته، تفيد الصحيفة، بأن أكثر من 50 طائرة من المقاتلات التركية تواصل استهدافها لمواقع إرهابية، وأنه في الليلة الماضية، قُتل حوالي 40 متمردا تابعين لتنظيم "بي كا كا".
أردوغان: هجمات "بي كا كا" لن تقضي على وحدة الأتراك
نقلت صحيفة "صباح" في خبر لها عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قوله إن الهجمات الإرهابية، الرامية إلى القضاء على وحدة الشعب وأخوّته ومستقبله، لن تحقق هدفها أبدا.
وأشار أردوغان في تصريحه إلى "انفطار قلب الشعب إزاء سقوط شهداء من قوات الأمن في هجمات المنظمة الإرهابية الانفصالية"، لافتا إلى أن "هذا النوع من الهجمات، الرامية إلى القضاء على وحدة شعبنا وأخوّتنا ومستقبلنا، لن تحقق هدفها أبدا، أنا على ثقة في أن شعبنا الأبي سيقف موقفا ثابتا، في مواجهة هذه الهجمات الهادفة إلى زعزعة الأمن والأمان والاستقرار".
كاتب تركي: الإرهاب يمر بأكثر المراحل شرعية في تاريخه
يلفت الكاتب كورتولوش تاييز، في مقال له بصحيفة "آكشام"، إلى أن التنظيمات الإرهابية مثل "بي كا كا" و "حزب جبهة الشعب والإنقاذ الثوري" و"الحزب الماركسي اللينيني الشيوعي" تمر بأكثر المراحل شرعية في تاريخها، وتؤثر في الحياة السياسية والاجتماعية إلى حد كبير. وهذا الأمر المدهش، له علاقة باختلاف تقاسم السلطة وتمركزه داخل النظام، فاختلاف لُب النظام الموجود، يؤثر بالطبع على الإعلام والأحزاب السياسية في تركيا.
ويقول الكاتب إنه إذا ما قارنا الوضع الحالي بالوضع في التسعينيات، فسنلاحظ أن تنظيم "بي كا كا" يأخذ دعما كبيرا من داخل النظام ومن الأوساط التي كانت آخذة بزمام الدولة سابقا. هذه الأوساط هي في تحالف مباشر مع تنظيم "بي كا كا" وحزب الشعوب الديمقراطي في هذه الفترة.
ويشير الكاتب إلى أن الأوساط التي كانت تستخدم تنظيم "بي كا كا" سابقا كتنظيم سياسي وحسب، توجّهت الآن وبفعل اختلاف ميزان القوى إلى التعدي بخطوة أخرى وإقامة شراكة مع تنظيم "بي كا كا" ومع حزب الشعوب الديمقراطي.
هذه الشراكة الجديدة؛ هي التي تقف خلف تحوّل صحيفة "جمهوريت" التي تمثل الإعلام الرسمي إلى إنكار الأكراد، وتحوّل صحيفة "حريت" التي كانت تمثل قديما قبطان سفينة "الحرب على الإرهاب" وإعلام التيار الموازي "القومي" إلى مساندة تنظيم "بي كا كا" وحزب الشعوب الديمقراطي.
ويرى الكاتب أن أصحاب السلطة القدماء يسعون إلى استرجاع ما خسروه من السلطة والقوة بسبب حزب العدالة والتنمية. ويسعون إلى ذلك بالدخول في شراكة مع تنظيم "بي كا كا" وحزب الشعوب الديمقراطي.
ويلفت الكاتب إلى أن شراكة في 7 حزيران/ يونيو تم اختبارها، وأعطت نتائج مشجعة. وبينما يُصَعِّد تنظيم "بي كا كا" من عملياته الإرهابية دون كلل (بواسطة الدعم الذي يتلقاه كنتيجة طبيعية لهذه الشراكة)، فإن حزب الشعوب الديمقراطي ينقل الإرهاب إلى الساحة السياسية المدنية على أساس هذه الشراكة أيضا.
سكان الحدود التركية مع سوريا والعراق: ديناميكية أكبر من التوقع!
يشير الكاتب ناصوحي جونجور، في مقال له بصحيفة "ستار"، إلى أن أكراد الحدود التركية مع سوريا والعراق يشكلون عددا لا يستهان به من ضمن السكان في تلك المناطق.. ومع أنهم عبارة عن مجموعات منظّمة حول الأيدويولوجيات والحركات السياسية المختلفة، فإننا يجب ألا نغفل عن التبادل الجاد للتجارب فيما بينهم في السنوات الأخيرة.
ويرى الكاتب أن هذا يعني أن بإمكاننا مراجعة أرضية سياساتنا في سوريا والمنطقة بالنظر إلى الأكراد الذين يعيشون في جغرافيتنا وبقربنا. وهنا ديناميكية أكبر مما نتوقعه؛ فإنه مثلا لا يمكننا أن نرى النزاع داخل الإدارة الكردية في العراق واستهداف مسعود بارزاني بهذا الشكل منذ البداية، على أنه قضية عادية في المنافسة على السلطة.
ويعتقد الكاتب بأننا أغفلنا هذه التطورات بسبب توتر السياسة الداخلية، وأن الأطروحات التي قدّمها سفير أمريكي عمل فترة في تركيا وعبّر فيها بكثير من الوقاحة وتجاوز حدود الأدب، لا تدل بالطبع على حسن نية. ولكن هذا لا يمنع من توجيه سؤال لأنفسنا: لمَ يجد الأكراد حلفاء على المستوى الدولي ولا يقفون معنا في الصف نفسه؟