"الجندي المنفرد".. لقب يطلقه
جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجنود "
المرتزقة"، ممن يحملون الجنسيات المختلفة، ويخدمون لديه بحثا عن
المال، ثم ينتهي بهم الأمر بعد تسريحهم من الخدمة، إلى معاناة كبيرة بسبب المعاملة العنصرية التي يلاقونها، بحسب مختصين في الشأن الإسرائيلي.
ويحتل جيش الدفاع الإسرائيلي المرتبة الـ11 لعام 2015؛ في التصنيف الذي نشره مؤخرا موقع "GFP" المختص في تصنيف جيوش العالم، وتبذل "إسرائيل" أموالا طائلة (ميزانية وزارة الدفاع لعام 2015 تقدر بـ59 مليار شيكل) للحفاظ على الجيش الذي تعصف به العديد من الأزمات، بحسب تقرير لجنة "لوكر" الصادر بتاريخ 22 تموز/ يوليو الماضي، والذي وصفه بعض المحللين الإسرائيليين بأنه "كشف الجيش الإسرائيلي عاريا".
لا يدفن مع الجنود
وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي إبراهيم أبو جابر، أن الدافع الأول لانتساب الذين يحملون الجنسيات الأمريكية والأوروبية إلى جيش الاحتلال؛ هو "البحث عن المال"، في حين يأتي "الدافع العقائدي" في المرتبة الثانية.
وقال لـ"
عربي21" إن هؤلاء الجنود "المرتزقة" يعانون كثيرا داخل المجتمع الإسرائيلي، وتمتد معاناتهم داخل الوحدات العسكرية المختلفة بسبب التعامل "العنصري" معهم، مشيرا إلى أن "الوحدة والتفرد؛ هي مكافآتهم بعد تسريحهم من الخدمة".
وأضاف أبو جابر أن نسبة من "هؤلاء المرتزقة، اليهود أو غير اليهود؛ شاركوا في الحرب الأخيرة على
غزة"، مشيرا إلى أن "منهم من يبقى في إسرائيل، ومنهم من يعود إلى بلده، وفي حال مقتل أحدهم؛ فإما أن يُعاد إلى أهله، أو يُدفن في دولة الاحتلال، ولكن ليس في المقابر العسكرية المخصصة للجنود الإسرائيليين".
وذكّر بأن الجنرال العربي عبدالمجيد المزاريب، الذي كان من أبرز قادة جيش الاحتلال، ومات في التسعينيات؛ حينما نقل جثمانه إلى مقبرة "جفعات شاؤول" العسكرية بالقدس المحتلة، تم دفنه "خارج أسوار المقبرة، برغم الخدمات الجليلة التي قدمها للاحتلال".
مصدرو "المرتزقة"
وبين أن أكثر البلاد التي تصديرا لهؤلاء "المرتزقة" إلى دولة الاحتلال؛ هي "أمريكا، وتليها فرنسا"، لافتا إلى وجود العديد من المؤسسات الصهيونية العاملة في الدول الغربية، التي تعمل على "تجنيد المرتزقة في جيش الاحتلال، مثل الوكالة اليهودية، التي تتكفل بدفع كافة المصاريف؛ من أجل تشجيعهم على المجيء إلى فلسطين بهدف الدفاع عن اليهود".
وأوضح أبو جابر أن "غالبية هؤلاء المرتزقة؛ هم من المسيحيين البروتستانت الأمريكان، الذين يؤمنون بالوجود اليهودي على أرض فلسطين، وبضرورة هدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم؛ لأن ذلك -بحسب اعتقادهم- يعجل في عودة المسيح عليه السلام".
وفي حين تخفي "إسرائيل"، العدد الحقيقي لهؤلاء الجنود؛ يبقى خبر مقتل العشرات منهم خلال الحرب الأخيرة على غزة، بحسب الخبير أبو جابر، حبيس أدراج جيش الاحتلال، الذي يضع أهل القتيل وخاصة من "المرتزقة العرب" بين خيارين؛ إما أن يعلن أنه سقط في ساحة القتال، أو أن يصمت مقابل مبلغ 50 ألف شيكل (دولار= 3.9 شيكل).
لا طعام.. لا بيوت.. لا أسر
من جانبه؛ أفاد المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أن جيش الاحتلال يطلق على الجنود "المرتزقة" لديه لقب "الجندي المنفرد"، وهو من لا أسرة له، موضحا أن الإعلام العبري تحدث مؤخرا عن اثنين قدما من كندا، وخدما فترة طويلة في جيش الاحتلال، وحينما تم إنهاء خدماتهما؛ لم يجدا بيتا يؤويهما.
وقال لـ"
عربي21" إن ما سبق دليل على أن "هناك الكثير من حملة الجنسيات الأوروبية؛ يعملون في جيش الاحتلال فقط من أجل الارتزاق"، مبينا أن الجنود "المرتزقة" عقب إنهاء خدماتهم يصبحون "بلا طعام، ولا بيوت، ولا أسر".
وأضاف أن "اليهود الأمريكان المرتزقة، يبدون الاستعداد الكامل لخدمة الاحتلال، رغم أن جلهم لا يحمل الجنسية الإسرائيلية"، منوها إلى أن "اليهودي الذي يحمل الجنسية الأمريكية من هؤلاء المرتزقة، لا يحاكم إلا بالقانون الأمريكي، وبالتالي فإنه مهما فعل خلال خدمته في جيش الاحتلال من
جرائم؛ فإنه لا يمكن محاكمته بقانون الاحتلال، ولا بالقانون الدولي".
وزاد أن "القانون الأمريكي ينص على عدم جواز محاكمة أي أمريكي بقانون غير القانون الأمريكي، وبالتالي فهم يتمتعون بحصانة كبيرة".