قالت السيدة المقدسية خديجة خويص، وهي إحدى المرابطات الفلسطينيات على بوابة المسجد الأقصى المبارك، إن الحكومة
الإسرائيلية أصدرت قانونا باطلا يعتبر الرباط والمرابطين في المسجد الأقصى، تنظيما خارجا عن القانون، ليحظر أي تجمع داخل الأقصى، وكل من يوجد تحت هذا المسمى مطارد قانونيا.
وروت خويص في حديث للأناضول، تفاصيل الاعتداءات التي يتعرض لها الحرم القدسي الشريف، على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، خلال مشاركتها مساء الخميس في الدورة الثانية لفعاليات مهرجان "على بابك يا أقصى"، الذي انطلق في مدينة الزرقاء الأردنية، شمال شرق العاصمة عمان.
وأوضحت خويص أنه "من نحو شهر تقريبا، قامت قوات الاحتلال بمنع دخول الناس للأقصى حتى الساعة العاشرة صباحا، وبعدها سمحت لهم بالدخول، ما عدا قائمة مكونة من 52 اسما".
وأكدت أن "الوضع الذي يتعرض له الأقصى هذه الأيام في غاية الخطورة، عقب التصعيد الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحق المرابطين والمرابطات".
ومضت خويص بالقول "خلال الأعياد اليهودية وقبلها، صدر قرار من الحكومة الإسرائيلية، يقضي بالباطل، أن الرباط والمرابطين ومجالس العلم في المسجد الأقصى، هي تنظيم خارج عن القانون، وبذلك تم حظر أي تجمع داخل المسجد الأقصى، وأن كل من يوجد تحت هذا المسمى هو مطارد قانونيا".
وأشارت إلى أنه "في الأيام الأخيرة، أغلقت قوات الاحتلال الأبواب أمام المتوافدين، وتعاملت معهم بالقوة المفرطة وبوحشية، بالغاز المسيل للدموع، وسحلت النساء، واعتدت على المصورين والصحفيين، وحاصرت المعتكفين في الداخل، وأسفر ذلك عن إصابات واعتقالات كثيرة، وتخريب لتراث المسجد الأقصى".
وخديجة خويص (37 عاما)، هي إحدى أبرز المرابطات في الحرم القدسي الشريف، وقد أبعدتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي قسرا، ورغم قرار إبعادها لـ (60) يوما عن المسجد الأقصى، وبالرغم من اعتقالها لأربع مرات متتالية، إلا أنها لم تترك المرابطة على أبواب المسجد الأقصى، حيث تتوجه خويص بشكل يومي للقيام بدور ترى فيه تحديا للاحتلال، و"حماية لأولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين"، على حد وصفها.
من جانب آخر، اشتمل مهرجان "على بابك يا أقصى"، على سوق لعرض منتوجات فلسطينية، وأزياء تراثية، ومشغولات يدوية، بالإضافة إلى معرض للصور، يبرز التسلل التاريخي للمسجد الأقصى، قبل العهد الإسلامي وخلاله والتاريخ الحديث.
وعرض أحمد حمادة (23 عاما)، وهو طالب في كلية الهندسة، التغييرات التي طرأت على قبة الصخرة خلال العهد العثماني، حيث أظهر المجسم المصغر الذي صممه، أن بناءها كان ذهبيا بالكامل في عهد سليمان القانوني عام 1576، واقتصر اللون الذهبي على جزئها العلوي، واستبدل السفلي منها بالبلاط القيشاني العثماني.
وقال محمود عبد ربه أبو محمود، وهو رسام ونحات للأناضول، "أشارك للمرة الثانية في هذا المهرجان، بلوحات ورسوم مصنعة بحجارة فلسطينية، وهي تشير في أشكالها المختلفة إلى حق العودة".
ومنذ فجر الأحد الماضي، تقتحم القوات الإسرائيلية يوميا المسجد الأقصى، وتشتبك مع المصلين فيه، وتطلق قنابل الغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية، والرصاص المطاطي عليهم، ما يسفر عن سقوط عشرات الإصابات بين الفلسطينيين.
ويقتحم المستوطنون ساحات المسجد الأقصى على مرحلتين، الأولى في ساعات الصباح حتى ما قبل صلاة الظهر، والثانية لمدة ساعتين بعد صلاة الظهر.