ترأس الرئيس
اليمني عبد ربه منصور هادي، ليلة الثلاثاء، اجتماعا للحكومة في محافظة
عدن، التي وصلها عصرا، بعد غياب قسري دام لمدة ستة أشهر أدار خلالها شؤون البلاد من العاصمة السعودية الرياض.
وقالت وكالة سبأ الرسمية إن "الرئيس هادي وجه في اجتماع الحكومة الذي حضره نائبه ورئيس الوزراء، خالد بحاح، إلى سرعة معالجة مخلفات الحرب في مدينة عدن وبقية المحافظات المحررة"، مضيفة بالقول: "كما أكد الرئيس أيضا ضرورة استيعاب مقاتلي المقاومة الشعبية في المؤسستين العسكرية والأمنية وتدريبهم وتأهليهم، واستكمال معالجة الجرحى من مدنيين وعسكريين".
وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس اليمني وجه بسرعة العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية لمحافظة عدن، التي أعلنها عاصمة مؤقتة لليمن في شباط/ فبراير الماضي، كما دعا إلى استئناف عمل مؤسسات الدولة منها.
وجاءت عودة "هادي" إلى اليمن الثلاثاء، بعد أسبوع من وصول الحكومة إلى عدن؛ للبدء بممارسة مهامها، وإعادة البناء والإعمار، وتطبيع الحياة في محافظة عدن وكافة المدن والمحافظات.
وكان هادي قد غادر البلاد من مدينة عدن، متجها إلى العاصمة السعودية، نهاية آذار/ مارس الماضي، عقب اجتياحها من قبل مسلحي جماعة "أنصار الله" (
الحوثي)، والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق "علي عبد الله صالح".
مقتل 20 شخصا في صنعاء
ميدانيا، قالت وكالة سبأ للأنباء، التي يسيطر عليها مسلحو جماعة أنصار الله "الحوثي"، الثلاثاء، إن 20 مدنيا قتلوا، وأصيب العشرات جراء استهداف طائرات التحالف لفندق مارينا في شارع 22 مايو بمديرية السبعين في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال سكان إن
التحالف العربي شن غارات مكثفة استهدفت عدة أهداف في المدينة، شملت معسكرات وقواعد في عدد من المناطق، كما أفادوا باستهداف طائرات التحالف عدة منازل في أحياء "الأصبحي"، و"سعوان"، و"مذبح"، إضافة لمعسكر ضبوة في منطقة "السواد" جنوبي العاصمة، كما جددت طائرات التحالف غاراتها على قاعدة "الديلمي" الجوية شمال العاصمة.
وذكروا مشاهدتهم لسيارات الإسعاف وهي تنقل جثامين عدد من قتلى وجرحى الغارات الجوية لطائرات التحالف على فندقي "المارينا" جنوب العاصمة وفندق "سماء آزال" شرقها.
من جهة أخرى، كشفت وزارة الصحة التي يسيطر عليها الحوثيون، عبر المتحدث الرسمي للوزارة تميم الشامي، خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء في صنعاء، أن عدد قتلى غارات طائرات التحالف خلال الأيام الأربعة الماضية، بلغ 236 شخصا في عدد من المحافظات اليمنية، منهم 72 قتيلا في سوق "آل مقنع"، بمحافظة صعدة، وإصابة 124 آخرين.
وبين خلال المؤتمر الصحفي أن الطيران استهدف 90 مرفقا صحيا ووحدات صحية في عدد من المحافظات، فضلا عن استهدف أكثر من 50 سيارة إسعاف، مشيرا إلى أن عدد وفيات الكوادر الصحية بلغ 30 قتيلا، فضلا عن مئة مصاب.
ولم يتسنّ التأكد من صحة ادعاءات الحوثيين من مصادر مستقلة.
الإصلاح يحمل الحوثيين سلامة "قحطان"
هذا، وحمّل حزب التجمع اليمني للإصلاح الثلاثاء، جماعة "الحوثي"، وحليفها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مسؤولية حياة القيادي في الحزب محمد قحطان، بعد تسريبات نشرها قيادي حوثي سابق، قال فيها إن "قحطان" قُتل بغارة جوية عقب استخدامه "درعا بشريا".
ونقل موقع "الصحوة نت" التابع للحزب المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، على لسان مصدر مسؤول في الأمانة العامة فيه، لم يسمّه، قوله إن "أي مساس بالقيادي (قحطان)، أو بأي من رفاقه المختطفين سيجر الوبال على مقترفيه، وسيتحمل صالح والحوثي المسؤولية المباشرة عن ذلك".
وحمّل المصدر، "الحوثيين وصالح مسؤولية اختطاف عضو الهيئة العليا في الحزب (محمد قحطان)، المختطف والمختفي قسريا لدى تحالف الانقلاب في صنعاء"، مطالبا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية "بالكشف عن مكان وجود قحطان ورفاقه المحتجزين في أماكن وظروف مجهولة ولا يعلم عنهم ذووهم شيئا".
وكان قيادي حوثي سابق، أعلن الثلاثاء، أن القيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان، قتل جراء قصف جوي من التحالف، بعد أن استخدمه الحوثيون "درعا بشريا".
وقال علي البخيتي، في منشور على صفحته في "فيسبوك"، إن "خبرا وصله من مصادر في جماعة الحوثيين، يفيد بأنهم نقلوا قحطان، قبل شهرين، إلى أحد المواقع التي تستهدف بشكل مستمر، على أمل أن يدين العدوان، ويوقع على ورقة بذلك؛ تمهيدا للإفراج عنه"، دون أن يوضح تفاصيل إضافية عما يروي.
وأضاف البخيتي أن طائرة استطلاع تابعة للتحالف رصدت وجود حركة في الموقع، وقصفت المكان خلال ساعتين، وقتل قحطان واثنان من الحوثيين كانا بالقرب من المكان الذي وضع فيه، وجرح حوثي ثالث جروحا بليغة توفي على إثرها بعد حوالي ثلاثة أسابيع.
واختطف الحوثيون القيادي في حزب الإصلاح، وأبرز ممثليه في الحوار الوطني محمد قحطان من منزله بصنعاء، مطلع نيسان/ أبريل الماضي، ولم تعرف أسرته مصيره منذ ذلك التاريخ.