هاجم الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين، الدول التي ترفض ما أسماه "التعاون" مع الحكومة السورية، مشددا على أن الحكومة التي يقودها نظام الأسد هي وحدها من تقاتل داعش، مسجلا أن بلاده ستدعم العراق وسوريا لأنهما يقاتلان
تنظيم الدولة.
وقال فلاديمير بوتين في كلمة له ألقاها الإثنين، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، إن "عدم التعاون مع الحكومة السورية وجيشها الذي يقاتل الإرهاب وجها لوجه بـ"الخطأ الكبير".
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن
روسيا "ستعقد في الأيام القريبة القادمة اجتماعا وزاريا لمجلس الأمن الدولي لبحث التنسيق بين جميع القوى التي تواجه تنظيم داعش.
وقال بوتين إن "المراد من هذا الاجتماع الذي ستعقده روسيا بصفتها رئيسا للمجلس في دورته الحالية، هو تحليل التهديدات المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط".
وأفاد بوتين بأن روسيا تقترح بحث إمكانية التوصل إلى صياغة قرار للمجلس الأمن ينص بشأن تنسيق جهود جميع القوى المناهضة لتنظيم الدولة وجماعات إرهابية أخرى، وشدد بوتين على ضرورة أن يعتمد هذا التنسيق على مبادئ ميثاق
الأمم المتحدة.
وأعرب الرئيس الروسي عن قناعته بقدرة المجتمع الدولي على بلورة إستراتيجية شاملة ترمي إلى إعادة الاستقرار السياسي إلى الشرق الأوسط وإنعاش المنطقة اقتصاديا واجتماعيا.
وأكد الرئيس الروسي أن "التدخل الخارجي العنيف" هو الذي أدى إلى تدمير مرافق الحياة ومؤسسات الدولة في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذي أسفر عن "سيادة العنف والفقر والكارثة الاجتماعية وتجاهل حقوق الإنسان، بما فيها حقه في الحياة".
وتابع قائلا: "ولو سألنا من خلق هذا الوضع: ما الذي صنعتموه؟ فأخشى أن يبقى هذا السؤال بلا جواب لأن السياسية المبنية على الثقة المفرطة باستثتائيتها وحصانتها من أي مساءلة لم يتم التخلي عنها.
وتابع بوتين أن "جيش الأسد والمليشيات الكردية فقط هي التي تحارب بشكل حقيقي ضد تنظيم الدولة/ داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى"، على حد تعبيره.
وأضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "أننا نقدم الدعم العسكري والفني لكل من العراق وسوريا اللذان يخوضان الحرب ضد الجماعات الإرهابية".
واتهم بوتين الدول الغربية بـ "تغذية الإرهاب، من خلال إقامة برنامج التدريب والتجهيز للمعارضة السورية، حيث انضم عناصره إلى تنظيم داعش"، وفقا لتعبيره، مشيرا إلى "أن الغرب أفسح المجال أمام المنظمات الإرهابية لزيادة نفوذها في المنطقة".
وكشف بوتين عن "عزم بلاده دعوة مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع وزاري لمناقشة التهديدات في منطقة الشرق الأوسط"، وأنها ستقدم مسودة قرار إلى المجلس من أجل تنسيق جهود جميع القوى المحاربة ضد تنظيم "داعش"، مؤكدا ضرورة أن يستند التنسيق إلى ميثاق الأمم المتحدة.
وحذر بوتين من "المحاولات لتقويض منظمة الأمم المتحدة"، مشيرا أن "تلك المساعي خطيرة جدا، حيث سينتج هذا الوضع عالم تحت الهيمنة بدل أن يكون بالعمل الجماعي، مؤكدا استعداد بلاده العمل مع الشركاء على أساس توافق الآراء".
وفي تطرقه لأزمة اللاجئين، قال بوتين إن إنعاش اقتصاد بلدان الشرق الأوسط وبنيته الاجتماعية سيجعل بناء مخيمات للاجئين غير ضروري. وأشار إلى أن اللاجئين يحتاجون إلى اهتمام ودعم، لكن لا يمكن معالجة هذه القضية إلا عن طريق إعادة بناء مؤسسات الدولة حيث حصل تدميرها، وذلك من خلال تقديم "كل أنواع المساعدة، بما في ذلك المساعدة العسكرية والاقتصادية للبلد الذي وقع في ورطة".
وأضاف أن روسيا تعتبر أنه من الأهمية البالغة المساعدة على إعادة عمل مؤسسات الدولة في ليبيا ودعم الحكومة الجديدة في العراق والحكومة الشرعية في سوريا.