غزت الأغاني الروسية الوطنية شاشة التلفزيون السوري الرسمية، وسط تأسيس روسي لقواعد عسكرية في اللاذقية السورية.
ونشر التلفزيون الرسمي أغنية "كاتيوشا" الروسية، التي تظهر فتاة روسية بزي عسكري تقف أمام دبابة، وتغني لحبيبها الجندي في الجيش الروسي.
وقالت كلمات الأغنية، المترجمة إلى العربية: "وانساب الضباب نحو النهر... وخرجت الكاتيوشا للشاطئ... عاليا نحو الشاطئ... خرجت وأطلقت أغنية... عن نسور الجبل"، فيما اعتبره ناشطون: "هراء لا يهدف لشيء إلا اللعب على المشاعر والترحيب بالاحتلال الروسي".
وأغنية "كاتيوشا" هي أغنية شعبية ذائعة الصيت في روسيا، وتم تأليفها عام 1938، واشتهرت أيام الحرب العالمية الثانية لبث الحماسة في الجنود الروس؛ إذ تتمحور حول فتاة تنتظر حبيبها الجندي المقاتل مع الجيش الروسي، وهي من تأليف ميخائيل إيزاكوفيسكي وألحان ماتفي بلانتر، وغنتها أول مرة المغنية الروسية ليديا روسلانوفا، علما أن تسمية صواريخ "كاتيوشا" روسية الصنع أتت عطفا على الأغنية، وترجمت إلى عدة لغات كالإيطالية والعربية كإحدى أشهر أغاني اليسار والمقاومة عبر التاريخ.
أغنية "كاتيوشا" جاءت ضمن حملة دعائية للمؤسسات الإعلامية السورية للترويج لروسيا؛ إذ بدأت قناة "سوريا دراما"، المملوكة من الدولة، ببث المسلسل الدرامي العسكري الروسي: "جبهة في قلب العدو"، بالإضافة لبث نشرة الأخبار الروسية بشكل نادر. بالإضافة لترحيب الصفحات الموالية، مثل "شام العرب" للروس، والتقارير الصحفية عن الوجود الروسي في سوريا، فيما يراه مراقبون "أوامر عليا من النظام للتماهي مع الغزو الروسي".
ولقيت الدعاية الإعلامية سخرية من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ تساءل أحد المستخدمين: "هل هذه هي الوطنية يا بشار ولا كيف؟".
وسخر المغرد نايف الهنداس من كلمات الأغنية، قائلا: "عندما أراد إعلام النظام ترجمة أغنية روسية، ترجم أغنية تقول (خرجت الكاتيوشا إلى الشاطئ)". في حين قال الإعلامي السعودية حسين الشبكشي إن "القناة السورية تعرض الأغاني الروسية، والسهرة فيلم روسي كل أحد".
ويأتي هذا "الغزو" الإعلامي دعاية إعلامية لـ"الغزو" العسكري على الأرض، إذ عززت روسيا وجودها العسكري في سوريا في الأسابيع الأخيرة، مع اتهام مسؤولين أمريكيين موسكو بإرسال طائرات مقاتلة ودبابات ومعدات أخرى لمساعدة جيش النظام السوري.
إلى ذلك، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأحد، إن روسيا ليس لديها خطط الآن لنشر قوات مقاتلة في سوريا.
وفي مقابلة مع شبكات تلفاز أمريكية سُجلت قبل اجتماع مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قال بوتين إن الهدف من الوجود العسكري الروسي في سوريا هو دعم حكومة رئيس النظام بشار الأسد ضد من وصفها بـ"الجماعات الإرهابية".