قال المبعوث الأممي السابق إلى
اليمن جمال بنعمر إنه حاول بكل جهد منع حرب أهلية" أن تقع في اليمن بعد رفض الجميع التدخل ضد الحوثيين منذ حرب "دماج" إلى حرب عمران إلى دخول صنعاء، بحسب موقع "يمن24".
وكشف بنعمر في تسجيل مرئي مسرب، لم يتسنّ لـ"
عربي21" التحقق من صحته، وصوره ناشطون دون علمه في نيويورك عن معلومات "جديدة" بشأن كل ما دار ويدور في اليمن منذ نهاية مؤتمر الحوار الوطني في كانون الثاني/ يناير 2014م.
ولا يظهر وجه بنعمر في الفيديو الذي يظهر أنه "سجل بحذر شديد" حتى لا يشعر به المبعوث السابق، بينما يسمع صوت بنعمر ومحاوره اليمني الذي يسجل الفيديو من تلفونه المحمول.
يبدأ بنعمر الحديث الذي يبدو أن أجزاء منه قد سبقت التسجيل بالدفاع عن مهمته في اليمن وعن لقاءاته بالحوثيين بالتحدث باسم الأمم المتحدة قائلا:" نحن نتعامل مع جميع الأطراف التي يمكن أن تكرهوها، لكن هذا عملنا واليمن كله مليشيات بمن فيهم
الحوثيون الذين يعتبرون مليشيات خارج إطار الدولة، وأنا عملت المستحيل ونسقت مع مجلس الأمن" الذي لم يأخذ الأمر بجدية.
وبرر بنعمر تعامله مع الحوثيين "بمحاولة منع حرب أهلية" بعد رفض الجميع التدخل ضد الحوثيين منذ حرب "دماج" إلى حرب عمران إلى دخول صنعاء، وذاكرا بالاسم الدول التي رفضت التدخل وقال بنعمر: "كنت أطالب بالتدخل في أثناء حرب دماج وعمران وما بعدها
دول الخليج، قالوا لي مستحيل نتدخل وأمريكا قالت مستحيل نتدخل إذا ما في تدخل دولي، إذن، كيف أمنع حرب كوسيط دولي لازم أتواصل مع جميع الأطراف الوسيط الدولي كذا يكذبون عليه ولكن يجب أن يعمل".
وفي صراحة غير معهودة قال بنعمر إن هناك "خيانات وتواطؤا" سهلت للحوثيين دخول صنعاء متسائلا عن "مقدرات الحوثيين "لفعل ذلك بأنفسهم، ومصرحا أن هناك معلومات وصفها "بالمصائب" سينشرها في كتاب عن اليمن متعللا بعدم الإفصاح عنها حاليا، كونه "أمم متحدة" رغم استقالته حد قوله وقال بنعمر: "سأنشر كتابا فيه مصائب عن ما دار، وهنا نسأل هل الحوثيون لديهم القدرة الكاملة كي يحتلوا صنعاء كيف دخلوها؟ في خيانات في تواطؤ، وأنا قلت إن الجميع يتحمل المسؤولية والناس الذين في السلطة يتحملون المسؤولية وكلهم ارتكبوا أخطاء ."
وأعرب بنعمر عن قناعاته بشأن الأحداث في اليمن معتبرا أن لا طرف سياسي وحيد سيحكم اليمن، وأن هناك استحالة لتغيير ديمغرافية اليمن وقال: "قناعتي لا طرف وحيد سيحكم اليمن والحوثيون يمنيون وليسوا إيرانيين، حتى في السنة الأخيرة ربطوا علاقتهم بإيران ولا يمكن تغيير ديمغرافية اليمن فيه شوافع وفيه زيود وفيه مناطقية.
وعن جذر الأزمة التي تحولت إلى حرب مدمرة في اليمن، شرح بنعمر ما يعتقد أنه سبب رئيسي لها وقال: "كانوا يطالبون بمديرية لما جاء نظام 6 أقاليم وتم فرضه، الجنوبيون كانوا رافضين له والحوثيون رافضين له، ولما تشوف الخارطة هم موجودون في المناطق الجبلية، ما عندهم منفذ على البحر. رفضوا وكتبوا رسالة، أنا شفت الرسالة طالبوا بمديرية ميدي، رفضوا المسألة الثانية طالبوا أن يكونوا في حكومة ما سميت الشراكة، وأن يأخذوا مقعدين حتى تنتهي معادلة خمسين بخمسين وتدخل أطراف أخرى كالحراك، رفضت الأطراف وهذا. أقول إن الجميع ارتكب أخطاء حتى وصلت اليمن لهذه المصيبة التي هي فيها."
ويقع شرح بنعمر في إطار توجه عام للرجل حسب مراقبين في فترته الأخيرة من مهمته كمبعوث دولي؛حيث كانت "إحاطته الأخيرة" في مجلس الأمن قد شهدت قوله "إن التدخل العربي أفشل حلا للأزمة كان قد توصلت إليه الأطراف اليمنية" رغم اجتياح الجنوب من قوات الحوثيين.
وخلاصة حديت بنعمر القصير الذي سرب أنه كشف عن ما يعتقد أنه "جذر" الأزمة اليمنية والحرب التي تلتها، ولاتزال مستمرة إلى يومنا هذا حاصدة الآلاف من الضحايا. صالح سبق التدخل العربي وهو الذي أنهى كل أمل في حل سياسي.