استطلع "
عربي21" آراء الشارع الفلسطيني بعد عملية ايتمار التي أسفرت عن مقتل مستوطنين (إسرائيلي وزجته)، وعملية القدس التي وقعت مساء السبت وقتل فيها مستوطنان، وأصيب آخران بجراح خطيرة، وكان السؤال التالي:
ما رأيكم في طبيعة
الرد الفلسطيني على الاعتداءات الاسرائيلية؟ هل هو الرد المناسب، أم أن الشعب الفلسطيني يمتلك خيارات أقوى وأنجع؟
أجاب صلاح أبو عبدو: "العملية رد مناسب وفي وقته جاء انتقاما لانتهاكات الصهاينة لحرمة المسجد الأقصى المبارك، واختيارهم للعائلة الصهيونية التي شتمت النبي محمد كان اختيارا موفقا نصرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وللمسجد الأقصى كذلك".
ويسترسل معلقا "انتهاكات متتالية وتدنيس للمسجد الأقصى مستمر وحفريات أسفله متسارعة قد تأتي في أقرب وقت على انهيار المسجد الأقصى أمام مرأى ومسمع العالم كله".
ويضيف "أكاد أجزم أن ما لدى الشعب الفلسطيني من إمكانيات للرد، يكمن في رفع السلطة الفلسطينية وصايتها عن الصهاينة وإيقاف التنسيق الأمني المخزي، وإطلاق يد المقاومة في الضفة، لتمعن في بني صهيون بعملياتها الفدائية".
وتقول هناء النابلسي (43 عاما)، من سكان مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، "العملية أتت كرد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال بحق شعبنا، فما زالت صورة الشهيد علي الدوابشة ماثلة أمام الجميع وقد أحرقه المستوطنون بدم بارد، وكذلك محمد الكسبة الذي اغتيل بدم بارد وهو متوجه إلى الصلاة في المسجد الأقصى، وكذلك الطالبة ريهام الهاشمي التي قتلها الجنود الصهاينة وهي ترتدي مريول المدرسة وتحمل كتبها متوجهة إلى مدرستها".
وتضيف هناء بأنه على السلطة الفلسطينية "التوجه إلى المحافل الدولية من أجل تكريس فلسطين والانضمام لهذه المحافل، وتكثيف الأنشطة الإعلامية التي تعري الإحتلال".
وتقول إن الخيار الممكن أيضا هو المقاومة الشعبية، وهذا يتطلب مسؤولية عربية رسمية بالتزام الدول العربية بما أقرته من تشكيل شبكة أمان اقتصادية لشعبنا ودعمه ماديا ودعم أهالي القدس لتعزيز صمودهم، وكذلك تبني الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية ودعمه؛ وشعبيا توسيع دائرة التضامن من خلال الفعاليات والأنشطة الداعمة لأهلنا وشعبنا".
من جانبه يرى المواطن أحمد الكومي (33) عاما، أن عملية ايتمار الأخيرة، مثلت ردا طبيعيا على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين، وقال لـ "
عربي21" :"نحن شعب تحت الاحتلال وكل فعل مقاوم ضده حق".
وأكد أن أثر العملية ووقع رد الاحتلال الإسرائيلي عليها يشير إلى نجاعتها وقدرتها على زلزلة كيان الاحتلال الذي يتغنى بسياساته الأمنية العميقة. وتابع قائلا: "هذه العمليات خيار قوي وناجع" مرجحا أن تستمر مع استمرار انتهاكات الاحتلال.
وفيما يتعلق بإمكانية وجود خيارات أقوى لدى الفلسطينيين، أوضح الكومي، أن البيئة في الضفة الغربية قد تحد من خيارات المقاوم الفلسطيني، خاصة أنه مطحون بين فكي السلطة والاحتلال.
في السياق ذاته، تتحدث تحفة القصاص، الطالبة بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية، وتؤكد لـ "
عربي21" مباركتها لعملية الطعن الشجاعة، وتضيف أنها "حق للفلسطيني المقاوم الذي يرد الضيم عن أهله ووطنه".
وتابعت أن العملية تدلل على أن الشعب يمتلك خيارات الحياة ويسعى للفوز بها حرا، نافية أن تكون العملية أقصى إمكانيات المقاومة، قائلة: "الخبرات القتالية للمقاومة أكبر من ذلك، ولكن ينقصها المعدات المتطورة، ولو أننا امتلكناها لكان زوال الاحتلال وانتهاؤه منذ سنوات".
وأضافت أن الانتهاكات الإسرائيلية وبشاعتها في الآونة الأخيرة ضد كل ما هو فلسطيني مقدس يتطلب انتفاضة فلسطينية ثالثة تفوق قوتها الانتفاضة الثانية، وعقبت "هذا يحتاج إلى وحدة في الوطن وتوحد على القضية".
وعلى الرغم من تأكيده على الوجع الذي سببته عملية ايتمار الأخيرة للاحتلال الإسرائيلي، إلا أن معتصم شتية (32 عاما) من قرية سالم، قضاء نابلس، أكد لـ"
عربي21" أنها رد بسيط جدا لا يتوازى مع حجم الاعتداءات العنجهية المتواصلة على الفلسطينيين سواء بالضفة الغربية التي قطع أوصالها الاستيطان وحرق سكانها وأطفالها، أو بالقدس باعتدائه الوحشي على المسجد الأقصى وحرقه ومنع حرائره ومرابطيه من الوصول إليه.
ويضيف الرجل الذي ينشط كأحد منسقي الحراك الشبابي بالمدينة، أن الخيارات في الضفة الغربية لإحداث رد أقوى وأنجع ما زالت ضعيفة في ظل حالة التنسيق الأمني ومحاصرة الضفة بالمستوطنات وتكبيل الحراك الوطني المقاوم فيها خاصة مع وقوع العديد من المناضلين، شهداء وآخرين غيبتهم سجون الاحتلال.
وقال لـ"
عربي21" :" نأمل أن يتطور الحراك المُقاوم لدى الجيل الجديد ليبدأ حالة من الثورة على الاحتلال"، ولا يستبعد شتية ذلك، في ظل زيادة الوعي الشبابي بالمقاومة وأهميتها في استعادة الحق لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني ولاد، ومقاومته لا تموت أبدا بل تخرج لتعيد نفسها.
وأشار إلى أن المقاومة بهذه العملية تبعث رسالة للاحتلال، مفادها أننا باقون على هذه الأرض ولن نُعيد أحداث الهجرة والنكسة، وسنبقى ثابتون على هذه الأرض.