نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا حول تجمع عدد من
الفلسطينيين وقيامهم بحرق الإطارات المطاطية، سعيا لغلق الطرق المؤدية لمنزل
مهند حلبي، الذي قتل مستوطنين
إسرائيليين في شرق
القدس، وذلك استباقا لقرار هدم المنزل.
وأفاد الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، أن مجموعة من الشباب من مختلف القرى المحيطة بمنطقة رام الله في الضفة الغربية، قدموا من أجل حماية بيت "الشهيد" الذي تم إصدار قرار بهدمه، وهو إجراء روتيني اعتادت سلطات الاحتلال القيام به ضد كل من يتهم بالقيام بأعمال ضد "إسرائيل".
واستشهد مهند حلبي على يد قوات الاحتلال بعد أن قام بطعن مستوطنين في مدينة القدس المحتلة السبت.
وأدى الهجوم الذي قام به حلبي إلى مقتل أهارون بانيتا (جندي، 21 سنة) ونيهيميا لافي (41 سنة) وإلى إصابة زوجة بانيتا وابنها بجروح متفاوتة الخطورة.
وبحسب التقرير، فإن معلومات قد انتشرت بأن حادثة طعن أخرى قد وقعت على المدخل الرئيسي للمدينة القديمة، وأسفرت عن مقتل شاب إسرائيلي يبلغ من العمر ستة عشر عاما، مضيفا أن هذه الحوادث تأتي بعد يومين من الاشتباه في قيام فلسطينيين بقتل مستوطنين اثنين في محافظة نابلس المحتلة.
وأفاد التقرير أن مئات الفلسطينيين قد اجتمعوا من كافة أنحاء رام الله أمام بيت حلبي، في مبادرة منهم لدعم عائلة الشهيد وحماية منزلهم من التدمير؛ حيث تم إخلاء المنزل بالكامل خلال ساعات.
ونقل الموقع عن محمد البرغوثي، وهو رجل من قرية مجاورة قدم مع تسعة من أقربائه: "عندما علمنا أن الإسرائيليين يعتزمون تدمير منزل الشهيد، قدمنا فورا للمساعدة. لقد أخذنا في نقل كل شيء وفي الاحتفاظ بكافة محتويات المنزل لهم. عندما يأتي الجنود، سنقاوم كلنا. يتواجد أكثر من ألف شاب ورجل في الأرجاء من أجل حماية هذه العائلة".
كما أشار التقرير إلى أن محمود عريان، خال حلبي، يعتقد أن "مهند كان ولدا عاديا، ليس متدينا لدرجة التطرف. لقد كان مهند ولدا ذكيا. إنه طالب في كلية الحقوق والأول على دفعته. لقد فعل ما كان يعتقد بأنه ضروري من أجل بلده وشعبه وربه. نحن صامدون. نعم سيأتون وسيدمرون هذا المنزل ولكننا ندعم ما قام به ابننا".
وأوضح التقرير أن حلبي لم يهتم بالسياسة إلا إثر مقتل صديقه، ضياء تلحماح، على يد القوات الإسرائيلية في مدينة الخليل، قبل أسبوعين. "لقد انتابت مهند موجة من الغضب الشديد نتيجة لموت صديقه ولما يفعله الإسرائيليون في الأقصى. في النهاية، لقد فعل ما فعل دعما منه للأقصى".
كما أكد التقرير أن الفلسطينيين يخشون أن تجبرهم السلطات الإسرائيلية على تقاسم الأقصى مع اليهود وفق جدول منظم للأوقات، وذلك إثر فرضها لقيود مشددة على الفلسطينيين الراغبين في الدخول للمسجد الأقصى، ثالث أقدس موقع في الإسلام، الأمر الذي أثار اشتباكات وتسبب في أعمال عنف في أنحاء المسجد.
ونقل الموقع تصريحات خالة مهند حلبي التي قالت: "نعم، لقد ذهب ابن أختي إلى القدس وفعل ما فعل، ولكن هل من العادي أن يقتل الإسرائيليون فلسطينيين لم يفعلوا لهم أي شيء، بكل برودة دم، مثلما قتلوا الرضيع علي دوابشة؟ اليهود وخاصة المستوطنون، يقتلون الناس بكل بساطة. إنهم يقتلون ويقتلون. لقد صمت الشعب بما فيه الكفاية. الكل سيرسل عائلاتهم للقتال الآن".
كما صرحت سهير حلبي، والدة مهند، بأن الهجمات لن تتوقف إلى حين تحرير الأقصى من "قبضة الإرهاب الإسرائيلي"، وأنها "فخورة" بابنها. وقالت: "صحيح أن كل أم تريد أن ترى ابنها يكبر أمام عينيها ليتخرج ويتزوج ويعيش حياة سعيدة، ولكن الأقصى أكبر منا كلنا. كل الفلسطينيين سيكونون سعداء بتقديم حياتهم في سبيل الأقصى. بإمكانهم تدمير منزلي، ولكن ابني هو شهيد في سبيل الأقصى. لن يستطيعوا أخذ هذا مني أبدا".
وفي الختام، قال الموقع إن عدة فصائل فلسطينية ووسائل إعلام محلية، اعتبرت الحادثة "ردة فعل طبيعية ضد الاحتلال"، وذكر أن سلطات الاحتلال دمرت أكثر من 600 منزل، بين 2001 و2005، مشردة بذلك أكثر من أربعة آلاف فلسطيني.