نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا لتشارلين رودريغوز، كشفت فيه، نقلا عن أحد قادة المتمردين
الحوثيين في صنعاء، استعدادهم للحوار.
وتقول الكاتبة: "كان المجمع مقرا للرئيس عبد ربه منصور هادي، ولكن الحوثيين يسيطرون على القصر الجمهوري في شارع القصر في صنعاء".
وتضيف رودريغوز: "هناك عدد لا يحصى من الحواجز، ويتم نقل الزوار بطريقة سرية في عربات نوافذها مموهة بالأسود، وبعد فحص أمني دقيق. ويعود سبب الإجراءات الأمنية المشددة إلى أن محمد علي الحوثي، هو أحد قادة الحركة، التي أدخلت
اليمن في دوامة حرب أهلية منذ أن سيطرت على صنعاء كجزء من السيطرة على البلاد في كانون الثاني/ يناير".
وتبين الكاتبة أنه "لا يوجد هناك لباس خاص للجنود الذين يحرسون علي الحوثي، فبعضهم بزي عسكري، وآخرون يرتدون ثوبا أبيض، ويحملون البنادق على أكتافهم. وقد امتزجت نظرات المتمردين الفضولية بابتسامات قلقة وهم يقومون بالواجبات الصباحية".
ويشير التقرير إلى أن علي الحوثي يحتل القصر الآن، الذي لم يصب بعد بسبب الغارات الجوية التي يقوم بها التحالف، الذي تقوده
السعودية المعارضة للحوثيين، وتسعى لإعادة الرئيس هادي إلى السلطة" .
والتقت "إندبندنت" بمحمد علي الحوثي في قاعة الاستقبال بنوافذها اليمنية المعشقة والثريات الكبيرة، وتصفه بأنه رجل قوي البنية بوجه شاب في نهاية الثلاثينيات من العمر، وكان يرتدي الثوب اليمني التقليدي، وقد لف على وسطه "الجنبية". وعندما سئل عن السبب الذي استغرق ترتيب اللقاء مدة ثلاثة أشهر، أطلق الضحكات.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن الحوثي قوله إن "احتقاره ليس مقتصرا على السعودية، التي تقاتل الحوثيين على أكثر من جبهة، ولكن لأمريكا"، ويضيف: "نعتقد منذ بداية الحرب أن المسؤول عما يحدث في اليمن هو الولايات المتحدة، فهي التي تقوم بتحريض السعودية على قتالنا، وهي تقوم بتحديد السياسة الخارجية للعالم، ومن ثم تطلب من مجلس دول التعاون الخليحي تبنيها. ونحن أيضا جماعة يمنية لنا قيم ومبادئ للشعب اليمني، ونحن متحدون مع اليمنيين ضد الظلم".
ويتابع الحوثي أن "الشعب اليمني هو شعب متحضر يؤمن بالديمقراطية. ومن يؤمن بالاستبداد هم من ينشرون الفوضى".
وتلفت الصحيفة إلى أن القيادي الحوثي زعم أن جماعته وفرت "المليارات"، من خلال اقتلاع شأفة الفساد الذي مارسته الحكومة المعزولة، ويقول: "حاولنا وقف الفساد وتحديد الأسباب الداعية له، فالأموال المحفوظة في المصرف المركزي، مثلا، لم تستخدم لخدمة المجتمع، بل وضعها المسؤولون في جيوبهم". ويضيف أن "شركات النفط كلها، الأمريكية والفرنسية، كانت فاسدة، وكانت تنظم احتفالات في نيويورك، وتأخذ المال من الناس، ولم يبق شيء للناس هنا".
وتقول رودريغوز: "عندما سألنا عن الدعم المالي الذي تقدمه
إيران للحوثيين. نفى الحوثي بشكل قاطع قائلا: (لو حصلت على دعم إيران المالي لكنت في الرياض الآن). وتساءل: (هل شاهدت في هذه الحرب صواريخ إيرانية خرجت من اليمن؟ هل شاهدت أننا نقود دبابات إيرانية؟ وهل شاهدت عربات مصفحة من إيران؟)".
وأردف قائلا: "نتحدى السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة إيران عسكريا، فهي تهديد لها، اذهبوا وقاتلوها لا تقاتلوننا نحن، ولا تجعلوا الشعب اليمني يعاني".
ويذكر التقرير أن الحوثيين، الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن مع جنود موالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، أخبروا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن استعدادهم للمشاركة في الحوار. ويعلق الحوثي قائلا: "نعرف أن الحل لن يتحقق دون التفاوض. ونعتقد أن أي حرب في العالم تنتهي بحوار وطني".
وتفيد الصحيفة بأن اتفاقيات وقف إطلاق النار التي تم التوصل لها في أيار/ مايو وتموز/ يوليو فشلت؛ لغياب الضمانات السعودية، ووقف القصف، ويقول الحوثي: "لهذا قررنا مواجهة من يقاتلوننا. لا نستطيع التهدئة في الوقت الذي يواصلون فيه قتالنا. وعندما أوقفنا الحرب على الحدود السعودية، واصلت (دول مجلس التعاون الخليجي) الغارات التي خرقت وقف إطلاق النار".
وتبين الكاتبة أن الحوثي يتهم السعوديين بارتكاب جرائم حرب، وقال: "لقد استهدفوا السجون بغاراتهم الجوية والمستشفيات والطرق والأسواق والمدارس والفنادق، واستهدفوا حفل زفاف في المخا في محافظة تعز، وقتلوا 100 شخص" .
ويورد التقرير أن منظمة الصحة العالمية تقول إن 5248 شخصا قتلوا، وجرح 26191 آخرين حتى نهاية الشهر الماضي.
ويقول الحوثي للصحيفة إن "السعودية أرسلت الأسلحة والمعدات إلى القبائل حتى تقاتلنا، وأقول لتلك القبائل: احتفظوا بها، فهي هدية واستعدوا لقتالهم (السعوديين)، فالشعب اليمني معروف بأنه يعارض الاستعمار، ويريد العمل في التجارة، وهذا ما كان عليه الحال قبل الحروب السابقة، وحتى قبل احتلال المصريين والعثمانيين لنا. وحاول الكثيرون غزونا، ولكن الشعب اليمني تخلص منهم". وأضاف: "نقول دائما لأعدائنا: لا تخدعوا أنفسكم بأنكم ستنتصرون على الشعب اليمني؛ لأنه سيحكم سيطرته".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه عندما سئل الحوثي: ماذا يرغب
الحوثيون بتحقيقه؟ أجاب: "نشعر بأننا أقوياء؛ لأننا نعتمد على دعم المجتمع للقتال في هذه الحرب. ولا نعتمد على القوى الخارجية، أنت تعرفين كيف اعتمد المهاتما غاندي على المجتمع لمحاربة البريطانيين، ونريد تبني الاستراتيجية ذاتها".