كشف مصدر في لجنة إعادة التعيين والتنسيب التابعة لقيادة شرطة
الأنبار، غرب
العراق، أن قرارا حكوميا صدر بإلغاء قرار فصل منتسبي شرطة المناطق التي وقعت سيطرة
تنظيم الدولة في العام الماضي، والذي كان قد اتخذه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وفي ضوء القرار الجديد، افتتحت وزارة الداخلية العراقية مكتبا خاصا لها في قاعدة الحبانية العسكرية لإعادة المفصولين إلى الخدمة في دوائر شرطة المحافظة.
ويقول الضابط مثنى الدليمي، عضو لجنة إعادة المفصولين، في حديث خص به "
عربي21": "بعد ما يقارب السنة على فصل أعداد كبيرة من عناصر شرطة محافظة الأنبار، والاكتفاء بعناصر المناطق التي لم تسقط بيد تنظيم الدولة، قررت وزارة الداخلية إعادة تعيين من يرغب في العودة من هؤلاء العناصر، وإلغاء القرار السابق".
وتزداد الحاجة إلى المزيد من عناصر
الشرطة في "المناطق الصامدة"، كما يصفها الدليمي، مثل مدن الخالدية، وعامرية الفلوجة، وحديثة، كما تزداد الحاجة إلى المزيد من "العناصر المدربة وذات الخبرة، ولذلك تم تقديم طلب لمجلس المحافظة، والذي بدوره قام برفعه لوزارة الداخلية، وتمت الموافقة عليه"، بحسب الضابط.
وقال الدليمي: "باشرنا باستقبال العناصر من أجل إجراء المقابلات، وتوجيه أسئلة عن أماكن تواجدهم أثناء المعارك التي حدثت مع تنظيم الدولة أثناء سيطرة التنظيم على مناطق عملهم".
وعن الأنباء التي تحدثت عن أن هذا القرار جاء بتوجيه أمريكي مباشر، قال الضابط العراقي: "لم يكن للمستشارين الأمريكيين أي دور في هذا الأمر، بل هو أمر بات ضروريا لامداد مناطق الحبانية والخالدي، والعامرية وحديثة بعناصر مدربة وتمتلك الخبرة، والأمريكان يشرفون على مشروع تدريب قوات العشائر فقط، أما إعادة العناصر المفصولين فهو موضوع منفصل لا علاقة له ببرنامج التدريب الأمريكي"، بحسب تأكيده.
ويضيف الدليمي: "لقد حددت الفترة (لاستئناف العمل) بشهر من تاريخ التبليغ واستحصال الموافقة، على أن يكون العنصر قد أتم المقابلة في الحبانية".
من جانبه، قال مصدر عسكري في قاعدة الحبانية، طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث خاص لـ"
عربي 21": صدرت أوامر من وزارة الدفاع بفتح باب التطوع للسلك العسكري في قاعدة الحبانية لمن يرغب بالتطوع، من عمر 18 عاما وحتى 40 عاما، وذلك ليتم تدريبهم كقوات جيش رسمية، لتكون القوة الأساسية في السيطرة على المناطق التي سيتم تحريرها، وسيكون تنسيب العنصر بعد اكتمال التدريب لوحدات الجيش العراقي"، وفق قوله.
وأضاف المصدر: "الإقبال على التطوع لم يكن مشجعا إطلاقا، فمنذ ما يقارب عشرة أيام لم يتطوع سوى عدد قليل لا يكفي لتكوين دورة واحدة والشروع بتدريبها، فكما يبدو فقد أهالي الأنبار الرغبة بالتطوع تحت راية الجيش العراقي"، على حد قوله.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تشير بشكل واضح إلى صعوبة أوضاع القوات الأمنية في الأنبار، وإلى أنها فقدت أعدادا كبيرة من عناصرها، ما اضطرها إلى القبول بفكرة إعادة العناصر التي فرت من المعارك حين سيطر تنظيم الدولة على معظم أجزاء الأنبار.