كشفت المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب في
مصر، عن وفاة العملية السياسية "إكلينيكا"، بعد عجزها عن تحقيق نسبة مشاركة شعبية من جهة، وإخفاق غالبية المرشحين في تحقيق أي فوز من الجولة الأولى، بحسب ما أفاد به مراقبون.
ومنحت جميع الاستحقاقات الانتخابية بعد ثورة 25 يناير، شهادة نجاح وثقها الشعب بأصواته، ونزعت
الشرعية عن مظاهرات 30 حزيران/ يونيو، وانقلاب 3 تموز/ يوليو، وتجلى أثر تغييب جماعة الإخوان المسلمين عن المشهد السياسي بوضوح، ليتحول إلى مشهد "مسرحي"، وفقا لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، محمد سودان.
وأضاف سودان لـ"
عربي21" أن "الشعب قال كلمته، ولفظ
السيسي، وأكد على شرعية نظام الرئيس مرسي الذي أيده الإخوان، ومن يدعمهم من جميع أطياف الشعب المصري الكبير، بمختلف مرجعياتهم السياسية والدينية".
وأكد أنه "لا مجال للحديث عن شرعية مغتصب للسلطة، في ظل وجود رئيس مختطَف لدى سلطة انقلابية، فشلت في حشد الشعب في انتخابات الرئاسة والبرلمان، واستفتاء الدستور، رغم عمليات الترهيب والتخويف من الإخوان المسلمين، واستخدامهم كفزاعة للنزول، وهو ضرب من ضروب الخائبين".
وتابع بأن "استياء المواطنين من الاستخفاف بأصواتهم، وإدراكهم سعي السيسي لخلق سلطة تشريعية منبطحة، تكون ظهيرا سياسيا له في كل قراراته؛ جعلهم يحجبون أصواتهم التي منحوها لمرسي عنه وعن برلمانه".
حان وقت الرحيل
بدوره؛ اعتبر رئيس حزب الأصالة، إيهاب شيحة، أن "الانتكاسة" التي تعرض لها نظام السيسي في
الانتخابات البرلمانية، رسالة من الشعب مفادها "أنه قد آذن الرحيل"، وأن "لا شرعية للسيسي بالأساس، فهو مغتصب للشرعية بقوة السلاح".
وقال لـ"
عربي21" إنه "لا يوجد شرعية رئاسية في مصر إلا للرئيس المختطف
محمد مرسي، وجميع الاستحقاقات الانتخابية بعد ثورة 25 يناير وقبل الانقلاب؛ كانت حرة ونزيهة"، مشددا على أن الانتخابات الحالية "باطلة، سواء كان الإقبال قليلا أم كثيرا".
وأكد أن "مهزلة الانتخابات كشفت الحجم الحقيقي للشرعية الشعبية والرئاسية التي كان يتمتع بها الرئيس مرسي، مقارنة برجع الصدى الذي عاش فيه السيسي ونظامه ومؤيدوه طوال أيام انتخاباتهم العجاف"، مضيفا أن "هذه الانتخابات أعلنت للسيسي ولمؤيديه والمطبلين له؛ حجمهم الحقيقي، ورفض الشعب لهم".
شرعية السيسي على المحك
أما أستاذ العلوم السياسية في كلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة، حازم حسني؛ فرأى أن "شرعية الرئيس السيسي أصبحت على المحك" بسبب عدم استجابة المواطنين لدعوته إياهم للتصويت والمشاركة الفاعلة.
وقال لـ"
عربي21" إن "مقولة أن الرئيس صاحب شعبية جارفة؛ انتهت، وعليه أن يقرأ الرسالة جيدا، فالنظام خسر الشعب، الذي رد له الصاع صاعين برفضه النزول"، مشددا على أن "البرلمان المقبل فقد حجيته على التشريع، وشرعيته السياسية باتت محل شك، بالرغم من أن كل ذلك لا يفقده شرعيته القانونية".
وأضاف حسني أن "ضعف التصويت ليس فقط بسبب مقاطعة وحظر جماعة الإخوان والأحزاب المنضوية تحتها، والعديد من الحركات والأحزاب السياسية، وإنما أيضا لعزوف الكثير من القوى المدنية التي شاركت في 30 يونيو".
وأشار إلى أن "الآمال كانت معقودة على التغيير بعد تنحي مبارك، والانتقال إلى مرحلة جديدة للنهوض بالحقوق والحريات، ولكن كل ذلك تبخر"، ذاهبا إلى أن "السواد الأعظم من المصريين غير راض عن الواقع، والأمر تحول إلى حكم فئة معينة بقيادة العسكريين".
حجم "الإخوان"
من جهتها؛ أكدت منسقة التحالف الثوري لنساء مصر، منال خضر، أن "غياب جماعة الإخوان المسلمين عن المشهد السياسي كشف حجمهم الحقيقي، وأنهم القوة الأكثر فعالية وتأثيرا".
وقالت لـ"
عربي21" إن الرئيس مرسي "استمد شرعيته من الشعب الذي نزل بقوة، وصوت سواء بنعم أم لا، وتحرك معه في كل استحقاق انتخابي"، مضيفة أن "التنوع والمنافسة التي تميزت بها مصر 25 بقيادة جماعة الإخوان؛ أعطت زخما وروحا للعملية السياسية برمتها، دون إقصاء لأحد".
ودعت منال خضر، السيسي إلى "التنحي جانبا"، مضيفة أن "الشعب لقن للسيسي وبرلمانه درسا لن ينسياه، وانفض من حوله المؤيد والمعارض؛ لأنه فشل في معالجة جميع الملفات التي تهم المواطنين، وكذب عليهم بإطلاق مشاريع وهمية".