ملفات وتقارير

تفاصيل برنامج أمريكا الفاشل لتحديد الإرهابيين واغتيالهم

طائرات بدون طيار تتعقب الإرهابيين حول العالم وتصطادهم.. فهل نجحت؟ - عربي21
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقالا حول برنامج أمريكي يدعى "سكاي نت"، مهمته التعرف على عناصر تنظيم القاعدة ومن ثم استهدافهم باستعمال طائرات بدون طيار، بعد أن يقوم هذا البرنامج بتعقب المكالمات الهاتفية المشبوهة، وتحديد مواقع عناصر التنظيم، إلا أن الصحيفة تورد معلومات تؤكد بأنه فشل في تحديد أكثر من 50% من الإرهابيين بينما وقع في شركه الآلاف من الناس العاديين.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا البرنامج يقوم في مرحلة أولى بجمع بيانات ضخمة لاسيما تلك التي تخص شركات الهاتف المحمول، وفي المجمل يقع استخراج وتحليل حوالي 80 صنف من المعلومات. وتتمثل الفرضية الأساسية التي يعتمد عليها البرنامج في أن طريقة عيش العناصر المستهدفة تختلف عن تلك التي يتبعها الناس العاديون. 

وأضافت الصحيفة أن "سكاي نت" يعتمد أساسا على مبدأ "الحقيقة على الأرض"، ويضم مجموعة من البيانات التي يتم عن طريقها تصنيف مستخدمي شبكات الهاتف المحمول إلى "إرهابيين" و"أبرياء".

ولكن السؤال المطروح هو؛ هل بالإمكان معرفة من هو الإرهابي ومن هو البريء؟ إذ تشير وثائق وكالة الأمن القومي إلى أن برنامج "سكاي نت" يستعمل المعطيات الشخصية للعناصر المعروفة في تنظيم القاعدة، وذلك لإنشاء ملف شخصي عن "الإرهابي"، حتى يتسنى لهم مقارنته مع بقية الملفات الشخصية الأخرى. 

وفي مرحلة ثانية يتم وضع سلسلة من الخوارزميات التي تولد لاحقا درجة لكل فرد مع نقطة انطلاق محددة مسبقا، فإذا كان مجموع النقاط أعلى من مستوى محدد فإن هذا الشخص سيعتبر إرهابيا وإذا كانت النتيجة أقل فهو من الأبرياء. 

وذكرت الصحيفة أنه بهذه الطريقة يقع تصنيف نسبة معينة من الخاضعين للمراقبة على أنهم "إرهابيون"، من قبل وكالة الأمن القومي. 

وحسب الوثائق التي نشرها إدوارد سنودن فإن نصف من كانوا في الحقيقة "إرهابيين" وقعت تبرئتهم، في حين أن الكثيرين من "الأبرياء" اعتبروا إرهابيين. 

وأفادت صحيفة لوموند بأن "هذه النتائج غير صحيحة علميا، لأن هذه الطريقة لا تغطي كافة الاحتمالات، حيث وقع اختيار عدد معين من الأفراد بطريقة عشوائية، في حين أن بيانات الإرهابيين السبعة معروفة مسبقا. ويجب مزج "الإرهابيين" مع عامة الناس قبل اختيار عينة عشوائية، لكن هذه الطريقة لن تكون عملية، وذلك بسبب قلة عددهم الذي لا يتجاوز سبعة أشخاص. 

وأضافت الصحيفة أن هذا الخطأ قد يبدو في ظاهره تافها، لكنه في الواقع يعتبر خطأ جسيما ومؤثرا، حيث إن 0.008 بالمئة من سكان باكستان، أي قرابة 15 ألف شخص اتهموا على وجه الخطأ بالإرهاب بسبب هذا البرنامج، وفي الوقت نفسه فإن 50 بالمئة من "الإرهابيين" لم يقع استهدافهم على هذا الأساس، لأن درجاتهم دون النقطة المحددة التي ضبطت مسبقا بشكل تعسفي. 

ومن غير المعروف إذا ما كان كل الأفراد المصنفين "إرهابيين" من قبل برنامج "سكاي نت" قد وقع استهدافهم لاحقا وبشكل منتظم، بواسطة طائرات بدون طيار، أم تم التغاضي عنهم؟.