كشفت شركة "كوغاليم آفيا"، صاحبة الطائرة المنكوبة في
سيناء، عن تفاصيل آخر لحظات التحليق، في الوقت الذي شدد فيه الكرملين على عدم جواز استبعاد أي فرضية، بما في ذلك فرضية العمل المتعمد.
وقدمت الشركة الروسية خلال مؤتمر صحفي عقدته الاثنين 2 تشرين الأول/ نوفمبر استنتاجاتها حول آخر لحظات تحليق طائرة الرحلة "9268" من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ يوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر، لكنها امتنعت عن التعليق على طبيعة السبب الذي أدى إلى تفكك الطائرة في الجو، معتبرة أنه يرتبط بتأثير خارجي.
وكشفت الشركة أن الطائرة في آخر لحظاتها سارعت باتجاه الأرض غير خاضعة لأي سيطرة من الطاقم، وذلك بسبب إلحاق "أضرار كبيرة بهيكل الطائرة".
وقال ألكسندر سميرنوف، نائب مدير عام شركة "كوغاليم آفيا"، صاحبة الطائرة المنكوبة، إن الشركة ترجح تعرض الطائرة لتأثير خارجي، باعتباره التفسير الواقعي الوحيد لما أعلنه المحققون عن تفكك الطائرة وهي في الجو قبل سقوطها على الأرض.
وأوضحت الشركة أنه بعد حصول الحالة الطارئة تراجعت سرعة الطائرة في غضون أقل من دقيقة بـ300 كيلومتر في الساعة، بالتزامن مع انخفاضها بـ1.5 كيلومتر.
ومن اللافت أن فرضية الشركة الروسية تتعارض مع ما نقلته الاثنين وكالة "رويترز" عن مصدر في اللجنة المعنية بتحليل تسجيلات الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة؛ إذ استبعد تعرض الطائرة لأي تأثير خارجي.
ورفض المصدر في تصريح لوكالة "رويترز" الكشف عن مزيد من التفاصيل، لكنه قال إن الاستنتاج المذكور يعتمد على التحليل الأولي لتسجيلات الصندوقين، مضيفا أن قائد الطائرة لم يتصل بالأجهزة الأرضية قبل تحطمها.
وكان العديد من الشركات الروسية والعالمية قد أعلنت عن تعليق تحليقاتها فوق سيناء حتى إتمام التحقيق في تحطم طائرة "Airbus 321" التابعة لشركة "كوغاليم أفيا" الروسية يوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما كانت تقوم برحلة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ. وتم العثور على حطام الطائرة التي كان على متنها 217 راكبا وطاقمها المكون من سبعة أفراد في شمال شبه جزيرة سيناء.
واستبعد نائب مدير شركة "كوغاليم آفيا" وقوع عطل فني في أجهزة الطائرة كان من شأنه أن يؤدي إلى تفككها في الجو، ورجح سميرنوف مصرع جميع ركاب الطائرة وأفراد الطاقم قبل سقوطها على الأرض، مشددا على أن طاقم الطائرة فقد قدرته على إدارة الطائرة مع حدوث الحالة الطارئة التي تعجز الشركة عن تحديد طبيعتها.
ووصف المسؤول الحالة الفنية للطائرة لدى إقلاعها من مطار شرم الشيخ بأنها كانت "ممتازة"، نافيا ورود أي شكاوى بهذا الشأن من الطاقم خلال الرحلات الخمس الماضية التي نفذتها، مؤكدا أن المراقبين الجويين لم يتلقوا أي اتصالات طارئة من طاقم الطائرة خلال التحليق.
بدوره، أكد أندريه أفيريانوف نائب مدير عام الشركة المعني بالمسائل الفنية والإنتاجية تعرض الطائرة في عام 2001 لحادثة أثناء عملية هبوط أدت إلى إلحاق أضرار بذيلها، لكنه شدد على أنه تم إصلاح الطائرة بالكامل، واستبعد أي دور لهذه الحادثة القديمة في المأساة، التي وقعت في أجواء سيناء.
وأعلن رئيس الوكالة الفدرالية الروسية للنقل الجوي، ألكسندر نيرادكو، أن استنتاجات شركة "كوغاليم آفيا" حول تعرض الطائرة المنكوبة لتأثير خارجي عديمة الأساس وسابقة لأوانها.
وتابع بأن تحليل تسجيلات الصندوقين الأسودين للطائرة سيجري في القاهرة، مؤكدا أن هذه العملية لم تبدأ بعد، بل ستنطلق بعد انضمام جميع المشاركين في التحقيق وهم ممثلو فرنسا وألمانيا، باعتبارهما الدولتين المطورتين لطائرات "أير باص" والمنتجتين لها، وممثلو أيسلندا، وهي الدولة التي كانت الطائرة مسجلة فيها، إضافة إلى المحققين في وزارة الطيران المدني
المصرية.
وأضاف أن الجانب المصري لم يسلّم المحققين الروس أي تسجيلات للمكالمات مع طاقم الطائرة المنكوبة أو بيانات الرادارات الخاصة بالتحليق.
بدورها، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة في "حالة جيدة".
وأكد ذلك وزير الطوارئ الروسي فلاديمير بوتشكوف بعد لقائه وزير النقل المصري؛ إذ ركزت المحادثات على تنسيق العمل المشترك في إطار عمليات البحث في مكان تحطم الطائرة وإيصال جثامين الضحايا وأغراضهم الشخصية إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية.
هذا، وكشف بوتشكوف أن فرق الإنقاذ التابعة لوزارته بالتعاون مع الشركاء المصريين توسع دائرة البحث في سيناء لتبلغ مساحتها 30 كيلومترا مربعا، مؤكدا أن عملية البحث ستتواصل حتى العثور على جميع جثث الضحايا.