الجهات المسؤولة مشغولة عن "تشابالا" بالأزمة الأمنية التي تعصف باليمن - تويتر
على الرغم من اقتراب إعصار "شابالا" من سواحل محافظتي عدن وأبين المتجاورتين (جنوبي اليمن) بحسب تحذيرات المركز الوطني اليمني للإنذار، إلا أن الإجراءات الوقائية والاحترازات المفترض القيام بها لمجابهة خطر الإعصار ما زالت غائبة، بحسب سكان محليين.
ودعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في وقت سابق إلى تسخير كافة الإمكانيات المادية والمعنوية، ومساعدة المواطنين في عمليات الإجلاء، ورفع درجة التأهّب القصوى في كافة المستشفيات، إلى جانب تجهيز غرف عمليات خاصة في محافظات "عدن وأبين وشبوه وحضرموت والمهرة وسقطرى".
كما طالب بتشكيل لجان للمتابعة وتأمين متطلبات واحتياجات المواطنين والاستعداد لمجابهة أي طارئ، وتسيير عدد من فرق الإغاثة إلى المدن والمواقع الّتي من المتوقع وصول الإعصار إليها.
في هذا الخصوص، أكد مصدر في مكتب الصحة بعدن، طلب عدم ذكر اسمه، أنه لا توجد أي استعدادات لمواجهة خطر إعصار شابالا المتوقع أن يضرب سواحل عدد من المحافظات الجنوبية، بعد ورود أنباء عن بوادر وصوله، الثلاثاء، إلى شواطئ المكلا، عاصمة حضرموت 322 كم إلى الشرق من عدن.
وقال المصدر الطبي: "للأسف لا توجد في عدن حتى الآن أي شكل من أشكال الاستعداد للإعصار، فلا طواقم طبية ولا سيارات إسعاف أو طواقم مخبرية من شأنها التخفيف من معاناة الناس حال وصوله".
ويهدد خطر الإعصار بشكل أكبر مدن "خور مكسر والبريقة وإنما" في محافظة عدن ومنطقة شقرة في أبين، لوجودها على الساحل، في ظل انشغال الجهات المسؤولة بالأوضاع الأمنية، التي زاد حجم ضررها خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال مدير عام أحد مديريات المحافظة في حديثه، طالبا عدم ذكر اسمه: "للأسف، نحن عاجزون عن فعل أي شيء حيال خطر إعصار شابالا الذي يهدد معظم السكان، وننتظر فقط رحمة ربنا ولطفه بعباده".
من جانبها، تساءلت د. جاكلين منصور أحمد، أستاذة اللغة الإنجليزية بجامعة عدن، وتسكن على مقربة من ساحل أبين في حديثها، عّما إذا كان رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة خالد بحاح، وباقي أعضاء الحكومة المهاجرة في الرياض، قلقين على الناس في عدن وباقي المحافظات من الخطر المحدق بهم"، متابعة بالقول: "ليس أمامنا إلا الابتهال إلى الله تعالى أن يرفع البلاء عنا ويلطف بنا، ولا نرجو أحدا سواه".
إلى ذلك، قال مسؤول في لجنة الطوارئ بمحافظة حضرموت شرقي اليمن إن "أكثر من ثلاثة آلاف أسرة نزحت من المناطق الساحل للمحافظة، جراء الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة، وهيجان البحر، إثر إعصار "شابالا" مساء الاثنين.
وأوضح المصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه، فجر الثلاثاء، أن الأمطار والرياح هدأت الساعة الخامسة فجرا، متوقعا أن تعاود الأمطار الغزيرة التساقط بشكل أكبر خلال الساعات المقبلة.
وأشار إلى أن السيول والفيضانات بدأت تتدفق في منطقتي الشعاب والوديان بساحل حضرموت، وينتظر أن تسبب هذه الفيضانات مشكلات كبيرة للسكان، خاصة في ظل الإمكانيات الضعيفة التي توصف بـ"الشحيحة".
ولفت المسؤول في لجنة الطوارئ إلى أن منسوب مياه البحر ارتفع في ساعات الليل المتأخرة بين 4 – 8 أمتار على امتداد سواحل حضرموت، الأمر الذي ضاعف عدد الأسر النازحة تجاه المناطق الآمنة، مشيرا إلى أنه لا يوجد حتى اللحظة خسائر بشرية، وأن 10 مواطنين أصيبوا بكسور، وتم نلقهم إلى المستشفيات.
وكشف المصدر عن إحصائية أولية تشير إلى تضرر 15 منزلا بمدينة المكلا عاصمة المحافظة في حي الشهيد خالد وفوة القديمة وباسيود والبدو ، موضحا أن منظومة الكهرباء خرجت عن الخدمة جراء الأعطال بالشبكة في عدة مناطق ، وعدم تمكن مؤسسة الكهرباء من إعادة التيار لانعدام قطع الغيار.
وحذر المسؤول في الطوارئ المواطنين بالابتعاد عن مجاري السيول والتوجه إلى المناطق المرتفعة.
وقال رمزي بجنف، خبير بمجال الكوارث إنه "لا بد من اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لمجابهة خطر الإعصار"، مضيفا أن "إعصار شابالا أحد أقوى الأعاصير في المنطقة، تصل سرعة الرياح حول مركزه إلى حدود 200 كم في الساعة، يرافق ذلك أمطار رعدية ورياح شديدة وأمواج عاتية، من شأنها إحداث الكثير من الأضرار، من خلال تدفّق السّيول الجارفة، كما حدث، الأحد، في جزيرة سقطرى، الواقعة في المحيط الهادي، في الجهة المقابلة من سواحل القرن الأفريقي، إلى الشرق من خليج عدن.
وقال بجنف: "أمر مخجل ومؤسف أن تكتفي رئاسة الجمهورية بالتصريحات، دون فعل حقيقي على الأرض"، متابعا بقوله: "أوجه النداء لكل المواطنين والصّيادين، بضرورة الابتعاد عن المناطق الساحلية، وتجنب المنحدرات والأودية التي من المتوقع أن تتدفق فيها سيول جارفة".