في ثاني تدوينة له منذ عودته للظهور بعد اختفائه الذي أعقب الانقلاب في
مصر، تحدث الناشط السياسي المصري،
وائل غنيم، عن قضية اختطافه في كانون الثاني/ يناير 2011، ما أثار ردور فعل واسعة على "تويتر"، بين ساخر ومنتقد، لا سيما أن غنيم كان من المؤيدين للانقلاب.
وكتب غنيم عبر حسابه على "فيسبوك" أنه "يوم 27 كانون الأول/ يناير 2011 اتخطفت من الشارع في نص الليل، من قبل أربعة أشخاص مسلحين بملابس مدنية وقعوني على الأرض وقيدوا حركتي وفي أقل من دقيقة ركبوني عربية كانت مستنياهم وغمّوا عيني ومن وقتها مشفتش غير سواد قطعة القماش، لمدة 11 يوم كنت متغمى ومتكلبش 24 ساعة في اليوم، حتى أثناء الأكل أو الصلاة أو حتى دخول الحمام".
وأضاف غنيم: "أنا اتخطفت من الشارع بدون حكم قضائي، بدون إذن نيابة، وبدون ما أعرف هوية المختطفين. غطوا عيني، وأخدوني لمكان معرفش هو فين لحد النهارده، وتم التحقيق معايا لساعات طويلة بدون وجود محامي، وقيدوا حركتي وقعدوني في حبس انفرادي ممنوع فيه أتكلم حتى مع نفسي، ومكنتش عارف أي حاجة من اللي بتحصل بره المعتقل، كنت باختصار: عايش كأني ميت".
واستطرد: "في المعتقل عرفت معني الخوف الحقيقي، عرفت يعني أيه جسمك يصاب برعشة مستمرة مش عارف توقفها من الهلع، كنت عارف كويس إني تحت رحمة السجان اللي هيقرر مصيري، لأن مفيش ورقة واحدة بتثبت وجودي عندهم ومحدش شافهم وهما بيخطفوني من الشارع ومن السهل جدا إني أقعد شهور أو سنين أو يتم قتلي ورمي جثتي في الصحراء وإنكار إني اتخطفت من الأساس".
وكان غنيم قد خرج عن صمته قبل أيام، حيث قدم اعتذاره عن "قراءته الخاطئة" للأحداث منذ شباط/ فبراير عام 2011 إلى 3 تموز/ يوليو 2013 (الانقلاب العسكري)، وهو الاعتذار الذي أثار جدلا واسعا بين أطياف مختلفة في المجتمع المصري، فبين من اعتبره "اعتذارا شجاعا من أحد رموز الثورة ضد نظام مبارك"، وبين من عدّ منشوره "محاولة مفضوحة لركوب موجة المعارضة بعدما انهارت سمعة نظام السيسي بين الجميع".
كلبشوني وغموني
وعبر "تويتر" دشن النشطاء هاشتاج "#كلبشوني_وغموني" للتعليق على تدوينة غنيم والتساؤل عن أسباب عودته وتصدره للمشهد السياسي حاليا.
فقالت زينب زين: "أحلى شيء الآن حينما يتكلم أحد هؤلاء (..) نقوم بالرد عليه في الوقت ذاته وهذا هو الوعي الذي اكتسبناه من 25 يناير".
وغرد عمرو حمدون: "عملت ثورة وركبت عليها الإخوان وضيعوا الثورة وحق الشهداء ثم اختفيت ثم رجعت لتبكي عليهم مرة أخرى، عليه العوض".
وتداول النشطاء مقاطع من حلقته مع الإعلامية منى الشاذلي، عقب
ثورة يناير، وبكائه فيها، فقال محمد طاهر: "باعترافك مع منى قلت لا لم يسيء أحد معاملتي ولم أتعرض للتعذيب ياريتك تتكلم على ما يحدث للفلسطينيين من قوات الاحتلال".
وكتبت هالة عبد الوهاب ساخرة: "كلبشوني وغموني وعند منى الشاذلي طلعوني وقعدت أبكي ونصبت عليكم".
وتساءلت إيمان الخطيب عن سبب استعادته هذه السنة لذكرياته مقارنة بصمته خلال الفترة الماضية، فقالت: "ولماذا هذه السنة تستعيد ذكرياتك؟ هل جاءتك الأوامر أخيرا بذلك؟".
وعلقت ندى عباس: "وائل أبو دمعة كان نائم أربع سنوات والآن يسترجع ذكرياته حينما أخد الأوامر من أمريكا".
ورأى محمد الغنيمي أن الرموز التي فقدت شعبيتها أصبحت محروقة أمام الشعب، وقال: "هذا الوسم أثبت أن محاولات شحن الناس ثوريا برموز مطعون في انتمائتها ونزاهتها فشل، وداعا وائل قل للذين أيقظوك أنك حرقت نهائيا أمامنا".
وكان غنيم قد برر اختفاءه طيلة الفترة الماضية بأن جاء بعد "إدراكي بعد الاقتراب لفترة طويلة من طرفي الصراع أننا في معركة صفرية ظاهرها حماية المسار الديمقراطي والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، وباطنها صراع بين طرفين لا يعترفان بالديمقراطية والحرية والاتنين عايزين يحتكروا أدوات السلطة ويحكموا السيطرة على مقاليد الحكم ويقمعوا المعارضين"، بحسب قوله.
وائل غنيم نشر تدوينة منذ ساعات قال فيها إنه خضع لحفلة استقبال في المعتقل وتعرض للضرب بالقلم وكان مقيدا طول الوقت حتى أثناء الأكل والذهاب إلى الحمام.
وائل ظهر أيام الثورة بعد الخروج من المعتقل مع منى الشاذلي في فبراير 2011 وقال إنه عومل بقمة الأدب والاحترام طيلة الاثنى عشر يوما الذين قضاهم في المعتقل اللهم إلا بعض السباب من العساكر وتغطية العينين