غلب على الإعلام
المصري "الكثير من الأحقاد.. والقليل من المهنية" في تعامله مع النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات البرلمانية التركية، فلم يحترمها، ووصفها بأنها "انتخابات الخوف"، وقال إنها أعادت حكم الحزب الواحد، ورأى فيها تكريسا لانقسام الشارع التركي، وذهب أحد الإعلاميين إلى أنها تعرضت للتزوير، وزعم آخر أنها ستجعل تهدئة الصراعات المشتعلة في الشرق الأوسط أمرا مؤجلا.
وكال الإعلام المصري الأوصاف السلبية بحق الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، إلى حد وصفه بالسلطان، والسلطان "الجائر"، والديكتاتور، وكفيل القتلة، وبأنه "جزء من صناعة الإرهاب"، وبأنه يحلم بنظام رئاسي وخلافة على دماء الأتراك، وبأنه لم يصدق شعبه، وكذلك بأنه "سيستثمر نتائج الانتخابات في استكمال مشروعه الديكتاتوري"!
الأهرام: بدء خطوات تنصيب أردوغان "سلطانا"!
البداية من أعرق الصحف المصرية، "الأهرام"، التي اختارت أن يكون عنوان الخبر الذي تصدر صفحتها الأولى، الثلاثاء، هو: "بدء خطوات تنصيب أردوغان سلطانا".
ولاحظ محرر "
عربي21" هنا أن الجريدة قدمت رأيا في محل الخبر، وأن العنوان غير موجود في المتن، بل ليس له علاقة به.
قال المتن: "خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منتصرا في "انتخابات الخوف"، بحصول حزب "العدالة والتنمية" على الأغلبية المطلقة في الانتخابات البرلمانية المبكرة. من ناحيته طالب أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء الأحزاب الأخرى بإعادة كتابة الدستور، بهدف إحكام قبضة أردوغان على المؤسسات التركية. وقال مسئول بحزب الشعب الجمهوري إن النتيجة "كارثة".
وهكذا فانتخابات
تركيا في "الأهرام" هي "انتخابات الخوف"، برغم مشاركة أكثر من 86% من أبناء الشعب التركي فيها.. وهدف طلب أوغلو تعديل الدستور هو إحكام قبضة أردوغان على المؤسسات التركية.. كأن النسبة التي فاز بها "العدالة والتنمية" ليست تعبيرا عن إرادة الشعب.. والأخير: وصف حزب معارض للنتيجة بأنها "كارثة"، دون أن يحدد ما المقصود: نتيجة الانتخابات أم نتيجة حزبه؟
هكذا جاء الخبر: خلطا للرأي بالخبر، وأحكاما مطلقة، فضلا عن التدليس والانحياز.
وبخلاف الخبر السابق، حللت "الأهرام" الانتخابات بالقول: تركيا تعود إلى حكم "الحزب الواحد".
وكانت "الأهرام" استبقت الانتخابات التركية بالترويج لتراجع "العدالة والتنمية" فقالت: صعود "الشعب" المعارض.. و"العدالة" الحاكم لن يحظى بالأغلبية. وقالت: "أردوغان يحبس أنفاسه مع انطلاق الانتخابات البرلمانية المبكرة".
البوابة: فوز أردوغان يمنح "الإرهابية" قبلة الحياة"
الآن، نذهب إلى جريدة "البوابة"، التي نشرت صورة مفزعة لأردوغان مع تقرير يقول: "كفيل القتلة.. فوز أردوغان يمنح "الإرهابية" قبلة الحياة".
المقصود بـ"كفيل القتلة" أردوغان، وهو وصف هين له، مقارنة بالسباب والشتائم التي لا يتورع إعلاميون مصريون عن توجيهها إليه، بين الفينة والأخرى، وهم آمنون من المساءلة القانونية.
أما وصف "الإرهابية" المذكور، فالمقصود به "جماعة الإخوان المسلمين"، التي يصمها نظام
السيسي بالإرهاب، بينما فاز أعضاؤها بالأغلبية في ست استحقاقات انتخابية متتالية.
ويلاحظ أن "البوابة" ربطت بين فوز "العدالة والتنمية" والجماعات الإرهابية، برغم فوز الحزب في انتخابات ديمقراطية، لا علاقة لتلك الجماعات بها.
"البوابة" - التي يرأس تحريره الإعلامي المقرب من أجهزة الأمن، عبد الرحيم علي، دأبت دوما على تشويه "العدالة والتنمية". حتى إنها استضافت باحثا في الشأن التركي اتهم الحزب باستغلال نعرة القومية للأتراك ضد الأكراد.
المصري اليوم: أردوغان يصلي كالسلاطين الجدد
صحيفة "المصري اليوم" رأت أن: تركيا على أعتاب النظام الرئاسي، وأن أداء أردوغان صلاة الفجر في مسجد أيوب، بإسطنبول، يأتي احتفالا رمزيا بنجاحه في مسجد أيوب كما كان يفعل السلاطين الجدد في الدولة العثمانية، على حد تعبيرها.
ونشرت "المصري اليوم" أخبارا تفيد وقوع اشتباكات واعتداءات على مقرات "العدالة والتنمية" بعد فوزه، وهو ما لم يحدث.
ترديد أكاذيب.. التحرير: "العدالة والتنمية" فاز بالتزوير
دأبت وسائل إعلام وإعلاميون مصريون على الكذب بالنسبة للملف التركي.
ونقلت "التحرير" عن الإعلامي المستقيل من التلفزيون التركي، نشأت الديهي، تعقيبه على الانتخابات بالقول إن هناك العديد من التقارير التي تشير إلى وجود تلاعب في نتائج الانتخابات، ووجود محاولات لتغيير النتائج، ومنع للناخبين من الإدلاء بأصواتهم، مدللا على ذلك بسرعة إعلان وكالة أنباء الأناضول، النتيجة قبل الإعلان الرسمي.
وقال الديهي: "ألحظ وألمس وأستنتج أن هناك تزويرا في العملية الانتخابية، وهناك أصابع خفية تعبث بمقدرات الشعب التركي، وربما يكون هناك فضيحة مدوية، قد يتم كشف النقاب عنها خلال الفترة المقبلة".
المقال: نتائج ستجعل تهدئة الصراعات أمرا مؤجلا
جريدة "المقال" رأت أن "الانتخابات التركية" بمثابة: "ديمقراطية لتجميل الاستبداد"، مقرة بأن نتيجة الانتخابات تبدو مزعجة ومفاجئة لخصوم أردوغان داخل وخارج تركيا.
وقالت إن أردوغان لم ينجح تماما بسبب تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي الكردي نسبة 10%.. وزعمت أن نجاح حزب أردوغان جاء بسبب تخويفه الشعب من انهيار الاستقرار نتيجة بقاء الأزمة السياسية.
وزعمت أن نتائج الانتخابات التركية ستجعل تهدئة الصراعات المشتعلة في الشرق الأوسط أمرا مؤجلا، لأن الدعم التركي للفصائل الإسلامية في الجبهات المشتعلة في سوريا وليبيا سيستمر، ولأن صراع المحاور عموما سيزداد شراسة، وبالتالي من الطبيعي أن تتجه مصر لتقوية علاقاتها أكثر باليونان وبلغاريا وقبرص وأرمينيا لمواجهة الحصار التركي القطري الإخواني لمصر من غزة والسودان وليبيا!.
الوطن: أردوغان جزء من صناعة الإرهاب
"الوطن" وصفت أردوغان"، بأنه "السلطان "الجائر"، وقالت - يوم إجراء الانتخابات -: "أردوغان يحلم بنظام رئاسي وخلافة على دماء الأتراك.. حزب "أردوغان" يقود تركيا إلى النظام الرئاسي بـ"نحن أو الفوضى".. والمعارضة: "انتخابات دموية".
وعلى صفحات "الوطن" نفسها عقدت الكاتبة نشوى الحوفي مقارنة بين خطابي السيسي وأردوغان متهمة أردوغان بأنه "جزء من صناعة الإرهاب بالاعتداء على سوريا، وتسهيل دخول المقاتلين من كل دول العالم للانضمام لداعش، ودعم جماعة أراد معها إعادة فكر الخلافة الواهم في المنطقة".
وأضافت الحوفي: "تحدث أردوغان، لكنه لم يصدق شعبه، عن الديمقراطية العرجاء في بلاده وتقييد المعارضة وإغلاق الصحف والقنوات"، مختتمة مقالها بالقول: "لكل ما سبق، اطمأن قلبي لحديث القاهرة، فتجددت ثقتي في رئيس يعيش بيننا". (تقصد السيسي).
الشروق: انقسام في الشارع التركي
وانضمت صحيفة "الشروق"، المعروفة بخطها المحافظ، إلى المهاجمين لنتائج الانتخابات التركية، ورأت فيها تكريسا للانقسام، فقالت: "انقسام في الشارع التركي بعد عودة حكم "الحزب الواحد".
وقالت: "4 أسباب مكنت "السلطان" من تركيا مجددا.. عرقلة بناء التحالفات.. والرهان على الانتخابات المبكرة.. وسيطرة الحزب الحاكم على وسائل الإعلام.. والصراع مع الأكراد".
وأخيرا قالت "اليوم السابع": تركيا تشكل حكومة الحزب الواحد بعد فوز حزب "العدالة والتنمية بالانتخابات".
ومن جهتها، قالت الدستور: الجارديان: فوز حزب العدالة والتنمية هزيمة لتركيا.. أردوغان يستكمل مشروعه الديكتاتوري وسط توقعات بسقوطه في ثورة شعبية.