يقود رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حملة أمنية وعسكرية شرسة في الأراضي
الفلسطينية المحتلة، على أمل أن يستعيد
قوة الردع التي تآكلت بفعل الحروب التي خاضها الاحتلال خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى سلسلة
عمليات الطعن والدهس التي ينفذها الشبان الفلسطينيون.
وخلال زيارة قام بها الأربعاء لمدينة العفولة؛ قال نتنياهو: "سنتغلب على موجة الإرهاب الحالية المتمثلة باعتداءات الطعن، كما تغلبنا على موجة الاعتداءات الصاروخية".
ولكن مختصين يرون أن خطط نتنياهو التي يعلن عنها تباعا لاستعادة قوة الردع الإسرائيلية، وإجراءاته المتصاعدة لمواجهة الانتفاضة الثالثة؛ لن تحقق له ما يريد.
عامل الردع
ويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، إن ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من أعمال مقاومة شعبية "يلحق ضررا كبيرا بالاحتلال الإسرائيلي لا يمكن الاستهانة به"، مشيرا إلى أن نتنياهو يسعى إلى مواجهة الانتفاضة بكل ما يملك من إمكانات، بالتعاون مع القوى اليمينية المتطرفة".
وأضاف لـ"
عربي21" أن رئيس حكومة الاحتلال يحاول "خلق حالة من الردع؛ من خلال استعمال القبضة الحديدية، والوسائل الاستخباراتية، واللجوء مؤخرا إلى الوسيلة القانونية"، مؤكدا أن "أهم شيء في نظريات الأمن الإسرائيلية؛ هو عامل الردع".
وتابع شلحت، بأن "ما يقوم به الاحتلال من خلال أذرعه المختلفة؛ يشعرك بأنه فقد عامل الردع أمام الانتفاضة وما صاحبها من عمليات طعن ودهس".
قرارات وإجراءات
من جهته؛ قال المختص في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، إن حديث نتنياهو حول استعادة وتعزيز قوة الردع؛ يؤكد أن هذه القوة "تآكلت، وهي بحاجة لترميم وفق المنظور الإسرائيلي".
وأشار في حديثه لـ"
عربي21" إلى أن نتنياهو اتخذ العديد من الإجراءات والقرارات التي حاول من خلالها استعادة قوة الردع الصهيونية، حيث قام بنشر أربع كتائب من الجيش في الضفة، ورفع كافة القيود على إطلاق النار تجاه الفلسطينيين، وطالب بإصدار أحكام مرتفعة بحق المعتقلين، وخاصة فئة الأطفال".
وتابع: "فرض نتنياهو غرامات مالية على المنتفضين تصل إلى 100 ألف شيكل (دولار = 3.9 شيكل)، بالإضافة إلى سحب الضمان الاجتماعي والصحي من الفلسطينيين الذين يحملون الهوية الزرقاء (البطاقة الإسرائيلية)، ودعا إلى الإسراع في هدم بيوت منفذي العمليات ضد الاحتلال".
ولكن جعارة أكد أن كل هذه الإجراءات "ستفشل في ترميم قوة الردع التي تآكلت؛ لأن الاحتلال لم يستطع أن ينتزع روح المقاومة من الفلسطينيين، منذ إسحاق رابين الذي أقر سياسية تكسير العظام، وحتى نتنياهو الضعيف".
ضرب "حماس"
بدوره؛ أكد الخبير في الأمن القومي إبراهيم حبيب، أن الاحتلال "يفكر مليا بتنفيذ عملية عسكرية كبيرة في الضفة، لضرب البنية التحتية لحركة حماس، والتي سبق أن هدمتها السلطة الفلسطينية".
وقال لـ"
عربي21" إن الاحتلال بكافة أجهزته الأمنية والعسكرية "يريد الإجهاز على كل ما هو مقاوم في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وليس فقط أبناء حماس"، مبينا أن "هذا السلوك يدخل في إطار حالة الإرهاب التي تمارسها دولة الاحتلال".
وأضاف حبيب أن جيش الاحتلال "يسعى لاستعادة نشاطه من خلال تنفيذ استراتيجية الخوف التي تشحن جنوده المتعبين، وجبهته الداخلية الهشة"، مؤكدا أن نتنياهو من خلال سياساته المختلفة "يدخل في مرحلة جديدة من الفشل، وبرغم حجم القوة الكبيرة التي يستخدمها في قمع المتظاهرين؛ فإنه لن يصل في نهاية المطاف إلى أي نتيجة".