نشرت صحيفة "جيوبوليس" الناطقة بالفرنسية؛ تقريرا حول تداعيات تحطم
الطائرة الروسية في
سيناء على
السياحة في
مصر، فيما يرفض النظام المصري الاعتراف بفرضية "العمل الإرهابي" خوفا من الأثر السلبي الذي ستخلفه هذه الحادثة خاصة على القطاع السياحي، بالإضافة إلى أنها تعني فشلا لزعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21"؛ إن القاهرة لم تتبن التحليل الذي يفيد بأن سقوط الطائرة كان نتيجة انفجار قنبلة زرعت داخلها، في حين دعا زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى عدم التسرع في صياغة الاستنتاجات، بينما التحقيقات المتعلقة بتحليل الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية ما زالت مستمرة في مصر.
وذكرت الصحيفة، أنه إذا ما تبين أن هذا الحادث كان بفعل فاعل، فإن السياحة المصرية ستكون مهددة. فحتى الآن، تعد شرم الشيخ، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، هي المكان الأخير المتبقي الذي يرتاده الأجانب. فسقوط نظام مبارك في كانون الثاني/ يناير سنة 2011 والأحداث التي تلت ذلك، جعلت السياح يفرون من مصر. كما تراجع عدد السياح من 14.7 مليون سائح سنة 2010 إلى 10 مليون سائح سنة 2014. كما أن تدهور الوضع المالي في مصر، سيشهد تراجعا بنسبة 11.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وأضافت الصحيفة أن عدد زيارات الفرنسيين للأهرامات وللمواقع الأثرية المصرية قد تراجعت من 500 ألف زيارة سنة 2011 إلى 50 زيارة في الآونة الأخيرة. وفي المقابل، بلغت أعداد السياح الروس على شواطئ جنوب سيناء ثلاثة ملايين سائح سنة 2014.
وقالت الصحيفة، إن سياحة الاسترخاء على ضفاف شواطئ البحر الأحمر، التي تعد حتى اللحظة بمنأى عن الإرهاب، ستواجه معاناة كبيرة في حال تأكد تعرض الطائرة لهجوم إرهابي.
وقال التقرير إن السلطات المصرية ومنظمي الرحلات يشعرون بالقلق إزاء الحادثة. وأشار وزير السياحة المصري، خالد رامي، إلى أن مصر ستعاني من خسارة 20 مليون سائح بالإضافة إلى خسارة 20 مليار دولار سنة 2020. وسبق أن صرح الوزير في آذار/ مارس الماضي، متحدثا عن الإجراءات الأمنية في شرم الشيخ، وقال حينها إنه "لا يمكن لفأر قادم من الصحراء أن يفعل شيئا في المنطقة".
ورأت الصحيفة أنه إذا ما تأكد الهجوم على الطائرة الروسية، فإنه لا يمكن للسيسي إلا إعلان فشله في مواجهة الإرهاب، لأنه بإمكان الجماعات المسلحة في شمال سيناء التحرك بأريحية، بالإضافة إلى قدرتها على الإفلات من العقاب. كما أن السيسي، وهو الذي يبرر سياساته القمعية ويرجعها إلى معركته ضد الإرهاب، مهدد بفقدان الدعم من الغرب.
وقالت الصحيفة إن مجموعة "ولاية سيناء" وهو الاسم الذي أطلقه
تنظيم الدولة على فرعه المصري، قد تبنت الهجوم على الطائرة مرتين. لكن السيسي اعتبر أن تبني تنظيم الدولة للعملية ليس إلا "دعاية" و"وسيلة لضرب أمن واستقرار وصورة مصر". وسرعان ما جاء الرد، من تنظيم الدولة الذي أصدر في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، فيديو يعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم. كما توجه رجل من أصل سلوفاكي بالتهديد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلا إن عملية إسقاط الطائرة وقتل ركابها هو رد على قصف الطائرات الروسية لمعاقل التنظيم في سوريا.