شهدت
مصر خلال نحو أسبوعين سقوط 36 قتيلا في خمس محافظات، وانهيار 41 عقارا، وغرق آلاف الأفدنة الزراعية، وتهدم دير أثري شهير، وفقد آلاف من الثروة الحيوانية والداجنة، جراء سقوط
أمطار غزيرة، بصورة غير مسبوقة، وفق إحصائية لوكالة "الأناضول" التركية.
المسؤولون في مصر اتخذوا خمسة إجراءات بارزة تجاه أضرار الأمطار، بينها، قرار بتدخل الجيش للإنقاذ، وقبول استقالة محافظ، فيما رد المصريون في محافظتي الإسكندرية والبحيرة (شمالا) الأكثر تضررا ابتكار أشياء غير مسبوقة في تاريخ مصر، بينها تحريك مراكب صيد صغيرة في الشوارع الممتلئة بمياه المطر.
وبحسب بيانات أمنية وحكومية وتقارير محلية، رصدت أبزر ضحايا وخسائر المطر خلال الأسبوعين الأخيرين، كالتالي:
في البحيرة (شمال مصر)، شهدت منذ الأربعاء الماضي وحتى السبت سقوط أمطار غزيرة تسببت في مقتل 18 شخصا منهم 12 في وادي النطرون، وستة آخرين صعقا بالكهرباء في مدن المحافظة، إلى جانب انهيار 20 منزلا بمدينة وادي النطرون، وانهيار أجزاء في 10 منازل في مراكز ومدن المحافظة المختلفة، وغلق ترعتي (مجري مائي كبير) النوبارية والمحمودية في المحافظة، التي تغذي محافظة الإسكندرية بمياه الشرب، وذلك بعد ارتفاع منسوبيهما بفعل الأمطار الغزيرة.
وشهد دير الأنبا بيشوي الأثري البارز في وادي النطرون، أشهر مزارات المسحيين، انهيارات لأسواره الداخلية، وغرق أماكن في داخله بالمياه، وزاره محافظ البحيرة محمد سلطان والبابا تواضروس.
وتسببت الأمطار الغزيرة في نفوق 275 رأس ماشية وسبعة آلاف كتكوت في مزرعتين في وادي النطرون، وتلف 40 طن أسمدة، في مركز أبو المطامير.
وفي الإسكندرية شمالا، منذ الأربعاء الماضي وحتى مساء السبت، توفي ثلاثة بينهم طفلان، وانهار نحو 20 عقارا ما بين انهيار كامل أو جزئي، وغرق أراضي زراعية في قرية الجزائر، وتأجيل بطولة الجمهورية للخماسي الحديث.
والأربعاء قبل الماضي، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، وأصيب تسعة آخرون في انهيار عقار، في محافظة الإسكندرية، إثر سقوط أمطار غزيرة.
ولقي خمسة أشخاص مصرعهم، قبل 10 أيام، في عاصفة مماثلة، أدت إلى غرق شوارع محافظة الإسكندرية، ما أدى لاستقالة محافظها هاني المسيري.
وفي الجيزة غربي العاصمة المصرية، توفي ثلاثة أطفال صعقا بالكهرباء جراء الأمطار الغزيرة الأسبوع الماضي، في حين شهدت محافظة الغربية حالتي وفاة وإصابة واحدة.
ويوم 29 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لقي مواطنان مصريان مصرعهما، وأصيب 10 آخرون، في حوادث متفرقة بسبب هطول أمطار غزيرة بمحافظة الإسماعيلية (شمال شرق).
أما المصريون، فواجهوا الأمطار بأربع وسائل، هي: قطع طرق في البحيرة والإسكندرية، وركوب قوارب صيد صغيرة، مثلما ظهر في مناطق في الإسكندرية وادكو في محافظة البحيرة، والعمل في مهنة عرفت في مصر للمرة الأولى، وهي النقل البشري، حيث يحمل شاب شخصا آخر لا يستطيع عبور الطريق بسبب مياه المطر لنقله إلى الجانب الآخر من الطريق، وعلى نحو ما ظهر في محافظة الإسكندرية.
وتقول الأرصاد المصرية، إن أجواء الطقس السيئ ما تزال مستمرة في مختلف أنحاء مصر.