شن الجيش الأمريكي ليل الخميس غارة جوية استهدفت "
الجهادي جون" البريطاني الذي ينتمي إلى تنظيم الدولة، وظهر في تسجيلات فيديو لإعدام رهائن، لكن لم يؤكد مقتله، فيما قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية إنهم متأكدون 99 في المئة من مقتله.
وأوضح متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (
البنتاغون) بيتر كوك، في بيان أنه لا يعلم ما إذا كان "الجهادي جون" واسمه الحقيقي محمد إموازي قتل.
وقال: "نحن بصدد تقييم نتائج العملية هذه الليلة (ليل الخميس)، وسنعلن عن معلومات إضافية بطريقة مناسبة".
وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية أن الغارة الجوية جرت في
الرقة؛ معقل تنظيم الدولة التي أعلنها التنظيم عاصمة له في شمال سوريا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الجمعة، إن الولايات المتحدة لا تزال تقيم الضربة التي استهدفت "الجهادي جون".
وأضاف أن الضربة تظهر أن أيام تنظيم الدولة "باتت معدودة".
من جانبها، نقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية على موقعها الإلكتروني عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنهم متأكدين بنسبة 99 في المئة أن "الجهادي جون" قتل في الغارة الأمريكية.
مشاركة بريطانية في العملية
في الأثناء، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الجمعة، إن بريطانيا شاركت في الضربة التي استهدفت "الجهادي جون" في سوريا، مضيفا: "إذا نجحت الضربة فإنها ستوجه ضربة لقلب تنظيم الدولة".
وتابع كاميرون أمام مقره في داونينج ستريت، بأن الضربة الأمريكية ضد "الجهادي جون" كانت جهدا مشتركا بين بريطانيا والولايات المتحدة، و"عملا من أعمال الدفاع عن النفس"، مضيفا القول: "كان هذا هو التصرف الصحيح".
وقال "ستوضح هذه الغارة لمن يريدون إلحاق الضرر في بريطانيا وشعبنا وحلفائنا، أن لدينا عزما لا يلين، ولا ننسى مواطنينا أبدا".
ووصف "الجهادي جون" بأنه "كان يمثل تهديدا للعالم"، وفق قوله.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، إن قياديا بريطانيا وثلاثة مقاتلين أجانب من تنظيم الدولة قتلوا في ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة في مدينة الرقة شمال سوريا.
ولم يذكر المرصد ما إذا كان القيادي القتيل هو المعروف باسم "الجهادي جون".
وذكرت شبكة التلفزيون "سي أن أن" وصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكيتان نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن الضربة الجوية نفذتها طائرة دون طيار، وأشارتا إلى أن الاستخبارات الأمريكية رصدت إموازي منذ أيام عدة.
وقال (البنتاغون) في البيان إن "إموازي وهو مواطن بريطاني، ظهر في تسجيلات فيديو في عمليات قتل الصحفيين الأمريكيين ستيفن سوتلوف وجيمس فولي، والعامل في القطاع الإنساني الأمريكي عبد الرحمن كاسيغ، والعاملين البريطانيين في المجال الإنساني ديفيد هينس وآلن هينينغ والصحفي الياباني كينجي غوتو ورهائن آخرين".
ومحمد إموازي الذي كان يعمل في البرمجة المعلوماتية في لندن، مولود في الكويت في 1988 لعائلة من البدون من أصل عراقي. وقد هاجر والداه إلى بريطانيا في 1993 بعد أن فقدوا الأمل بالحصول على الجنسية الكويتية.
تقول التقارير في بريطانيا إن هويته انكشفت بسبب خطأ ارتكبه على الإنترنت.
يطلق عليه الإعلام البريطاني اسم "الجهادي جون" أو "ذباح
داعش"، حيث يسود الاعتقاد بأنه هو الذي نفّذ أغلب عمليات الإعدام التي ظهرت في الفيديوهات.
وتأتي هذه الضربة بينما يقدم الجيش الأمريكي دعما جويا إلى هجوم واسع للمقاتلين العراقيين الأكراد (البشمركة) ضد تنظيم الدولة في جبل سنجار شمال العراق. كما تأتي قبل اجتماع دولي سيعقد السبت في فيينا للبحث في آفاق انتقال سياسي في سوريا.
ويسيطر تنظيم الدولة على مساحات واسعة في العراق وفي سوريا، التي تشهد منذ 2011 نزاعا يزداد تعقيدا وأسفر عن سقوط أكثر من 250 ألف قتيل.
لكن التنظيم يتراجع مؤخرا على ما يبدو تحت وطأة هجمات جيشي البلدين، وضربات الطيران الروسي (في سوريا)، والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة (في سوريا والعراق).
الجهادي جون
وأصبح "الجهادي جون" رمزا لـ"جلاد" تنظيم الدولة. وظهر في تسجيلات فيديو عدة لإعدام رهائن غربيين، مرتديا ملابس سوداء وملثما ومسلحا بسكين.
وظهر الرجل في لقطات لرهائن أمريكيين وبريطانيين ويابانيين بملابس برتقالية اللون قبل إعدامهم، مطلقا تهديدات بالإنجليزية وبلكنة بريطانية ضد حكومات بلدانهم. ولم يكن ظاهرا منه سوى عينيه.
وظهر إموازي في تسجيل فيديو للمرة الأولى في 2014 يتضمن قتل فولي (40 عاما) الصحفي المستقل البالغ من العمر 40 عاما، وقد فُقد في سوريا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، بقطع الرأس. وأثار التسجيل الذي حمل عنوان "رسالة إلى أمريكا" استياء العالم.
وأوضح التنظيم في هذا التسجيل أنه قتل فولي لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمر بشن ضربات على الجهاديين في شمال العراق.
وبعد أسبوعين، قتل الرهينة الأمريكي ستيفن سوتلوف بالطريقة ذاتها. وظهر في التسجيل "الجهادي جون".
وظهر أيضا في تسجيلات لإعدام البريطاني ديفيد هاينس الذي كان يعمل في القطاع الإنساني، وآلن هينينغ سائق سيارة الأجرة البريطاني في مانشستر، والأمريكي بيتر كاسيغ واليابانيين هارونا يوكاوا، ثم كينجي غوتو.
وتشير شهادات عن محمد إموازي إلى أنه كان شابا لندنيا من أصل كويتي، لا يعاني من أي مشاكل، وكان من هواة كرة القدم وألعاب الفيديو.