قتل مستوطنان إسرائيليان، وأصيب ثالث على الأقل بجروح، الجمعة، في هجوم ناري، واستشهد ثلاثة شبان فلسطينيون في مدينة الخليل في مواجهات مع جيش الاحتلال، أحدهم توفي بعد إصابته برصاصة في القلب.
هجوم
وأكدت مصادر إعلامية إسرائيلية أن مهاجمين فلسطينيين أطلقوا النار على سيارة كانت تقل سبعة مستوطنين إسرائيليين جنوب الخليل، مما أسفر عن قتل مستوطن في يبلغ من العمر (40 عاما) وآخر في يبلغ (18 عاما) وهم من عائلة واحدة، كما أصيب مستوطن ثالث، فيما قامت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بتمشيط المنطقة بحثا عن منفذي الهجوم.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن منفذي الهجوم نصبوا كمينا بالقرب من مستوطنة "عتنائيل"، ورصدوا سيارات المستوطنين حتى وصلت السيارة التي تنتمي لمستوطنة "كريات أربع"، والتي تقع سط مدينة الخليل، حيث أجبر المقاومون سيارة المستوطنين على تخفيف سرعتها وأطلقوا تجاهها 10 رصاصات.
وأكدت مصادر إعلام فلسطينية أن منفذي الهجوم قتلوا مستوطنين وأصابوا آخر، وتعمدوا عدم إصابة أطفال كانوا في السيارة.
وفي تعليق له على العملية، قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: "سنصل إلى القتلة السافلين ونحاكمهم كما فعلنا في السابق"، مؤكدا أن الاحتلال سيواصل مواجهة "الإرهاب في كل مكان مهما اقتضى الأمر".
بدوره، قرر وزير أمن الاحتلال موشيه يعالون، تعزيز تواجد قوات الاحتلال وإجراءاتها في منطقة الخليل بعد نجاح المقاومين الفلسطينيين في تنفيذ عملية إطلاق النار الأخيرة، حيث أكدت تقديرات أمنية للاحتلال لدراسة الوضع الراهن على ضرورة تعزيز تواجد قوات الاحتلال خلال لقاء جمع كل من؛ رئيس الأركان غادي ايزنكوت، ورئيس الشاباك يورام كوهن، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) هرتسي هليفي.
في السياق ذاته قامت قوات الاحتلال بإغلاق مدينة
الخليل بشكل كامل وتطويقها من جميع الاتجاهات، حسب ما أفاد الناشط الفلسطيني في مقاومة الاستيطان، عيسى عمرو.
وأوضح عمرو في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن قوات كبيرة من الاحتلال
الإسرائيلي تطوق المدينة من جميع الاتجاهات بأكثر من 15 حاجزا عسكريا.
ويشن الاحتلال حملة مداهمات وتفتيش واسعة بحثا عن منفذي عملية إطلاق النار والتي قتل خلالها مستوطنان إسرائيليان، إذ أكد عمرو أن الاحتلال "أغلق جميع قرى الخليل الجنوبية بالكامل، كما قام بإغلاق جميع مداخل ومخارج مدينة الخليل".
وكشف أن قوات كبيرة من الاحتلال تعمل على "مصادرة الكاميرات" المنتشرة في طرق مدينة الخليل؛ وذلك في إطار بحثها عن منفذي الهجوم.
شهداء
من جهة أخرى استشهد الجمعة، ثلاثة شبان فلسطينيين، أحدهم برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل المحتلة وهو حسن جهاد البو (22 عاما)، بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية التي أكدت أن الشهيد أصيب برصاصة في قلبه.
واستشهد محمود محمد عيسى الشلالدة (22 عاما) متأثرا بجراح أصيب بها خلال مواجهات مع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس الماضي، قرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بحسب وزارة الصحة.
فيما أوضح مصدر في المستشفى الأهلي في مدينة الخليل أن "محمود الشلالدة" دخل المستشفى مصابا بأربع رصاصات، وأجريت له عمليات جراحية عدة.
وكان الشلالدة شارك في مواجهات مع جيش الاحتلال، عقب تشييع جثمان شاب فلسطيني قتله الجيش الإسرائيلي إثر اقتحام قوات خاصة للمستشفى.
وأعلنت مساء اليوم وزارة الصحة، عن استشهاد لافي يوسف عوض (22 عاما)، نتيجة إصابته الخطيرة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بطنه، وذلك عقب وصوله مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله المحتلة.
الضفة
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني عراب فقهاء لـ"عربي21"، أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف التابعة للهلال من إسعاف الشبان الفلسطينيين، موضحة أنها أطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز على سيارات الإسعاف ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في بعض السيارات وإصابة أربعة مسعفين بالاختناق.
وأفادت فقهاء أن عدد المصابين وصل الجمعة إلى 262 مواطنا فلسطينيا في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة منهم؛ 42 بالرصاص الحي، و49 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و165 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع، وست إصابات بالسقوط والضرب من قبل جنود الاحتلال.
غزة
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في تصريح لـ"عربي21"، اليوم الجمعة ، أن معظم المصابين في المواجهات مع قوات الاحتلال التي اندلعت اليوم بالقرب من السياج الأمني في مناطق التماس أصيبوا في القدم اليسرى برصاص قناصي الاحتلال.
وأفاد القدرة بأن عدد المصابين وصل اليوم إلى 24 مواطنا فلسطينيا في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، منهم 17 بالرصاص الحي، وست بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والاختناق بالغاز المسيل للدموع.
واستخدم الجيش، قنابل الغاز، والرصاص الحي والمطاطي، لقمع المتظاهرين، الذين رشقوا الجنود الإسرائيليين بالحجارة، وحاولوا رفع الأعلام الفلسطينية على السياج الفاصل، وفق شهود عيان.
مباركة
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بدورها باركت عملية قتل المستوطنين جنوب الخليل والتي نفذها المقاومون الفلسطينيون، لأنها كما تؤكد "حماس" هي "الرد الطبيعي على استمرار جرائم الاحتلال"، جاء ذلك على لسان الناطق باسمها، حسام بدران.
واعتبر بدران في تصريح صحفي له اليوم وصل "عربي21" نسخة عنه، أن العملية "تمثل نقلة نوعية في مسيرة انتفاضة القدس"، واصفا إياها بـ"البطولية"، مؤكدا أنها "رسالة كرامة لأهالي الشهداء بأن المقاومة قادرة على تأديب المحتل وردعه من خلال اللغة الوحيدة التي يفهمها، وهي القوة والمقاومة بكل أشكالها"، كما باركت كل من حركتي الجهاد الإسلامي وحركة "الصابرين" العملية.
وانطلقت شرارة الانتفاضة الثالثة مع بزوغ شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، حيث تنوعت العمليات في مقاومة الاحتلال؛ ما بين طعن ودهس وإطلاق نار وغيرها من وسائل المواجهات الشعبية، وأسفرت المواجهات حتى الآن عن استشهاد 86 شهيدا فلسطينيا، بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية.
وتدور مواجهات في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بين شبان فلسطينيين عزل وقوات الاحتلال الإسرائيلية، كانت قد اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة الجيش والقوات الإسرائيلية.