قال باحثون الأربعاء، إن جينا اكتشف حديثا يجعل
البكتيريا أكثر مقاومة لأحدث طائفة من
المضادات الحيوية، قد رصد في البشر والخنازير بالصين، بما في ذلك عينات من البكتيريا ذات القدرة على نشر الأوبئة.
ووصف العلماء هذا الاكتشاف بأنه يبعث على القلق وطالبوا بوضع قيود عاجلة على استخدام طائفة "بوليمكسين" من المضادات الحيوية ومنها عقار "كوليستين" الذي يشيع استخدامه في تحصين الثروة الحيوانية.
وقالت لاورا بيدوك، أستاذة الكائنات الدقيقة بجامعة بيرمنجهام البريطانية التي طلب منها التعليق على هذا الاكتشاف: "يتعين الحد بأسرع ما يمكن من استخدام طائفة بوليمكسين مع وقف جميع الاستعمالات غير الضرورية له".
ووجد هذا الجين المسمى "أم سي آر-1" في البلازميدات - وهي نسخ من الحمض النووي يمكن نسخها بسهولة وتناقلها بين الأنواع البكتيرية المختلفة- باحثون تحت إشراف هوا لوي، من جامعة الزراعة بجنوب الصين، ونشروا نتائج البحث في دورية "لانسيت" للأمراض المعدية.
وقالوا إن ذلك يشير إلى "احتمالات مزعجة" لانتشار هذا الجين وتنوعه بين السلالات البكتيرية المختلفة.
وقال الفريق البحثي إن لديه أدلة على أن هذا الجين يتنقل بين السلالات البكتيرية الشائعة، مثل البكتيريا المعوية (إي كولاي) التي تسبب عدوى في المسالك البولية وإصابات أخرى وبكتيريا "كليبسييلا نيومونياي" المسببة للالتهاب الرئوي وغيرها.
وأضاف الفريق البحثي أن هذا يشير إلى أن الانتقال من المقاومة المحدودة للعقاقير إلى المقاومة الشاملة لها بات أمرا محتوما، وأنه على الرغم من اقتصار الجين على الصين الآن فقد يؤثر على
جينات أخرى ليستفحل في شتى أرجاء العالم.
ويشبه هذا الجين جينا آخر اكتشف في الهند عام 2010 اسمه "أن دي أم-1" واستفحل في شتى أرجاء العالم.
وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تتحور البكتيريا من خلال الطفرات لتصبح مقاومة للمضادات الحيوية المستخدمة في
علاج العدوى، ويؤدي الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أو إساءة استخدامها إلى زيادة كبيرة في نمو البكتيريا المقاومة للعقاقير.
وتؤدي العدوى بالبكتيريا المقاومة للعقاقير -بما في ذلك الصور المقاومة لعدة
عقاقير تعالج الالتهاب الرئوي والتيفوئيد والسيلان- إلى وفاة مئات الآلاف من البشر سنويا مع تزايد هذا التوجه.