اعتبر الإعلام
المصري المقروء قيام
تركيا بإسقاط طائرة "سوخوي24" روسية بعد انتهاكها المجال الجوي التركي، الثلاثاء، "لعبا بالنار" من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحرَّض
روسيا، ورئيسها فلاديمير بوتين، على الانتقام من تركيا، مبديا تعاطفه مع روسيا، ورغبته في إلحاق الأذى بتركيا.
يأتي ذلك برغم الصفعات التي تلقاها نظام حكم رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي من روسيا بقيادة فلاديمير بوتين في حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء نهاية الشهر الماضي، سواء بإعلانها سحب سائحيها من مصر، وعددهم قرابة ثمانين ألفا، علاوة على وقف رحلات طيرانها إلى مصر، وحظر استقبال رحلات "شركة مصر للطيران" بمطاراتها، والإعلان - من طرف واحد - وقوف عملية إرهابية وراء سقوط الطائرة، فضلا عن تهديد بوتين بتطبيق المادة "51" من ميثاق الأمم المتحدة، وتلميحه إلى التدخل العسكري في سيناء، بدعوى محاربة تنظيم الدولة "داعش".
وتلاعبت الصحف المصرية الصادرة الأربعاء - في عناوينها ومعالجتها - بحقائق المواجهة التركية - الروسية، وانحازت إلى الرواية الروسية التي تقول إن الطائرة كانت في الأجواء السورية، وإنها لم تخترق الأجواء التركية، واصفة اتباع تركيا للطرق الدبلوماسية في معالجة الموضوع بأنه "استنجاد" بدول
الناتو، "رعبا" من الرد الروسي.
وحاولت الصحف تهييج الرأي العام في مصر ضد تركيا، ودفعه باتجاه التعاطف مع روسيا، التي قدمها باعتبارها "ضحية"، على الرغم من عدوانها على سيادة دولة عربية هي سوريا، وتدخلها العسكري هناك.
وفي هذا الإطار، نشرت تلك الصحف صورة الطيار الروسي القتيل، ونقلت عمن دعتهم "خبراء" تحذيرهم من أن إسقاط تركيا الطائرة الروسية يعجل باندلاع الحرب العالمية الثالثة على الأراضي السورية، زاعمين أن إسطنبول تجرأت على موسكو، وأن رد بوتين سيكون قاسيا.
وفتحت الصحف صفحاتها لمن دعتهم خبراء روسا، ومنهم واحد اتهم أردوغان بالتخطيط للحادث.
وربطت بين الحادث واستقبال السيسي وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، وتصريحاته التي أكد فيها أنه يتعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب.
وروجت لما أطلقت عليه وصف "التحالف العسكري بين البلدين".
وأبرزت التوقيع على بروتوكولات التعاون العسكري بينهما.
وكشفت أن النائب العام المصري بحث مع وفد روسي تطورات الطائرة المنكوبة في "سيناء".
وزعمت صحيفة "الدستور" في مانشيتها أن "تركيا تستنجد بدول حلف "الناتو" رعبا من الرد الروسي"، مدعية أن الطائرة الروسية سقطت داخل الأراضي السورية في أثناء مهامها القتالية في ضرب "داعش"، وأن الطائرة كانت تطارد الإرهابيين الذين يبيعون النفط في تركيا.
وأضافت الصحيفة المصرية: "بوتين يكشف الغطاء الأمريكي القبيح ويؤكد تسترها على داعش في سرقة النفط وبيعه بسعر بخس لتركيا، ويعلن: لن نتسامح مع القتلة... والحادث عواقبه وخيمة".
وتساءلت الدستور: هل تستدعي تركيا الناتو لحماية تنظيم "داعش"؟
وأشارت الصحيفة إلى لقاء السيسي ووزير الدفاع الروسي، فقالت: "لقاء السيسي مع وزير الدفاع الروسي .. تعاون وتنسيق عسكري بين مصر وروسيا لمحاربة الإرهاب ودحره في سيناء".
وزعمت صحيفة "البوابة" أن "تركيا تلعب بالنار.. وتسقط طائرة روسية.. وبوتين: سنرد بقوة"، مشيرة في الوقت نفسه إلى رفع الشراكة بين مصر وروسيا إلى مستوى "التحالف العسكري".
صحيفة "الأخبار المسائي" الحكومية صدرت بعناوين ومعالجات مشابهة لنظيرتيها "الدستور"، و"البوابة"، وخصصت مانشيتها للقول: "بوتين يتوعد تركيا بـ"عواقب وخيمة".. وأردوغان يستنجد بـالناتو".
وادعت صحيفة "الأخبار" أن "أردوغان يجر تركيا لصدام مع روسيا"، مضيفة: "السيسي ووزير الدفاع الروسي: تنسيق لمواجهة تنظيمات الإرهاب".
وقالت صحيفة "الأهرام" إن دعوى انتهاك المجال الجوى التركي عدة مرات من جانب الطائرات الروسية، يتضارب مع حقيقة سقوط الطائرة في الأراضي السورية.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن خبير روسي (المعلق السياسي لصحيفة "كومرسنت" الروسية) ماكسيم يوسين، أن أردوغان خطط للحادث لوأد فكرة الائتلاف ضد تنظيم الدولة "داعش"!
وتبنت "الوطن" مقولات بوتين، دون توازن في العرض، فقالت: "بوتين ردا على إسقاط الطائرة الروسية: الأتراك أعوان الإرهابيين".
يذكر أن تركيا لا تعترف بنظام حكم السيسي، وتعتبره نظاما غير شرعي، ومنقلبا على الديمقراطية، ما جعل السيسي يحرك أدواته الإعلامية ضد تركيا والرئيس التركي، دوما، بحيث لا تمر مناسبة دون إساءة إليهما، واتهامات ملفقة، وآخرها مجلة "الإذاعة والتليفزيون"، المصرية الحكومية، التي اتهمت "أردوغان" بأنه يقف وراء التفجيرات التي شهدتها العاصة الفرنسية باريس أخيرا.