قال متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين إن الرئيس مستنفر تماما لمواجهة ما يعتبره الكرملين تهديدا غير مسبوق من تركيا بعد إسقاطها لطائرة حربية روسية بواسطة مقاتلة من نوع إف-16.
وفي تعليقات تعكس مدى غضب الكرملين بسبب هذا الحادث، وصف المتحدث ديمتري بيسكوف تصرف سلاح الجو التركي بأنه "جنون مطبق"، وقال إن تعامل أنقرة مع
الأزمة بعد وقوعها ذكره "بمسرح العبث".
وقال بيسكوف لبرنامج "نيوز أون ساترداي" التلفزيوني الروسي "لا أحد يملك الحق في إسقاط طائرة روسية غدرا من الخلف"، واصفا الدليل التركي الذي يزعم أن الطائرة الروسية وهي من طراز سوخوي-24 اخترقت المجال الجوي التركي بأنه "رسوم كرتونية".
وفي دلالة أخرى على التوتر بعد إسقاط المقاتلة الروسية، الثلاثاء، والذي أودى بحياة أحد الطيارين، نصحت وزارة الخارجية التركية مواطنيها السبت بتأجيل السفر إلى روسيا إلا في حالة الضرورة.
وقال بيسكوف إن الأزمة دفعت بوتين الذي يجهز وزراءه إجراءات اقتصادية انتقامية ضد تركيا "للاستنفار" بطريقة الجيوش في أوقات الأزمات.
وأضاف "الرئيس مستنفر.. مستنفر تماما.. مستنفر للحد الذي يقتضيه الموقف"، واستطرد قائلا "هذا الظرف غير مسبوق، هذا التحدي لروسيا غير مسبوق، لذا وبشكل طبيعي سيكون رد الفعل على قدر هذا
التهديد".
ويقول الرئيس التركي إن بلاده لن تعتذر عن إسقاط المقاتلة، لكنه قال السبت إن الحادث أصابه بالحزن، وأن قمة المناخ في باريس الأسبوع القادم قد تكون فرصة لإصلاح العلاقات مع موسكو.
وقال
أردوغان في خطاب تلفزيوني في مدينة باليكشهير بغرب تركيا "المواجهة لن تسعد أحدا، تركيا مهمة لروسيا بقدر أهمية روسيا لتركيا".
وقال بيسكوف إن بوتين على علم بطلب تركي له بالاجتماع مع الرئيس رجب طيب أردوغان على هامش قمة مؤتمر تغير المناخ في باريس هذا الأسبوع، لكنه لم يقدم أي دلالة على إمكانية عقد مثل هذا الاجتماع.
ونفى بيسكوف ما ذكرته صحف تركية بأن موسكو وأنقرة وقعتا اتفاقا يقضي بوقف تحليق الطائرات الحربية من كلا البلدين بطول الحدود السورية التركية، وقال إن العلاقات العسكرية بين البلدين تدهورت، وإنه قد تم تفكيك خط ساخن كان الغرض منه تجنب أي سوء فهم بين طياري البلدين.
وذكرت وكالة "تاس" للأنباء أن بيسكوف تحدث أيضا عن "مصالح معينة" لابن أردوغان في صناعة النفط. وسبق لبوتين القول إن نفطا ينقل من أراض سورية يسيطر عليها تنظيم الدولة يجد طريقه إلى تركيا.
وتحدث أردوغان عما وصفه بافتراء، وطالب أي شخص يردد هذه المزاعم بأن يدعم أقواله بدليل.
وقال بيسكوف إنه "لاحظ" أن وزير الطاقة التركي المعين حديثا بيرات ألبيرق صهر لأردوغان.
وقال إن عدد الأتراك في روسيا قد يصل لمائتي ألف.
وتابع "المهم هو أن يتمكن الجميع من استخدام التأثير كي نضمن على الأقل بعض المصداقية في نمط السلوك التركي، لا يجب أبدا إسقاط طائرات روسية".
وذكر الكرملين، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسوما يقضي بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا، مؤكدا أن هذه الإجراءات ستؤثر على الواردات من بعض البضائع التركية، وعلى عمليات الشركات التركية في روسيا، والاستعانة بأتراك في شركات روسية.
وقال المرسوم إنه سيتم فرض حظر على رحلات الطيران العارض من روسيا إلى تركيا وسيكون على شركات السياحة الروسية التوقف عن تنظيم رحلات لتركيا بالإضافة لمنع استيراد بعض المنتجات التركية.
وقال المرسوم أيضا إن قيودا ستفرض على عمليات الشركة التركية في روسيا، وعلى استعانة الشركات الروسية بموظفين أتراك، وأمر الحكومة الروسية بإعداد قائمة بالبضائع والشركات والوظائف التي سيفرض عليها القرار.
وصدر المرسوم الذي سيبدأ سريانه على الفور تحت عنوان "إجراءات لضمان الأمن القومي الروسي وحماية المواطنين الروس من أنشطة إجرامية وغير قانونية وتطبيق إجراءات اقتصادية خاصة ضد تركيا".
وبعض هذه الإجراءات مطبق بالفعل بشكل غير رسمي.
وتبيع تركيا لروسيا بصورة أساسية أغذية ومنتجات زراعية وأقمشة.
ووقع بوتين المرسوم قبل يومين من انطلاق قمة تغير المناخ في باريس التي قال أردوغان في وقت سابق السبت إنها قد تمثل فرصة لإصلاح العلاقات مع موسكو.