تشهد بلدة
سلوان بمدينة
القدس المحتلة مواجهات عنيفة مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عقب تشييع جثمان الشهيد المقدسي والأسير المحرر أيمن سميح العباسي (17عاما)، بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال الليلة الماضية خلال المواجهات التي وقعت في حي رأس العامود.
مواجهات ليلية مع قوات الاحتلال
وأكد الناشط المقدسي ومدير التعليم الشرعي في المسجد الأقصى ناجح بكيرات، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي "تفرضا حصار مشددا على بلدة سلوان، وتنصب العديد من الحواجز على بواباتها، وتغلق جميع مداخلها"، موضحا أن معظم أحياء بلدة سلوان (رأس العمود، وادي حلوة، حي البستان، وسط البلد، عين اللوزة وبئر أيوب) تشهد مواجهات ليلية مع قوات الاحتلال الخاصة وقوات حرس الحدود، استنكارا لاستشهاد الشاب العباسي.
وأضاف في تصريح خاص لـ
"عربي21": "هناك أكثر من 200 جندي إسرائيلي ينتشرون حاليا في حي سلوان، قاموا باقتحام بعض البيوت، واعتلاء بعضها"، مبينا أن أصوات قنابل الصوت والغاز والرصاص الحي والمطاطي "لم تنقطع".
وأشار الناشط المقدسي إلى أن "العديد من الأحياء المقدسية تتظافر وتتضامن مع بلدة سلوان"، مؤكدا أنه لا يمكن "السكون على ما يجري في داخل القدس من تصفية أبناء القدس بدم بارد".
وتوقع بكيرات، أن تمتد هذه المواجهات بشكل أكبر ليوم غد، وذلك نتيجة دعوة القوى الوطنية لتوسيع الأنشطة والفعاليات المقاومة للاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن مدينة القدس الآن على صفيح ساخن خاصة بعد عدم إدانة الاحتلال للمتهم الرئيس في قتل الطفل محمد أبو خضير قبل عام ونصف.
الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى
وللوقوف أكثر حول ما يجري في بلدة سلوان، أكد الناشط المقدسي فخري دياب لـ
"عربي21" من داخل أحد مراكز الشرطة الإسرائيلية، أن الوضع "متوتر جدا جدا"، مضيفا "لا يمكنني الحديث أكثر من ذلك لأني محاط بالعديد من أفراد شرطة الاحتلال".
وقال الناشط الذي يقيم في سلوان "الآن يتم إيقافي من قبل الاحتلال ويجري التحقيق معي بشكل متقطع"، مؤكدا أن هناك عشرات الإصابات والاعتقالات في صفوف أهالي بلدة سلوان، ومن الجدير ذكره أن سلوان والتي تعتبر الحامية الجنوبية والشرقية للمسجد الأقصى، تعتبر مركز استهداف مباشر للاحتلال من خلال الاستيلاء على المنازل وإقامة بؤر استيطانية.
واعلنت القوى الوطنية في مدينة القدس المحتلة أن اليوم هو "يوم غضب وحداد على أرواح
الشهداء"، داعية في بيان لها كافة أبناء الشعب الفلسطيني إلى التصعيد الميداني ومواجهة الاحتلال في كل مناطق التماس".
وهي دعوة تأتي في ظل استمرار "جرائم الاحتلال وسياسة الاغتيالات التي يقوم بها"، بحسب البيان الذي ندد "باستمرار سياسة احتجاز جثامين الشهداء".
استهدفت سيارة إسعاف بالرصاص
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الفلسطيني عراب فقهاء لـ
"عربي21" أن قوات الاحتلال أعاقت عمل سيارات الإسعاف، ومنعتها من الوصول إلى العديد من الإصابات في مدينتي قلقيلية وطولكرم بالضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن قوات الاحتلال استهدفت سيارة إسعاف بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط بشكل مباشر.
وأوضحت أن عدد الإصابات في مواجهات الإثنين في الضفة فقط، والتي تعاملت معها طواقم الهلال بلغت 16 بين الرصاص المطاطي والاختناق بالغاز.
وشهدت سلوان، الأحد، إضرابا تجاريا عم البلدة حدادا على استشهاد العباسي، كما شهدت العديد من مدن الضفة الغربية مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي خلفت منذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 106 شهداء فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، كما أصيب أكثر من 12 ألفا بينهم 23 طفلا وطفلة وأربع سيدات، وأكثر من 3 آلاف إصابة بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.