قال رئيس مجلس الشورى
الإيراني علي لاريجاني، إن بعض الدول تعمل على إدارة
الإرهابيين وليس التخلص منهم، منتقدا التحالف المكون من 60 دولة الذي لم يحقق نتائج على الارض، أثناء لقائه بوزير خارجية
اليونان.
وأعرب علي لاريجاني عن أسفه لعدم مواجهة الإرهاب على نحو جاد، منتقدا التحالف المكون من 60 دولة الذي لم يحقق نتائج على الأرض، لدى استقبال لاريجاني الاثنين في طهران، لوزير الخارجية اليوناني نيكولاس كوتزياس والوفد المرافق له.
في الاتجاه ذاته سجل وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس، أن تطوير التعاون بين بلاده وإيران يدعم أمن المنطقة، وأضاف كوتزياس في كلمة أمام ملتقى "إيران واليونان ..الفرص غير المكتشفة"، لأن أثينا تعتمد سياسة متعددة الأطراف فيما يخص الطاقة، ولأن الأهمية تكمن في هذا الإطار، بتطوير العلاقات الثقافية والتعليمية والاقتصادية مع إيران.
لقاء لاريجاني كوتزياس اعتبره مراقبون خطوة في طريق محاصرة
تركيا التي تعيش على وقع أزمة متصاعدة مع روسيا عقب إسقاط القوات الجوية التركية مقاتلة روسية خرقت حدودها.
في هذا الإطار، قلل الصحافي والمحلل السياسي التركي، محمد يوسف، من أهمية اللقاء بخصوص مستقبل علاقة إيران واليونان، وخطرها على تركيا.
وقال محمد يوسف في تصريح لـ"
عربي21"، إن العلاقة والتقارب بين اليونان وإيران لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يشكل خطرا على تركيا، لأن البلدين معا يعتبران شريكان لتركيا.
وتابع محمد يوسف، "فرغم الخلافات بين تركيا وإيران في ملفات سوريا واليمن ومصر، فإن التعاون
الاقتصادي بين البلدين متنوع وفي أحسن حالاته، كما أن مواطني البلدين معفيون من تأشيرات دخول البلدين".
وأضاف المحلل التركي، أن "اليونان ورغم العداء التاريخي المستحكم بين البلدين، وقضية قبرص، إلا إن العلاقة بين البلدين جيدة جدا، ولا ادل على ذلك من حضور رئيسي حكومتي البلدين أوغلو وتسيبراس قبل 10 أيام مباراة ودية لكرة القدم بين المنتخبين الجارين".
واستبعد محمد يوسف أن "تكون للمتغيرات في المنطقة أي تأثير على العلاقة بين البلدان الثلاثة، على اعتبار أن تركيا لا تعتمد على هذين البلدين في حاجاتها الاقتصادية، بالإضافة إلى أنها منفتحة على العالم من حيث تنوع الموارد وتعددها".
وقال كوتزياس إن اقتصاد اليونان يتكامل مع الاقتصاد الإيراني وهو ما يسهل عملية التعاون، حيث إن تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين تسهم في أمن المنطقة، مؤكدا دور التجار والمستثمرين في تثبيت هذا التعاون.
وأوضح أن الدبلوماسية اليونانية والإيرانية بإمكانها تحديد أطر تسهم بدورها بتنمية العلاقات، وأن إبرام الاتفاقيات الجيدة والمنسجمة من شأنه دفع العلاقات الثنائية.
واعتبر وزير خارجية اليونان أن سياسات الحظر المفروض على إيران، مجحفة وتتناقض مع جوهر الاتحاد الأوربي معربا عن أمله بإلغائها في أسرع وقت ممكن.
إلى ذلك شدد لاريجاني على ضرورة اتخاذ الاتحاد الأوربي مقاربة واضحة في مكافحة والسيطرة على الإرهاب، مضيفا أن الكثير من الدول الأوربية باتت تعي خطر الإرهاب واتخذت خطوات عملية إلا أنه يتعين على الجميع إدراك الخطر الذي يشكله الإرهاب والإحجام عن دعم المجموعات الإرهابية ماليا وعسكريا لعدم زيادة أوضاع المنطقة تدهورا.
وأكد لاريجاني على الدور المؤثر للغرف التجارية لكلا البلدين في تطوير التعاون الثنائي اقتصاديا.
من جهته أشار وزير الخارجية اليوناني نيكولاس كوتزياس، إلى ظاهرة الإرهاب والدعم التي يتلقاه من بعض الدول، معتبرا أنه يأتي نتيجة المشاكل الثقافية والفقر، وأن دولا أخرى تستغل هذه الاحتياجات لإدارة الإرهاب.
وأكد كوتزياس أنه على الغرب والاتحاد الأوربي منع زعزعة أمن المنطقة والعالم عبر استغلال بعض الدول للإرهاب بغية تحقيق مصالح اقتصادية وسياسية.
وأعلن وزيرخارجية اليونان نيكولاس كوتزياس، أن رئيس وزراء بلاده اليكسيس تسيبراس سيزور طهران خلال الشهرين المقبلين.