بثت "مؤسسة" الفرات الإعلامية التابعة لتنظيم الدولة، إصدارا مرئيا بعنوان "فرسان الشهادة"، تضمن مفاجأتين، هما، ظهور مغني الراب الألماني دينيس كاسبرت (أبي طلحة الألماني)، بعد تأكيدات أمريكا مقتله في وقت سابق، وتوثيق الجلسة الوداعية لعناصر التنظيم مع الطبيب السعودي فيصل شامان العنزي.
"أبو طلحة الألماني"، المعروف أيضا بـ"ديسو دوغ"، أثنى خلال الإصدار على رفيقه "أبي ياسر الألماني"، الذي فجر نفسه في
العراق، منتصف العام الماضي.
ودعا "أبو طلحة"، جميع المسلمين في بلده ألمانيا إلى الالتحاق بـ"ركب الخلافة"، معبرا عن سعادته البالغة بالعيش تحت حكم التنظيم.
ويعد هذا الإصدار هو الأول الذي يظهر فيه "أبو طلحة الألماني" منذ نيسان/ أبريل الماضي، وهو ما دفع إليسا سميث المتحدثة باسم البنتاغون في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، للقول إن "غارات التحالف قتلت الجهادي الألماني المعروف في محافظة الرقة".
وفي السياق ذاته، ظهر الطبيب السعودي فيصل شامان العنزي (25 عاما)، في الإصدار ذاته، أثناء الجلسة الوداعية لعناصر التنظيم مع شخصين ملثمين، يُعتقد أن أحدهما هو "أبو ياسر الألماني".
وبدا العنزي الذي ارتدى حزاما ناسفا مسرورا للغاية أثناء حديث رفيقه الألماني، ولم يزد على قول "الله أكبر، الله أكبر"، قبل أن يعانق رفاقه وهو يضحك.
وفي نهاية الإصدار، ظهرت ثلاث لقطات لثلاثة انفجارات في منطقة واحدة، وهي الانفجارات التي نفذها فيصل العنزي، ورفيقاه الملثمان.
وكان
تنظيم الدولة قد أعلن عن مقتل العنزي في تموز/ يوليو من العام الماضي بتفجير نفسه في مقر لقوات البيشمركة بكركوك، فيما نفت عائلة الطبيب الناشئ ما قاله التنظيم، موضحة أن ابنها قُتل بغارة للطيران العراقي.
ورغم تأكيد تنظيم الدولة لروايته حينها، ونشره صورة من الإصدار الذي تم بثه أمس، فإن الوسط السعودي انحاز بنسبة كبيرة إلى رواية الأهل، لا سيما أن عمل "أبي شامان الجزراوي" كما يُلقب، هو عمل خدماتي فقط، إذ إنه كان يعمل طبيبا في الرقة وحمص ابتداءً، قبل أن ينتقل إلى العراق.
يشار إلى أن تنظيم الدولة نشر في الثالث عشر من شهر رمضان قبل الماضي، بيانا جاء فيه: "انطلق فارس من فرسان الشهادة الاستشهادي البطل أبو شامان الجزراوي بسيارته المفخخة ليقتحم سيطرة المدخل الجنوبي في منطقة 1 حزيران، ما أدى لقتل وجرح أكثر من 30 من مرتدي البيشمركة ولله الحمد. نسأل الله أن يتقبل أخانا في الفردوس الأعلى".