أدى انفجار وقع قرب المنطقة العسكرية الرابعة في مدينة عدن جنوب اليمن صباح الأحد، إلى مقتل محافظ عدن جعفر محمد سعد وثمانية من مرافقيه، فيما اغتيل ضابطا في الجيش اليمني في عدن برصاص مجهولين، عقب ساعات من اغتيال المحافظ.
وقالت مصادر محلية إن الانفجار استهدف سيارة المحافظ أثناء مرورها بين منطقتي غولد مور والفتح.
وأشارت مصادر إلى أن الانفجار تم بواسطة سيارة مفخخة استهدفت سيارة المحافظ ومرافقيه.
من جانبه، أعلن تنظيم الدولة في بيان مسؤوليته عن الانفجار الذي قتل محافظ عدن.
وقال التنظيم عبر بيان نشره بحسابه الرسمي في "تليغرام"، إن "هذه العملية الأمنية تم التخطيط لها بدقة، وأسفرت عن قتل المرتد رأس الكفر جعفر سعد وثمانية من زبانيته، وحراسه".
وتابع البيان: "نعد رؤوس الكفر في يمن الإيمان، والحكمة، بعمليات تقطف رؤوسهم العفنة، وبإذن الله لن يهنأ لهم عيش، ولن تطيب لهم الحياة، وفينا عين تطرف".
وواصل البيان تهديده لجميع المسؤولين في اليمن: "الأيام بيننا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
من جهة أخرى قال مصدر أمني يمني، إن مسلحين مجهولين، اغتالوا بعد ظهر الأحد، ضابطاً في الجيش اليمني بمدينة عدن، عقب ساعات من اغتيال محافظ المحافظة اللواء جعفر محمد سعد.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية، أطلقوا النار على ضابط في الجيش، يدعى "عنتر الباخشي"، في مدينة إنماء السكنية.
وأشار المصدر إلى أن الباخشي، الذي ينتسب الى لواء "رماه"، لقي حتفه على الفور، بالقرب من منزله بالمدينة السكنية، فيما فر الجناة إلى مكان مجهول.
بدوره شكل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، لجنة تحقيق في حادث اغتيال محافظ عدن، اللواء جعفر محمد سعد، وثمانية من مرافقيه، صباح اليوم الأحد.
وقال مصدر في الرئاسة اليمنية، إن "الرئيس هادي شكل لجنة تحقيق في الحادث، الذي أودى بحياة محافظ عدن اليوم، والكشف عن ملابساته".
وفي تعليق له اعتبر نائب الرئيس
اليمني، رئيس الحكومة، خالد بحاح، أن
اغتيال محافظ
عدن، "سيشكل فارقا كبيرا في المعادلة".
وفي تدوينة له على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال بحاح إن "الوقت يمضي دون أن نعمل معاً من أجل إيقاف المزيد من الانفلات".
وأضاف "الكثيرون حتى الآن يحاولون استيعاب الموقف، ولا ينبغي أن نطيل في ذلك، ولا مجال للتنظير والتوجيه، نحتاج إلى العمل بروح الفريق الواحد سلطة ومقاومة وجميع أبناء هذا الوطن".
ووصف رئيس الوزراء، اللواء سعد، بأنه "كان أبرز رجالات التحرير والعقول المدبرة للوصول إلى النصر في عدن"، معتبرًا أن "رحيله قطعا سيشكل فارقا كبيرا في المعادلة".
وتابع قائلاً: "لن نألوا جهدا في جميع أجهزة الدولة، لتعقب خيوط هذه الجريمة البشعة، والأخذ بقوة على المتورطين فيها، وتعقب منابع تلك الجماعات المتطرفة، ومن يقف خلفها"، داعيا جميع اليمنيين إلى "التحلي بالشجاعة وتضافر الجهود".
وكانت الرئاسة اليمنية، نعت الفقيد ومرافقيه، وقالت في بيان لها، نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، إنها "لن تقبل مطلقا بخلط الأوراق في البلاد، من خلال الاغتيالات المنظمة، وممارسة الإجرام والإرهاب".
ويعد اللواء الركن جعفر محمد سعد، من القيادات العسكرية في الجيش اليمني، التي نسقت مع القوات الإماراتية في الحرب ضد مسلحي الحوثي، وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح أثناء حربها على عدن.
وعين جعفر محافظا لعدن بقرار جمهوري، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ومكث في منصبه قرابة شهرين قبل اغتياله اليوم.
وتشهد مدينة عدن، التي عاد إليها الرئيس عبد ربه منصور هادي، منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اضطرابات أمنية، واغتيالات، طالت قيادات عسكرية ومدنية موالية للحكومة اليمنية.
وتوجد في عدن قوات برية سعودية وإماراتية وسودانية، بجانب قوات من الجيش الوطني الموالي للشرعية، فيما تسيطر جماعات مسلحة على بعض من أحيائها، وخاصة حي "التواهي"، وينتشرون في شوارعها بحرية، وفقا لسكان محليون.