توقع عضو حركة "
تمرد"، والمتحدث الإعلامي السابق باسمها، مسعد
المصري، الذي يعد أحد مؤسسيها، سقوط نظام رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي "قريبا"، مضيفا أن البرلمان القادم لن يكون معبرا عن الشعب، وأن وظيفته ستنحصر في تمرير القوانين الموجودة حاليا فقط.
جاء ذلك في حوار له مع صحيفة "النبأ" الصادرة هذا الأسبوع.
وأعرب عضو "تمرد" عن ندمه على المشاركة في حملة "تمرد" التي انطلقت لجمع توقيعات لـ"إسقاط الإخوان"، قبل 30 يونيو، مؤكدا أنها لا تستحق وصف الثورة، وأنها ليست مكملة لثورة 25 يناير.
وهاجم المصري مؤسس حركة "تمرد"، محمود بدر، قائلا: "لو نزل الشارع سيُضرب على قفاه (مؤخرة رقبته)"، واصفا الإعلاميين بأنهم "مطبلاتية للنظام".
وفي البداية، قال إن "شعبية السيسي قلّت في الشارع المصري، وأتوقع سقوطه في الفترة القادمة بسبب الحاشية اللي حواليه، التي ستسهم في التعجيل بإسقاطه، فالسيسي لم يقدم أي شيء للشعب المصري حتى الآن، وأتى بمجموعة من المنافقين لتدعيمهم، ولم يعط للشباب أي فرصة للمشاركة في الحياة السياسية".
وعن توقعه للبرلمان المقبل، قال إن "البرلمان القادم سيعمل للمصالح، ولن يعبر عن الشعب، ومهمته ستكون تمرير القوانين، وتقوية مركز السيسي".
وبالنسبة للإعلام المصري، قال: "الإعلام المصري أصبح موجها، وهدفه تضليل الشعب، وبعض الإعلاميين أصبحوا مطبلاتية، وسيتسببون في إسقاط شعبية السيسي، والبعض الآخر يساعدون على إفساد العقول بعروض الشعوذة، والجهل"، وفق قوله.
وحول المصالحة مع الإخوان، قال إن "المصالحة مع الإخوان واردة، لكن لا بد أن ننزل الشارع باستمارات لأخذ رأي الناس، كما أنهم يجب أن يتراجعوا عما يقومون به، حتى يتم الترحيب بهم في الحياة السياسية، فالإخوان فصيل قوي جدا، ويملك قيادات لها خبرات كبيرة، والمصالحة معهم ستساعد على تقدم مصر"، على حد قوله.
ومجيبا عن سؤال: "لو عاد بك الزمن إلى الخلف من جديد.. هل كنت ستشارك في حث الشعب على التوقيع لحركة تمرد؟"، قال: "بالطبع: لا، ولم أكن لأنزل نهائيا بورقة تمرد، فالمشهد الموجود حاليا، ليس هو الذي كنا نحلم به، فقد فوجئنا بأن من يتحكم في مصر الآن، مجموعة يريدون مصالحهم الشخصية، متناسين مصلحة الشعب".
وأعرب عضو حركة "تمرد" السابق عن ندمه على تولية السيسي، قائلا: "وقتها لم يكن أمامنا غيره، لكني الآن زعلان (غضبان) لوجوده في الحكم، فقد وعد بالحرية، لكن لا يوجد أي حرية في عهده".
وعن امتلاكهم الجرأة الآن للنزول بورقة "تمرد" ضد السيسي، قال: "هذا القرار تمت مناقشته في الحركة، ولدينا الجرأة للقيام بذلك، لكن مصيرنا سيكون المعتقلات بمجرد نزولنا للشارع، فنحن الآن في دولة، الحرية فيها تعني السجن، ولو نزلنا الشارع مش هانرجع بيوتنا، والسؤال الأهم: هل الدولة ستسمح لنا بالمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة؟ أعتقد: لا.. لأن الدولة راضية ببقاء السيسي".
ومجيبا عن سؤال: "هل معنى ذلك أنه لولا دعم الدولة لتمرد ضد مرسي لكان مصيرها الفشل؟"، قال: "الكل يعلم أنه في أثناء نزولنا للتمرد ضد الإخوان، كانت الدولة تساندنا، وتساعدنا، وكانوا موجودين وسطنا، ويشجعوننا، وسمحوا لنا بالنزول، وحث الشعب على المشاركة، ومش هاقدر أنكر ذلك؛ لأنها حقيقة، وإن كانت غائبة عن البعض".
وعن رأيه في
الانتخابات البرلمانية الأخيرة، قال: "كانت لدينا رؤية مسبقة، تقضي بمقاطعة هذه الانتخابات، لأنها ضمت أعضاء الحزب الوطني المنحل، وكذلك اعترضنا على قائمة في حب مصر، لأنها تابعة للدولة، وتحدثنا من قبل مع المستشارة تهاني الجبالي عن هذه القائمة، لكنها لم تصدقنا، إلا بعد ما حدث في الانتخابات، وقالت لنا: صدقتم في كل شيء".
وحول تجاوزات هذه الانتخابات، قال: "رصدنا تجاوزات في عدد من الدوائر، أهمها سيطرة المال السياسي، وكانت المبالغ المالية تدفع للناخبين، من بعض المرشحين، خاصة في دائرة شبرا مصر، حيث وصل سعر الصوت إلى 1500 جنيه، وكانت الرشاوى الانتخابية السمة الرئيسة لهذه الانتخابات بمراحلها".
وقال: "ليس اكتساح حزب المصريين الأحرار إلا نتيجة لكثرة المال الذي دفعه نجيب ساويرس، مؤسس هذا الحزب"، وفق قوله.
وعن تقويمه لفوز "محمود بدر" في هذه الانتخابات، قال: "لا يعقل أن يكون محمود بدر عضوا في البرلمان، بعد أن كان مجرد بوسطجي (رجل بريد) في جريدة صوت الأمة، لا تزيد مهمته عن حمل الخطابات".
وأضاف المصري: "تقدمنا ببلاغ للنائب العام نتهمة بالتربح لبيان من أين جاء بالأموال التي يمتلكها الآن؟ وكيف وصل رصيده في البنوك إلى 24 مليون جنيه، وكيف أصبح يمتلك سيارتين؟".
وتابع القول: "محمود بدر تاجر باسم السيسي، ويقول أنا السيسي التاني، فهو لم ينجح في نظر الناس، وأتحداه أن ينزل الشارع؛ لأنه "لو نزل ها ينضرب على قفاه، فقد ضحك علينا، وعلى الشعب".
وبالنسبة لخسارة عضو حركة "تمرد" السابق (المستقيل من الحركة) محمد عبد العزيز في الانتخابات، قال المصري: "محمد عبد العزيز، كان لازم يخسر لأن الدولة مش عايزاه ينجح، لكونه معارضا حقيقيا، والدولة مش عايزة معارضين في البرلمان، إنما عايزة اللي يقول نعم، وخلاص".
وحول آخر أنشطة الحملة حاليا، قال: "نظمنا حملة ضد السبكي، وجمعنا 25 ألف توقيع على استمارات تمرد، احتجاجا على أفلامه، نظرا لما ينتجه من أعمال مخالفة لعاداتنا وتقاليدنا، والآن نستعد لتنظيم حملة لجمع استمارات تمرد، لإلغاء الحصانة البرلمانية، لوجود رجال الحزب الوطني (المنحل) به".
وأخيرا، اعتبر المصري "25 يناير" ثورة حقيقية، وأشار إلى أن معظم قياداتها داخل السجون، أو في القبور، وفق تعبيره.