تناولت صحيفة دي فيلت الألمانية ردود الفعل المنددة والغاضبة في أعقاب التصريحات
العنصرية التي أدلى بها المرشح للرئاسة في أمريكا، دونالد
ترامب، ضد
المسلمين، وقالت إن ترامب بأفكاره "الفاشية" يمكن اعتباره موسوليني هذا العصر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إدارة باراك أوباما التي عرفت بهدوئها وتجنبها للجدال، خرجت عن صمتها إثر تصريحات ترامب التي طالب فيها بمنع دخول المسلمين لبلاد، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، إن "حملة ترامب تقوم على الشعارات الفارغة والكذب والتزييف، حتى إن شعره مزيف وليس طبيعيا".
وأضافت أن الانتقادات الموجهة لترامب لم تأت فقط من خصومه، بل أيضا من زملائه في الحزب الجمهوري، وحتى من الصقور الذين دفعوا نحو غزو العراق، وأكبر المتطرفين المدافعين عن التعذيب، على غرار ديك تشيني، الذي قال إن "طرح فكرة منع قدوم المسلمين والحديث عن إقصاء ديانة كاملة، هو أمر مخالف لمبادئ الولايات المتحدة".
كما قال رئيس مجلس النواب الأمريكي، بول ريان، إن "موقف ترامب لا يعبر عن موقف المحافظين، وليس ما يدافع عنه الحزب الجمهوري، ولا يعكس حقيقة الولايات المتحدة، إذ إن المسلمين يخدمون في الجيش الأمريكي ويموتون من أجل بلدهم، ويعملون بجد ويدافعون عن دستور البلاد".
وأشارت الصحيفة إلى أن بقية مرشحي الحزب الجمهوري فضلوا النأي بأنفسهم عن موقف ترامب. كما وصفته الكاتبة في صحيفة الواشنطن بوست بأنه "موسوليني هذا العصر"، أما المؤرخ العسكري ماكس بوت، الذي كان قد وصف ترامب في السابق بأنه فاشي، فقد اعتبر أن تصريحاته الأخيرة ضد المسلمين تؤكد أن هذا الوصف ينطبق على ترامب.
كما قالت الصحيفة إن ردود الفعل امتدت إلى كندا، ورغم أن رئيس الوزراء الجديد جاستن ترودو تجنب التدخل المباشر في
الانتخابات الأمريكية، فإن الجميع يعلمون موقفه من هذه الأفكار العنصرية. وقد ألمح إلى موقفه مؤخرا، حين قال إن "الكنديين رفضوا خلال الحملة الانتخابية الانصياع لسياسات التخويف والتقسيم". وكان أعضاء في مجلس النواب عن مقاطعتي فانكوفر وتورنتو، قد طالبوا بإزالة اسم ترامب من الأبراج التي يملكها في المدن الكندية.
كما ذكرت الصحيفة أن ترامب حاول تبرير تصريحاته، عبر الحديث عن وجود أحياء في لندن وباريس لا يمكن للشرطة دخولها بسبب تفشي التطرف فيها. وقد جاءه الرد سريعا من عمدة لندن، بوريس جونسون، الذي قال: "معدلات الجريمة في لندن هي نفسها في نيويورك، والسبب الوحيد الذي قد يمنعني من زيارة بعض المواقع في نيويورك، هو خطر مصادفة ترامب في الطريق".
وقالت الصحيفة إن ترامب لن يكون مرحبا به في بريطانيا، بعد إطلاق عريضة عبر موقع مخصص للعرائض البرلمانية (وقعها أكثر من 500 ألف شخص حتى الآن)، تطالب بمنع ترامب من زيارة بلدهم، لأنه ارتكب "جريمة كراهية". وقال الموقعون إن "بريطانيا طبقت هذا الإجراء في السابق على عدة أشخاص مارسوا التحريض، واليوم يجب عليها أن تواصل تطبيق القانون على الأغنياء وأصحاب النفوذ أيضا، وليس على الفقراء فقط".
ورجحت الصحيفة أن تتسبب زلة ترامب الأخيرة في خسارته لمزيد من المساندين، وهو ما يدفع الحزب الجمهوري نحو التفكير بجدية في إزاحته من السباق ليكون ممثلا له في الانتخابات الرئاسية، لأن قادة الحزب يعلمون جيدا أن تصرفاته غير المسؤولة قد تحدث ضررا بالغا بسمعة الحزب تستمر آثاره لوقت طويل، خاصة أنه لا يمكن لأي حزب الفوز بأية انتخابات في أمريكا بالاعتماد فقط على أصوات شريحة الناخبين التي يوجه لها ترامب خطابه.
واعتبرت الصحيفة أن ذلك يزيد من إمكانية تقدم ترامب للانتخابات الرئاسية في سنة 2016 كمرشح مستقل. وهو أمر لم يستبعده ترامب، الذي يلوح دائما بأنه يتمتع بشعبية تمكنه من الترشح بمفرده، دون الحاجة لدعم الحزب الجمهوري.