قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الثلاثاء، إن
تركيا ستشن حملة على المسلحين الأكراد في جنوب شرق البلاد لمنعهم من "نشر الحريق" من العراق وسوريا إلى تركيا، يأتي ذلك مع اندلاع العنف مجددا في تركيا.
ومنذ انهيار وقف لإطلاق النار مع
حزب العمال الكردستاني في تموز/ يوليو يشهد جنوب شرق البلاد ذو الأغلبية الكردية اشتباكات كثيفة بين قوات الأمن ومقاتلي الحزب وخضعت مناطق منه مرارا لحظر التجول.
واندلعت اشتباكات في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء في ديار بكر، وقالت مصادر أمنية إن شرطيا أصيب.
وقال شهود عيان إن أصوات إطلاق نار وانفجارات دوت ليل الاثنين في بلدة نصيبين على الحدود السورية بعد فرض حظر للتجول، وتسبب انفجار في قطع الكهرباء عن بعض المناطق، في حين أطلقت
الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدفعا للمياه ضد محتجين.
وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة، إن قوات الأمن ستشن حملة على مقاتلي حزب العمال الكردستاني لإحباط مساعي "نشر الحريق" من العراق وسوريا إلى تركيا.
وقال "العمليات الأمنية جارية، وسنحول كل المناطق بما فيها الجزيرة وسيلوبي داخل حلقة النار هذه إلى مكان للسلام والاستقرار والحرية."
وقال شهود إن عربات مدرعة للشرطة نشرت على التلال المطلة على بلدتي الجزيرة وسيلوبي، القريبتين من الحدود السورية والعراقية واللتين فرض عليهما حظر التجول مساء يوم الاثنين، وإن الشوارع كانت هادئة ليل الاثنين.
وأضافوا أن بوابة الخابور الحدودية المؤدية إلى العراق والتي تقع على بعد نحو 18 كيلومترا جنوبي سيلوبي أغلقت ليل الاثنين نتيجة لحظر التجول وإغلاق الطريق السريع الرئيسي الذي يمر بالبلدة.
وقال داود أوغلو إن الجيش بسط السيطرة على طول الحدود الجبلية العراقية بعد "تطهير الجبال من الإرهابيين"، وإن حزب العمال الكردستاني ركز بعد ذلك على تأليب الناس على الدولة في المناطق الحضرية.
وتابع يقول "لن نقدم تنازلات للإرهاب ولن نتسامح بأي حال مع تلك الهياكل التي تمثل دمى في أيدي قوى خارجية مختلفة تريد جر تركيا إلى مستقبل مظلم."
واستشعر عبد القادر سلوي، كاتب العمود بصحيفة "يني شفق" الموالية للحكومة، من تعليقات داود أوغلو الأخيرة أن الترتيبات جارية لتصعيد العمليات ضد حزب العمال الكردستاني.
وقال "سيكون التركيز هذه المرة في العمليات على الجنود بدرجة أكبر. تحدث رئيس الوزراء بحزم شديد وقال "سيتم تطهير كل المناطق من العناصر الإرهابية".. من شارع لشارع ومن بيت لبيت إذا لزم الأمر."
ووفقا لمعلومات جمعتها مؤسسة حقوق الإنسان في تركيا، فقد فرضت السلطات 52 حظرا للتجول منذ منتصف أغسطس/ آب في سبع أقاليم في المنطقة، مما أثر على مناطق يسكنها نحو 1.3 مليون شخص.
وبدأ حزب العمال الكردستاني تمرده عام 1984، وقتل أكثر من 40 ألف شخص في النزاع منذ ذلك الحين.
وتوقفت محادثات السلام بين الحزب والدولة في وقت سابق هذا العام. وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا الحزب كمنظمة إرهابية.