أظهر مقطع فيديو تورط النائبة القبطية مارغريت عازر، عضو مجلس النواب عن قائمة "في حب
مصر" الموالية لرئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، في شراء أصوات انتخابية بدائرة الشرابية والزاوية الحمراء بمحافظة القاهرة، خلال الانتخابات الأخيرة التي أجريت على مدى الشهرين الماضيين، للفوز بمقاعد مجلس النواب المزمع عقد أولى جلساته قبل نهاية الشهر الحالي.
واعتبرت صحيفة "اليوم السابع - التي نشرت مقطع الفيديو عبر قناتها على موقع "يوتيوب"، الأحد - أنه "أخطر مقطع فيديو، لشراء الأصوات في الانتخابات
البرلمانية، بدائرة الشرابية والزاوية الحمراء بمحافظة القاهرة"، مشيرة إلى أن ذلك تم في حضور النائبة المذكورة لجلسة التفاوض مع السمسار، إذ أبلغها الأخير بأن معه 450 بطاقة لناخبين، فيما سألته النائبة، عن سعر الصوت، بقولها: "عايز كام".
ويكشف الفيديو جلسة "فصال" بين سمسار انتخابات وسيدة بمكتب صديق عفيفي، المرشح الخاسر بدائرة الزاوية الحمراء والشرابية، ليقوم السمسار بعرض أعداد البطاقات، وأماكن تواجدها، وتدخل معه سيدة بالمكتب في وصلة من "الفصال"، والاستفسار، والتفاوض معه بشأنها، قبل أن تنضم إليهم النائبة مارغريت عازر.
وتتولى مارغريت في مقطع الفيديو توجيه الأسئلة والتفاوض مع السمسار، وسط حوار مفصل بين السيدة الموجودة في المكتب والسمسار نفسه، ويلي ذلك تفاوض حول المبالغ المالية، وعدد البطاقات، وأسماء الناخبين، الذين تمكن السمسار من جمع أصواتهم، ووصل عددهم في الفيديو إلى نحو 450 صوتا.
ويدور حوار في الفيديو، يقول فيه السمسار: "إحنا بنلم بطايق من النهاردة، وبنيجي يوم الانتخابات بندخلها على الكمبيوتر"، ملوحا بيده بإحدى صور البطاقات التي حصل عليها، لتقاطعه السيدة الموجودة بالمكتب: "إديني بطاقاتهم عشان نجيب رقم اللجنة عشان نتأكد بالضبط".
ويقول السمسار: "أنا معي صور بطايقهم أهي، وكل حاجة"، فتسأله السيدة: "إنت جايب بطايقهم؟"، فيجيب: "آه.. طبعا". فتسأله: "كويس.. حلو معاك أد إيه؟"، فيجيب: "حوالي 450".. فتسأله: "صوت؟"(تقصد صوتا انتخابيا)، فيقول: "آه .. صوت.. اللي هم موجودين في الواقع معانا هنا"، فتسأله: "كم مدرسة؟"، فيجيب: "أكثر من 6 مدارس". فتتفحص البطاقات ثم تقول: "دول كلهم عبد المنعم.. دول 400؟"، فيرد السمسار بالإيجاب.. قائلا: "حلو".
ثم تدخل النائبة مارغريت عازر إلى المكتب، وتجلس في مواجهة السمسارين، وتسأل: "هي البطايق دي بتاعة مين؟"، فيجيب السمسار: "محمد حسني حضرتك دا أخ فاضل لينا.. ومتربي معانا.. ودا من حكر السكاكيني"، فتقول: "طيب ما انتوا ليكوا تلات مرشحين"، فيقول: "آه ما أنا فاهم".
ثم تسأله مارغريت عازر، أو السيدة الأخرى الموجودة بالمكتب: "قوللي.. طيب يا حاج".. فيقول السمسار: "حضرتك كلك نظر"، فتقول: "قولي انت بس عايز إيه؟". فيقول السمسار: "اللي حضرتك شايفاه" (!).
وبذلك ينتهي الحوار بين السمسار والنائبة مارغريت عازر والسيدة الموجودة في المكتب الذي قيل إنه مكتب صديق عفيفي، وهو مرشح لم يفز في الانتخابات، ويسمع صوته في المقطع خلف النائبة.
ومن جهتها، قالت الصحيفة إنه حرصا من موقع "برلماني"، التابع لها، على عدم نشر الفيديو دون الحصول على رد مارجريت عازر، قام بالاتصال الهاتفي بها، وإرسال مقطع الفيديو إليها، لمعرفة ردها، إلا أنها نفت صلتها به، ثم عاودت الاتصال بالموقع لتؤكد نفيها.
ثم قالت: "أولا.. ناس بتتكلم على الكشف على اللجان.. وأنا لم أتكلم في شيء، والكلمة التي قولتها: أنا معرفش حاجة، أنا ضيفة،. فما الخطأ في هذا، وما الواقعة أساسا؟".
وأضافت: "لا أحد كان في إيده فلوس.. والفيديو دا حاجة ساذجة لتشويه سمعة الناس.. وإيه اللي يخليني أدخل مفاوضات.. أنا مرشحة قائمة.. ودخلت 100 انتخابات قبل كده.. ومعملتش كده".
وتابعت: "لا سلوكي، ولا أخلاقي تسمح بذلك، الموضوع ليس له أساس من الصحة، واللي معاه حاجة يوديها اللجنة العليا للانتخابات تفصل في صحتها".
السيدة.. والنتيجة
وعلق أحد الناشطين على مقطع الفيديو بتأكيد أن السيدة التي تبدو فيه، مع مارغريت عازر، اسمها الدكتورة سوسن مرسي، وهي نائب رئيس أكاديمية طيبة للعلوم المتكاملة بالمعادي، في حين أن صديق عفيفي هو من يعمل لها الأبحاث والدراسات التي تحصل بها على الترقي في الدرجات العلمية، وبالتالي كان لا بد من أن تسانده، وتقف معه، لرد الجميل، قائلا: "ابحثوا عن فساد صديق عفيفي في محكمة جنح مدينة نصر، وانظروا كم القضايا التي كان متهما فيها".
والدكتور صديق محمد عفيفي هو رئيس أكاديمية طيبة، ورئيس جامعة النهضة.
ويذكر أن "دائرة الزاوية الحمراء والشرابية" حُسمت لصالح مرشح حزب "المصريين الأحرار"، عمرو وطني، بـ29 ألفا و972 صوتا، والمرشحين المستقلين: أمين مسعود مسعود، بعد حصوله على 22 ألفا و372 صوتا، وإيهاب أحمد بدوي بحصوله على 21 ألفا و656 صوتا.
وقال بيان اللجنة العليا للانتخابات إن عدد من لهم حق التصويت في هذه الدائرة 452 ألفا و102 مواطن، حضر منهم للتصويت 48 ألفا و999 ناخبا بنسبة 10.84%.
من هي "مارغريت عازر"؟
و"مارغريت عازر" عضو مجلس الشعب المصري السابق، تم انتخابها عن الدائرة الأولى قوائم في انتخابات مجلس الشعب عام 2011 عن حزب الوفد الجديد، كما أنه تم انتخابها في الانتخابات الأخيرة عن قائمة "في حب مصر"، الموالية للسيسي، بقطاع القاهرة وشمال الدلتا.
وقد تنقلت بين أحزاب عدة أبرزها: الجبهة الديمقراطية، والوفد، والمصريون الأحرار، والمؤتمر، وكلها أحزاب موالية للسيسي..
كما أنها معروفة بمواقفها الممالئة له، وطلبت من قَبل سحب الجنسية من عدد من المعارضين للانقلاب في الخارج، كما أنها دافعت عن السيسي في دعوته لتعديل الدستور، وقالت إن صلاحيات الرئيس كُتبت بحسن نية في الدستور، وتجعل الرئيس والبرلمان على صفيح ساخن، وفق قولها.
ووصفت أيضا من يدعو إلى التظاهر بذكرى ثورة 25 يناير، بأنه لا يشعر بالمصريين على الإطلاق، على حد تعبيرها (!)
واعتبر مراقبون هذا المقطع من الفيديو أخطر دليل يشكك في نزاهة الانتخابات المصرية، ويظهر الوجه الخلفي لها الذي تاجر فيه مرشحون كثيرون، ومعظمهم موالون للسيسي، بالأصوات، من أجل الفوز، ما يلحق البطلان بالانتخابات برمتها.
وتوقع كثيرون تفجر مزيد من الفضائح المماثلة لنواب آخرين في الفترة المقبلة في ظل معارك كسر العظام الدائرة بين عدد من المرشحين الفائزين والخاسرين، فضلا عن الصراعات الطاحنة بين التيارات والقوى السياسية التي ينتمون إليها، في ظل مشاعر "الكيد السياسي" التي تسيطر عليهم.