قالت قناة "المنار"، إن سمير
القنطار ترك وصية كتبها بخط يده، ونشرت الوصية التي توردها "
عربي21" كاملة أدناه.
ولاحظ صحفي لبناني تحدثت إليه "
عربي21"، واشترط عدم ذكر اسمه، أن سمير القنطار الذي كان يساريا في بداياته، ولم يُعرف عنه التدين أبدا طوال فترة أسره حتى خروجه من السجن عام 2008، بحسب كثيرين زاملوه في السجن.. لاحظ أنه كتب نصا شيعيا بالكامل، كأنما ولد وترعرع في صفوف
حزب الله، وهو الذي يتحدر من عائلة درزية، فيما ثار جدل حول تشيّعه بعد خروجه من السجن.
في النص، والحديث للصحفي اللبناني، كلام عن "باعثِ النهضةِ الإسلامية المعاصِرة روحِ الله الموسوي الخميني قدس سرهُ الشريف ووريثِه في حملِ رايةِ الحق ولي أمرِ المسلمين الإمام الخامنئي دامَ ظله الشريف"، وهي لغة مذهبية فاقعة لا صلة لها بمناضل يساري، حتى لو تشيّع في آخر سنواته.
الجانب الآخر المهم الذي لاحظه الصحفي اللبناني في الوصية، والذي يشكك -برأيه- في كتابة القنطار لها هو المتعلق برفضه لقصة أخذ الثأر له عبر قوله: "وهذا العدو يتوهم أنه بقتلنا قد يجر المقاومة إلى مواجهة هو اختار زمانها ومكانها، من هنا أؤكد لكل محبي المقاومة أن الانتقام لدمائنا يكون من خلال التمسك بهذه المسيرة ومن خلالِ تنامي قوةِ الردع التي تمتلكُها المقاومة، ومن خلال أيضا استمرار رفع جهوزيتنا التي تضمن تحقيق النصر على هذا العدو الصهيوني في أي مواجهة قادمة، إن النصر على هذا العدو هو الانتقام الأكبر والأهم لكل الدماء المظلومة".
ويخلص الصحفي اللبناني إلى القول، إنه "يرجح أن الوصية كتبها حزب الله"؛ ولا صلة لسمير القنطار بها.
النص الكامل للوصية
بسم الله الرحمن الرحيم
أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير.
صدق الله العلي العظيم
منذ اختياري لطريق النضال والجهاد في سبيل رفع الظلم عن فلسطين وأهلها ولدفع الظلم والموت عن أهلنا وشعبنا في لبنان كنت على يقين بأن هذا الطريق الذي اخترته بقناعة تامة نهايته النصر أو الشهادة.
ولأن النصر الكامل وإزالة هذا الكيان الصهيوني عن الوجود يحتاج إلى تضحيات أكثر من التي قدمت حتى الآن، وبالتالي فإن العمل على تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى سنوات طويلة إضافية، فإن الشهادة على الأرجح هي التي ستسبق النصر.
ولأنني عاهدت كل المؤمنين بحرية فلسطين، وأنني لن أعود من فلسطين إلا لكي أعود اليها، فإنني أصررت على أن أكمل هذا الطريق، طريق الجهاد والتضحية، وعبر أرقى أشكاله الذي هو النضال المسلح والبندقية/ وأعزني الله عز وجل وجعلني واحدا من رجال المقاومة الإسلامية، وبين إخوة أخذوا على عاتقهم القتال بعناد ورفض المساومة والتراجع.
واليوم أعزني الله بهذه الشهادة التي أسأله أن يتقبلها، فإنني أمضي وأنا على ثقة بأن هذه المسيرة الجهادية لن تتوقف، ولن تتراجع، ولن تحيد بوصلتها عن فلسطين، لأن الله أعز هذه المقاومة بقادة طالما زودونا بالثقة والإيمان بالنصر بدءا من باعث النهضة الإسلامية المعاصرة روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف ووريثه في حمل راية الحق ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، وقائدنا في المقاومة الإسلامية سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله الذي أشكره من أعماق قلبي على الرعاية التي أحاطني بها فور تحرري من الأسر وحتى لحظة شهادتي، وأشكره على وعده الصادق الذي بفضل الله وبفضله تحررت من الأسر، وأسأل الله عز وجل أن يديمه لهذه الأمة ولهذه المقاومة الإسلامية الباسلة، لأن في هذا الزمان لا أحد قادر على أن يعوضنا عن شخصية وحضور وحكمة وشجاعة سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله.
أسأل الله أن أكون قد وفيت بعهدي ووعدي لشهداء الوعد الصادق، لأهل فلسطين لجمهور المقاومة في لبنان الذي هو عنوان الكرامة والعزة والصمود والشرف، وأقول لكل المحبين في هذه المقاومة إن شهادتي وشهادة أي أخ في هذا الخط على يد العدو الصهيوني تعتبر دافعا إضافيا لهذه المسيرة إلى الأمام .
وهذا العدو يتوهم أنه بقتلنا قد يجر المقاومة إلى مواجهة هو اختار زمانها ومكانها، من هنا أؤكد لكل محبي المقاومة أن الانتقام لدمائنا يكون من خلال التمسك بهذه المسيرة ومن خلال تنامي قوة الردع التي تمتلكها المقاومة، ومن خلال أيضا استمرار رفع جهوزيتنا التي تضمن تحقيق النصر على هذا العدو الصهيوني في أي مواجهة قادمة.
إن النصر على هذا العدو هو الانتقام الأكبر والأهم لكل الدماء المظلومة، وقيادة المقاومة وعلى رأسها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله تعرف وبدقة متى وكيف ترد على جرائم العدو، وتدرك بمسؤولية تجنب الانجرار لمعركة، العدو حدد زمانها ومكانها، فلا أحد يشتبه بجدية المقاومة وبأن كل دماء المقاومين عزيزةٌ وغالية.
وإن الرد والانتقام الفوري يكون فقط اذا أضاف إنجازا لرصيد المقاومة، وجنّبها الإنجرار إلى معركة حدد زمانها ومكانها العدو الغاصب، وقصد من هذا
الاغتيال ذلك.
دماؤنا متساوية، وقيادتنا حكيمة، هكذا أثبتت التجارب الماضية، لنردد دائما نداء لبيك يا نصر الله، وعيوننا تنظر إلى البعيد/ إلى تحقيق الهدف الأكبر بنصر الله لنا على عدونا الظالم..
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم سمير القنطار