تسببت أحداث الانتفاضة
الفلسطينية الحالية بتطور نوعي في استخدام الشباب الفلسطيني لمواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن حالة السخط والغضب ضد الاحتلال
الإسرائيلي وممارساته، وهو ما بات يُعرف بأنه ظاهرة "
صحافة المواطن"، فيما يؤكد خبير في الشأن الإسرائيلي أن "هذا النوع من الصحافة والتواصل أفشل كثيرا من العمليات الميدانية للاحتلال".
وانتشرت في فلسطين أشكال عدة لاستخدام الشبكات التي تغطي أحداث الانتفاضة، سواء كان ذلك عن طريق الإذاعات المحلية أم الفضائيات أم مواقع التواصل الاجتماعي التي شكلت رأس حربة في سرعة نقل الأخبار وتداولها.
أحد أهم طرائق نقل الأخبار التي ظهرت خلال عام 2014 في فلسطين، هو تطبيق "زيلو" المتواجد في متجر التطبيقات للهواتف الذكية على الإنترنت، حيث يستطيع أي شخص أن يقوم بتأسيس مجموعة اتصال فيها عن طريق الإشارات الصوتية.
وقامت مجموعة من الشباب بتأسيس قناة لنقل الأخبار الصوتية العاجلة تحت اسم "بال برس"، وذلك في محاولة منها لتغطية الجغرافيا الفلسطينية كاملة.
وقال أحد المؤسسين للقناة "نضال الوحيدي" في حديث مع "
عربي21" إن الهدف الأساسي منها هو: "إشراك المواطنين في نقل الأخبار التي تحدث في مناطق سكنهم، وذلك عن طريق الخروج بإشارات صوتية مباشرة من منطقة الحدث التي يسكن بها، حيث يقوم بإبلاغ المستمعين عن التطورات المهمة الحاصلة في منطقته".
ويضيف الوحيدي: "خلال فترة عام فقط، اشترك في القناة ما يقرب من 30 ألف مشترك، حيث إننا استطعنا ربط فلسطين بشبكة أخبار قوية وموثوقة تستند إليها الفضائيات الفلسطينية والمواقع الإخبارية".
وكانت إدارة برنامج "زيلو" قامت بحظر قنوات "بال برس" أربع مرات خلال شهر واحد فقط، وقد بررت الشركة ذلك بأن "القناة" تحرض على العنف والإرهاب وذلك من خلال رسالة قصيرة تم إرسالها للقائمين على القناة كما علمت "
عربي21".
ويفند الوحيدي اتهامات إدارة شركة "زيلو" قائلا: "منذ انطلاق العمل في القناة، اتخذنا شعار نقل الحقيقة والحقيقة فقط، وهذا أزعج الاحتلال الذي اتهمنا بدوره بالتحريض، حيث عمل على الضغط على الشركة لإغلاق القناة، وذلك بادعاءاته الكاذبة".
وأكد نضال أيضا أن القائمين على القناة قاموا بفتح قنوات بديلة واحتياطية في كل مرة يتم إغلاق القناة فيها.
وكانت وزارة الخارجية في دولة الاحتلال شكلت سابقا لجنة خاصة لمتابعة ما ينشر من محتوى على شبكات التواصل الإجتماعي وفضاء الإنترنت، وذلك للتواصل مع الشركات لحذف وإغلاق الصفحات التي تتهمها بالإرهاب.
من جهته، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي في حديث مع "
عربي21" أن "هذا النوع من النقل للأخبار بشكل عاجل يُفشل قدرة جيش الاحتلال على تنفيذ العمليات الميدانية، ولذلك أصبح الجيش يجري تقييما في التعامل مع مثل هذه الوسائل ومحاسبة وملاحقة من يعمل بها".
وأضاف الريماوي: "كان الصحفي لا يستطيع الحصول على المعلومات بين المناطق الفلسطينية المختلفة في حالة حصول أية أخبار عاجلة ومهمة، وكنا ننتظر بيان جيش الاحتلال للحصول على الرواية الوحيدة، بينما سمحت لنا الطرق الجديدة كالإشارات الصوتية عبر البرامج المختلفة، بالحصول على شهادات المواطنين بشكل مباشر من أرض الحدث قبيل صياغة الاحتلال لبيانه ونقل الحقيقة لنا كما هي".
وختم الريماوي حديثه قائلا: "صحافة المواطن فضحت الاحتلال بشكل كبير وأفشلت كثيرا من عملياته العسكرية، وهذا يؤدي إلى نقل الحقيقة للجمهور والتي تعتبر بالنسبة للاحتلال تحريضا على العنف، ما يدفعه للعمل ضدها بكل قوة".