توفي
الحارس الشخصي، لأسامة بن لادن، ناصر البحري، أو أبو جندل، المعروف بشخصيته الجهادية، في أحد المراكز الطبية، بمدينة المكلا، عاصمة حضرموت، عن عمر يناهز ثلاثة وأربعين عاما، بعد معاناة مع المرض.
ولد البحري في عام 1972 في السعودية، لأبوين يمنيين، وتشير الروايات إلى أنه تأثر بالخطباء الأصوليين والنضال الفلسطيني ضد إسرائيل، ومرت حياته بمحطات عدة، ولعل أبرزها "الانضمام مبكرا، لتنظيم
القاعدة، الذي أسسه بن لادن"، في التسعينيات.
انضم أبو جندل، إلى تنظيم القاعدة، في أواخر سنة 1996، عقب إجرائه ما سمي "برحلة الشمال" من طاجيكستان، التي انطلق منها إلى البوسنة ومن ثم إلى الصومال، ليعود مجددا إلى طاجيكستان، وصولا إلى جلال آباد في أفغانستان.
ويقول ناصر البحري، في تصريحات صحفية، إنه قرر الانضمام إلى معسكر تدريب في خوست، وبعد مرور عام من وصوله إلى أفغانستان، بايع
أسامة بن لادن، حسب ما قال لمراسل صحيفة واشنطن بوست، التي نقلت عنه صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
وكان البحري، من المقاتلين العرب، الذين سافروا في 1993، للقتال إلى جانب مسلمي البوسنة ضد الصرب.
ومن ضمن المعلومات التي أدلى بها البحري، في حياته، أن بن لادن، كان يصطحبه دائما، في أي تحرك له، بعدما نجح في إنقاذه، من هجوم قاتل، شنه مسلحون منشقون عن طالبان، على مقر إقامة زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن.
وأصيب أبو جندل، برصاصة في قدمه اليسرى خلال معركة ضد مقاتلين أفغان كانوا يسعون للإطاحة بحركة طالبان، عقب تسعة أشهر من إقامته هناك.
وفي عام 2000 زار، ناصر البحري،
اليمن، التي شهدت بعد شهرين من وصوله، حادثة تفجير المدمرة الأمريكية "كول" في ميناء عدن (جنوبا) وأسفرت عن مقتل 17 بحارا أمريكيا، ليتم إلقاء القبض عليه للاشتباه بعلاقته في العملية.
وقال البحري، إنه لم يكن مشاركا في الهجوم، ولكنه قال إنه كان على لائحة عملاء القاعدة لدى الأمن اليمني، ولذا قرر الاختباء، وعندما حاول الهرب إلى أفغانستان، تمكنت عناصر الاستخبارات اليمنية من إلقاء القبض عليه داخل المطار.
ومكث في السجن سنة و10 أشهر، منها 13 شهرا في السجن الانفرادي، وبعد مرور سبعة أشهر على الهجمات التي وقعت في 11 من سبتمبر 2001، استجوب البحري، من عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.
وعمل البحري، عقب الإفراج عنه، مستشارا تجاريا في اليمن، بعد تأكيدات أنه "لم يعد عضوا في تنظيم القاعدة ولا رغبة لديه في العودة إلى تلك الحياة".