قال الكاتب الإسرائيلي
سولي شهوار إن الحرب بين
السعودية وإيران ستبقى "باردة" ضمن أسباب عديدة لاحتدامها، قد يكون أبرزها ارتفاع أسعار النفط.
وفي مقال لرئيس مركز "عزري" للبحوث
الإيرانية والخليجية بجامعة حيفا، مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال شهوار إن "عملية التدهور بين الدولتين (السعودية وإيران) بدأت مع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979"، موضحا أن صعود نظام ديني شيعي متطرف ذي تطلعات استثنائية تتجاوز الحدود الإيرانية إلى الحكم، شكل تحديا هاما للأنظمة السنية في المنطقة، بما فيها القيادة "الوهابية" في السعودية، بحسب قوله.
وتابع شهوار أن "ذرى التوتر لم تكن قليلة خلال الـ 37 سنة الأخيرة"، مشيرا إلى أن منها "الدعم السعودي للعراق في أثناء الحرب الإيرانية العراقية، وموت مئات الحجاج الشيعة الإيرانيين أثناء الحج عام 1987 وعملية خوبر في 1996"، فيما أوضح أن هذا التوتر ازداد في أعقاب "الربيع العربي"، وبدا واضحا بما وصفه "الاجتياح السعودي في البحرين"، لإحباط التمرد الشيعي، واندلاع جولة جديدة من المواجهة التاريخية الشيعية - السنية، لا سيما في سوريا والعراق واليمن.
وردا على سؤال: "لماذا قررت القيادة السعودية الآن اتخاذ عمل مثابة صب الزيت على النار"؟، رأى الكاتب الإسرائيلي أن هذا يخدم مصالح السعودية، إذ "لا يروق لها إمكانية أن تحظى إيران بمكانة إقليمية ودولية أفضل مما في الماضي، بعد الاتفاق النووي ورفع العقوبات، ولهذا يحتمل أن يؤدي تشديد الصراع ضد إيران بها لاتخاذ أعمال تجدد العقوبات".
وتابع: "يحتمل أيضا أن يلعب النفط دورا في اعتبارات السعودية، فبينما تتضخم نفقاتها (كلفة الحرب في اليمن، الدعم للجهات السنية في الصراع الشيعي – السني، شراء سلاح متطور، مشاريع تنمية ومساعدات، البطالة المستشرية في اوساط الشباب)، يستمر سعر النفط، المدخول الأساسي للسعودية، في الانخفاض"، وهو ما وضع السعودية بعجز كبير، حيث خفضت احتياطات السعودية من العملة الصعبة، والخوف هو أن تصفى تماما في غضون خمس سنوات، أما تشديد المواجهة فكفيل بأن يرفع مرة أخرى أسعار النفط، الأمر الذي سيمنح النظام السعودي الهواء للتنفس"، بحسب قوله.
واستبعد شهوار أن تسمح أي من الدولتين بالدخول في مواجهة مباشرة، إلا أن هذا سيدفع كلا منهما للاستمرار وزيادة المساعدات التي يقدمانها للوكلاء والحلفاء الإقليميين، مما يطيل أمد الصراع في سوريا واليمن.
أما حول موقف الدول العربية في الخليج، فأشار الباحث إلى أن البحرين اختارت جانبها، وأعلنت قطع علاقتها مع إيران، كما توقع أن عمان ستفضل البقاء حيادية وتحافظ على مكانتها، أما الإمارات فستختار السعودية في النهاية، بينما ستسعى كل من قطر والكويت للتسويف في الوقت لعدم اتخاذ القرار، بحسب قوله.