قال الكاتب اللبناني علي الأمين، إن شروط التسوية في لبنان كما تشتهيها
إيران لم تنضج بعد لأن مسلسل العقوبات الأمريكية لا يزال مستمرا تجاه
حزب الله، لكن استمرار المعادلة الأمنية والسياسية الحاكمة بلبنان بغطاء خارجي يشكل أهمية في بقاء حزب الله كقوة عسكرية وذراع فاعل في سوريا ولبنان، ولأمريكا تحديدا.
وأشار الأمين في تحليل له حول ملف
الرئاسة اللبنانية المتعثر حتى الآن، إن إيران تريد صفقة مع أمريكا، لا مع الحريري أو
السعودية، لتمرير الملف وانتخاب رئيس جديد للبنان.
وقال إن طهران تسعى إلى وضع ما يمكن التفاوض عليه من ملفات ونفوذ في المنطقة ضمن سلة واحدة مع الأمريكيين مباشرة، بعيدا عن الرياض وأنقرة.
وأشار إلى أن معيار أي تغيير في السلوك الإيراني على مستوى ملفات المنطقة، حافزه الأساسي هو الترتيبات المباشرة مع واشنطن.
ولفت إلى أن طهران مهتمة اليوم بالتأكيد على أن الإرهاب الذي طالما اتهمت به ينتشر اليوم في السعودية، وهو ما حاول تأكيده وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في مقالته بصحيفة "نيويورك تايمز"، حين قال إن "إرهاب السياسة السعودية سببه الغضب من الاتفاق النووي الدولي".
وأوضح الأمين أنه ليس هنالك ما يفرض على الإيرانيين انتهاج سياسة تصادمية مع سياسة أمريكا، فالحرب على الإرهاب تشكل تعويضا إيديولوجيا، في حين أن قنابل ولاية الفقيه الصوتية ضد أمريكا لا تزعج واشنطن لكنها ترضي غرور من تنعشهم الخطب الثورية.
وأشار إلى أن الثابت حتى الآن هو "مزيد من التناغم والتعاون الأمريكي الإيراني الذي يسير بخطوات ثابتة في الملفات الإقليمية، لكن الأمر لم يصل إلى حدود التحالف بعد".
ولفت إلى أن الحرب على الإرهاب هي المساحة المشتركة مع واشنطن والتي يتم عليها "إقامة عمارة التعاون والعلاقات الودية. وبحسب الفهم الإيراني فإن هذا يتطلب تصعيد المواجهة مع السعودية في جبهات القتال المنتشرة على امتداد الساحات العربية".
وشدد على أن هذه المعادلة هي إحدى الاختبارات اليوم التي يتم "تطويع حزب الله فيها تجاه أعداء جدد ليس من بينهم أمريكا وإسرائيل، بل باتجاه الإرهاب التكفيري أول الاسم الجديد في أدبيات حزب الله، وهو السعودية".