قال القائم بأعمال المرشد العام لجماعة
الإخوان المسلمين في
مصر محمود عزت إن "الإخوان يدركون أن النضال الثوري مرحلة من مراحل طريق الدعوة، لها متطلباتها وعدتها وضوابطها، التي تجعل هذا النضال نضالا في سبيل الله".
وأضاف -في رسالة له مساء الأربعاء بعنوان "الثورة تصنع رجالها" نشرها موقع "إخوان سايت": "يدرك كثير ممن نزلوا وشاركوا في الإعداد للنزول في ثورتنا المباركة أن الثورات تبُتلى وتمُتحن كما تبُتلي الأفراد والجماعات، وخمس سنوات في عمر ثورة يرجى لها ريادة حضارة عالمية تحقق الكرامة الإنسانية ليست بالوقت الطويل".
ووجه عزت رسالة إلى الشعب المصري والثوار، قائلا: "انزلوا في هذه الموجة الثورية خفافا وثقالا، شيوخا وشبابا، رجالا ونساء، مصابين وأصحاء، يلقي الله السكينة في قلوبكم، ويقذف الرعب في صدور عدوكم"، بحسب قوله.
واستطرد قائلا: "كثير ممن نزل أو رابط أو شارك في الثورة أدار حديثا مع نفسه، محصلته أني إذا انتصرت على نفسي كنت على غيرها أقدر، فإذا ذهب الخوف عني، وأبصرت ضعف الظالم، أدركت أنه لا يملك أن يدفع الضر عن نفسه، فضلا أن يوقع الضر بغيره. وأيقنت أن الخوف ذهب عني ليحل فيه، وأن عليّ أن أضع يدي في يد أخي وكتفي في كتفه، صفا مستويا لا اعوجاج فيه. وأن عليّ أن أدعوا أهلي وجيراني وأصدقائي وزملائي ليكونوا صفوفا معنا، تتلوها صفوف من أهل قريتنا وكل القري من حولنا، وهكذا صنعت الثورة رجالها وكونت حاضنتها".
وتابع قائلا: "كلنا يريد العيش والحرية والكرامة الإنسانية. فكان الشهداء أسبق لعيش الآخرة، ودعاؤهم "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة"، وهم الآن أحياء عند ربهم يرزقون في ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وحصلوا على الحرية الكاملة، كيف لا وقد خرجوا من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، وتركونا ننعم في داخل أنفسنا بالتحرر من أغلال القهر والظلم التي تحيط بنا. ثم كان للشهداء الكرامة الكاملة، فهم عند مليك مقتدر يستبشرون بالصادقين منا الذين لما يلحقوا بهم".
وأشار إلى أن كثيرا ممن نزل أو شارك في الثورة أدرك طبيعة المعركة واتساع ساحتها، فلا طاقة للثورة المصرية اليوم بمواجهة من وصفهم بـ"الطغاة الظالمين وحلفهم الصهيوني العالمي"، إلا بتحالف ثوري عالمي لنصرة المظلوم وإقامة العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض.
وأردف قائلا: "سر قوة الثورة المصرية في نضالها السلمي الذي لا يصبر عليه إلا أولي العزم من الرجال، الذين يغضبون فيكونون أشداء على أعدائهم، ويحلمون فيكونون رحماء فيما بينهم"، مضيفا بأن الثورة تصنع طليعتها من الذين شاركوا ونزلوا وصابروا على النزول، من الشيوخ والشباب، من النساء والرجال، من الأقوياء والضعفاء، من الذين شاركوا خفافا وثقالا".
واختتم بقوله: "فلولا الله ما نزلنا وما صبرنا، ولولا الله ما اعتصمنا ولا رابطنا، ولولا الله ما هجرنا بيوتنا ومصالحنا، ولولا الله ما هانت السجون والمعتقلات، وما هانت الجروح والإصابات، وما بذلت التضحيات والأرواح، ولولا الله ما ملأ الرعب قلوب الأعداء، وما سلكنا طريق النصر والاستخلاف، وما كان جيل الثورة، وما احتضنت الأمة ثورتها، ولولا الله ما انتصرت ثورتنا".